تنازعت مرة بلدتان صغيرتان في جنوبألمانيا حول أحقية كل منهما في تسمية نفسها ب«مدينة الفيس بريسلي». وفي حين قال محافظ البلدة الأولى إن الفيس أجرى تدريباته العسكرية في ألمانيا بالمعسكر الاميركي في مدينته، قال المحافظ الثاني إن الفيس كان يبيت في الثكنة الأميركية في مدينته، بل ان بلديته تحتفظ بالحذاء الذي كان يرتديه.. وشيء مضحك أن تدخل مدينة كولون الكبيرة مع جارتها الصغيرة بون نزاعا حول «ملكية» موسيقي آخر، وإن كان من عيار ثقيل مختلف، مثل بيتهوفن، إذ تحاول العاصمة السابقة الاحتفاظ بشيء من أمجادها السابقة، التي فقدتها بعد انتقال الحكومة إلى برلين، في حين تحاول كولون الاحتفاظ بموقعها كموتروبول الراين غرب ألمانيا. كما تحاول الحكومة المركزية ببرلين مساعدة بون على الاستمرار من خلال استغلال المباني الحكومية الكبيرة السابقة مراكز مختلفة للأمم المتحدة والشركات والمحطات الإذاعية والتلفزيونية. ويدخل قرار نقل إذاعة صوت ألمانيا الحر من كولون إلى بون حسب نفس المبدأ. وتنوي مدينة بون حاليا تأسيس دار للموسيقى الكلاسكية تحمل اسم بيتهوفن الذي ولد في المدينة، وتم تحويل بيته في السوق إلى متحف. وترى كولون أن المشروع لا داعيَّ له بحكم امتلاكها دار «الفيلهارموني» التي تعتبر الأكبر والأحدث في نوعها بألمانيا. وترى بلدية كولون أن بون، التي تبعد 25 كم فقط وتربطها بكولون شبكة كبيرة من القطارات و«الترامات» والحافلات، لا تمتلك الحق في احتكار اسم بيتهوفن. وتعتبر بون أن من الثابت ولادة «ابنها»، لودفيغ فان بيتهوفن، يوم 16 ديسمبر(كانون الأول) عام 1770 على أرضها، لكن المؤرخ المعروف الدكتور لوتار ثيودور ليمبر (من كولون بالطبع) يرى أن ولادة بيتهوفن كانت صدفة في بون. ويحاول ليمبر ان يثبت أن عائلة بيتهوفن كولونية الأصل، وانتقلت إلى بون بسبب الحروب لتتم هناك ولادة أحد أعظم عباقرة الموسيقى في القرن الثامن عشر. وقال ليمبر، من الحزب الديمقراطي المسيحي، إن بون لا حق لها في استخدام اسم بيتهوفن، وإن كان بيته فيها. وردت بيربل ديكمان، عمدة بون من الحزب الديمقراطي الاشتراكي، بالقول إن بيتهوفن ولد في بون وليس في «الضاحية الجنوبية بكولون»، كما يدَّعي ليمبر. وذكرت ديكمان ان بون ستواصل «استثمار» اسم بيتهوفن لأنه ولد بها. وكتب ليمبر رسالة «تاريخية» إلى ديكمان يقول فيها إن بون الصغيرة كانت «ملجأ لنبلاء كورفرستن» الذين حكموا كولون في تلك العصور. وأدت المناوشات مع فرنسا عام 1770 إلى انتقال عائلة بيتهوفن من جنوب كولون إلى «الملجأ» الآمن في بون. ولو أن الألمان نجحوا وقتذاك في صد الجيوش الفرنسية لكانت عائلة بيتهوفن قد عادت إلى كولون في انتظار الولادة السعيدة. عدا عن ذلك، فقد أرسل نبلاء «كورفرستن» الكولونيون ابنهم بيتهوفن للدراسة في النمسا على حسابهم الخاص، كما قدم الموسيقي الشاب بيتهوفن أول حفلات عزف البيانو في كولون وليس في بون.