ثمار الفلفل الطازجة تتفوق على بقية ثمار الخضار الأخرى باحتوائها على كميات كبيرة من فيتامين C، فضلا عما تتميز به من خصائص اضافية مثل تحسين اداء الجهاز الهضمي وتدعيم قوة الذاكرة عند الأشخاص وايضا لعبها لدور الأدوية المضادة للكثير من الامراض الخطيرة، وفي مقدمتها امراض السرطان. والفلفل الحار، الاصفر او الاخضر او الاحمر، هو من فصيلة واحدة وثمار واحدة، ويطلق عليه الاسم اللاتيني Capsicum annuum، وقد بدأ انتشاره في الماضي من مصدره الاول وهو وسط وجنوب اميركا. اما اسمه الثاني المكتسب وهو Paprika فقد انتشر هو الآخر الى اللغات الاجنبية الاخرى من اللغة المجرية، التي اخذته في الاصل من اللغة العربية، بعد ان خففت ايقاعه قليلا، ولكن لااساس الاول للتسمية جاء من اللغة اللاتينية التي حورت فيما بعد وهو Piper. وفي الكثير من اللغات الاخرى لا يستخدم الاسم اللاتيني الاصل نفسه، ففي اسبانيا مثلا يسمونه ب' بيمنتون' وفي فرنسا 'بيمنت' او 'بويفرون' وفي البرتغال يسمونه 'كولوراو'، بينما في العربية يسمونه ال 'فلفل'. وقد وصل الفلفل الى اوروبا في فترة ظهور التجارة البحرية وانتعاشها، حيث بدأ هذا النبات الدخول الى المطابخ تدريجيا، واول من بدأ في زراعته في اوروبا هم الاسبان، ولكن اكثر من اهتم به واحبه هم المجريون. ماذا يحتوي الفلفل؟ ثمرة الفلفل فارغة من الداخل، وذات غلاف بألوان ثلاثة، وهذه الثمرة تحتوي على مادة ال'كابساييتسين' الحارة وكذلك على كمية كبيرة من فيتامين C، وهي تفوق بقية النباتات الاخرى بما تحتويه من هذا الفيتامين، وتعتبر ثاني اهم مصدر للفيتامين A بعد الجزر. وايضا تحتوي على فيتامين B بمجموعته المتوالية تقريبا، وكذلك على 'بيتا - كاروتين' وزيت الايتير وسكر وبكتين وزنك وكالسيوم ومغنيسيوم وغيرها. يقاوم السرطان كما يحتوي الفلفل الطازج على العديد من المواد الاخرى ذات الخصوصية المهمة بالنسبة للانسان، مثل ال 'لوتيولين'، وهو اللون الاصفر في احد انواع الفلفل، فقد اثبت العلماء التايوانيون، ان 'اللوتيولين' يقوي من ذاكرة الانسان، في حين توصل العلماء الكوريون الى ان 'اللوتيولين' يمتلك القدرة على مقاومة السرطان. اما الاهمية الكبرى فتكمن في 'الكابساييتسينويدات'، وبالاخص 'الكابساييتسين'، حيث يتوافر في الثمار مادة 'الكلويد النباتي' التي تحتوي على المادة الحارقة او الحارة المسؤولة عن الشعور بالحرقة في اللسان او الحلق، والاجزاء الداخلية من الانف والتي تؤدي الى سيلان الدموع من العين في احيان كثيرة. ولهذه المادة عدة تأثيرات فعالة، مثلا تقوم بتدمير البكتيريا والتخفيف من الآلام الناجمة عن العمليات الجراحية وتحسين عمليات الهضم وتنظيم سريان الدورة الدموية، اما الآلام الحارقة التي تسببها هذه المادة فتدفع الدماغ بعد استقبالها الى اطلاق انزيم ال'اندورفين'، الذي يؤدي رلى تحسين المزاج الشخصي. ويحتوي الفلفل ايضا على العديد من مضادات الأكسدة، وهذه المضادات تحد من نشاط الحوامض المؤدية للسرطان، واهم هذه المضادات فيتامين C المرافق لانزيم 'كاتالازا' و'سوبر أوكسيد ديسموتازة' ومختصرة SOD. بين الأحمر والأخضر وقام العلماء الاسبان باثبات الاختلافات في محتويات الفلفل الاحمر والاخضر الطازج او المخزون، حيث قاسوا قيمة ال'كاتالازي' اي SOD بعد سبعة الى تسعة عشر يوما من الخزن الذي تم بدرجة حرارة بلغت ال 20 درجة مئوية. وقد توصلوا الى ان الفلفل الاحمر وبعد انقضاء هذه الفترة، اصبحت لديه قدرة على مقاومة الأكسدة اكثر من الفلفل الاخضر، لكن محتوى فيتامين C لم ينخفض فيه، فالفلفل يختلف عن غيره من النباتات، فهو لا يتأثر بالخزن، ويمكن تناوله طازجا او غير طازج. ينبغي الانتباه! اثناء عمليات الاختبار التي اجريت في بعض البلدان الاوروبية عام 2004 حاول العلماء البريطانيون التثبت من حجم الاختلاف بين الفلفل المزروع في حقول زراعية معدلة بيئيا والفلفل المزروع بالطرق الشائعة وتوصلوا الى ان القيم الضرورية في كلا النوعين المزروعين متساوية، فالفلفل الذي حصلوا عليه بواسطة الطريقة الشائعة يحتوي على امكانات اكبر من الفلفل المزروع في حقول معدلة بيئيا في مقاومة اضرار البيئة لذلك بدأت الزراعة تهتم بتكثير النوع الذي يمتلك مقاومة وراثية اكبر للاضرار او الامراض النباتية. الفلفل كتوابل نحصل على توابل الفلفل من خلال تجفيفه وسحقه بعد النضوج، وتتحدد اصناف التوابل بنوعية الفلفل المستخدم ومرتبته الجيدة، فالمزارعون المجريون يصنفون هذه الانواع حسب الجودة الى سبعة اصناف، الفلفل المطحون: فلفل خاص (اي نوعية راقية)، وفلفل غير حار، وفلفل غير حارق، وفلفل ذي حرارة متوسطة، وفلفل حلو او بارد، وفلفل نصف حلو، او نصف بارد، وفلفل وردي وفلفل حار. اما النوعية الجيدة من الفلفل فهو ذو لون احمر وقليل الحرارة وفيه طعم اصلي، وهناك نوع آخر من الفلفل الاحمر غير حار والذي يخلو من مادة 'الكابساييتسين'. ان تقاليد المجريين في صناعة الفلفل معروفة لمعظم الاوروبيين، وقد بدأت منذ فترة طويلة سبقت اهتمام بقية البلدان الاوروبية الاخرى، ففي عام 1936، قام العالم المجري البرت زينت جورجي بعدة اختبارات علمية على الفلفل وتوصل الى اكتشافه الاول في العالم وهو وجود فيتامين C فيه، وقد حصل بفضل هذا الاكتشاف على جائزة نوبل للعلوم. الفلفل المطحون يستخدم حاليا في كل المطاعم الاوروبية واستخداماته متعددة، كما يستخدم الفلفل الطازج كثمار في العديد من الطبخات الشهية اضافة الى السلطات المختلفة. والفلفل الاحمر البارد والمطحون لا يمكن تعويضه اثناء عمل المرق او الطبيخ او الشوربة، وافضلية الفلفل الاحمر تكمن في قدرته على توفير الطعم والرائحة الجيدة للوجبات الغذائية المختلفة.