تطبيق ميثاق شرف إعلامي وتفعيله ليصبح بمثابة دستور ملزم لجميع الإعلاميين، هدف كبير يسعى المجلس القومي للمرأة والدكتورة سوزان القليني عميدة كلية الآداب جامعة عين شمس وعضو المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام ومقررة المجلس القومي للمرأة بوجه خاص الى تحقيقه. ومن اجل مناقشة هذا الكود وتفعيله .. نظم المجلس القومى للمرأة، ورشة عمل بالعين السخنة بعنوان "دور الإعلام فى مناهضة العنف ضد المرأة: التعريف بالكود الإعلامى الأخلاقى". جاء ذلك في إطار مشروع مدن آمنة خالية من العنف ضد المرأة، بالتعاون بين المجلس القومي للمرأة، وهيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. استهدفت الورشة – والتى استمرت على مدار 3 أيام في الفترة من الخميس 24 أغسطس وحتى السبت 26 أغسطس الجاري – عددًا من الاعلاميين و الصحفيات والصحفيين ومعدى برامج الإذاعة والتليفزيون المعنيين بقضايا المرأة. وعرضت الورشة مجموعة من القضايا من ابرزها عرض الكود الإعلامى والأخلاقى الذى أعدته لجنة الإعلام بالمجلس، والقيم المهنية والأخلاقية فى العمل الإعلامى، وكيفية خلق رأى عام مساند لقضية مناهضة العنف ضد المرأة، ورصد الرسائل الضمنية للتمييز ضد المرأة فى وسائل الإعلام. واختتمت الورشة اعمالها بتطبيق عملي حول صياغة استراتيجية اعلامية لتغطية قضايا المرأة . وحاضر بالورشة كبار الخبراء المعنيين بالعمل الإعلامى؛ على رأسهم الدكتورة سوزان القلينى عضوة المجلس، ومقررة لجنة الإعلام، وعميدة كلية آداب جامعة عين شمس، والدكتورة منى الحديدى أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، والدكتور هشام عطية أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، والدكتورة رباب الحسينى أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية. تعريف الكود الدكتورة سوزان القليني عرفت الكود الاعلامي بانه بمثابة ميثاق شرف يضع مجموعة من الضوابط المهنية والاخلاقية في تناول الاعلام للمرأة ،لافتة الى انه غير ملزم ولا يرقى الى قوة القانون ولكنه كود استرشادي للعاملين في مجال الاعلام في تناولهم لقضايا المرأة . وافتتحت الورشة الدكتورة سوزان القليني، حيث أكدت أن الإعلاميين بكافة تخصصاتهم هم شركاء النجاح، مستعرضة عدداً من بنود الكود الأخلاقي والمهنى المتعلق بقضايا المرأة فى وسائل الإعلام والذي يعدة المجلس القومى للمرأة حاليا. وأوضحت أن الكود مطروح للنقاش للوصول لأفضل نتيجة حتى يتم طرحه فى شكله النهائي بعد عرضه على المجلس الوطني للإعلام ومن ثم سيتم عرضه على وسائل الإعلام المختلفة فى الصورة النهائية. وأضافت أن الكود الأخلاقي يشارك في وضعه أكثر من 15 خبيرا من خبراء الإعلام، وعبرت «القليني» عن استيائها من المشهد الإعلامي والذي يعاني من الفوضى خاصة فى مجال قضايا المرأة. واشارت القليني الى حاجتنا الملحة لهذا الكود بالنظر الى دخول اشخاص غير متخصصة الى مجال الاعلام ،اضافة الى الفوضى الشديدة في التناول الاعلامي لقضايا المرأة . وشددت القليني على ان الكود لا يشكل قيدا على حرية التعبير والابداع او جاذبية العرض وانما يضع اطرا عامة تضبط الاداء. اهداف الكود د.سوزان القليني أوضحت أهداف الكود الاعلامي والتى تتمثل في: -صياغة سياسة اعلامية تراعي التوازن والانصاف في عرض وابراز الصورة الايجابية للمرأة وانجازاتها . -تغيير الصورة السلبية للمرأة والتى قدمت ولا زالت تقدم في وسائل الاعلام . -تعزيز مكانة المرأة وابراز دورها الهام في جميع المجالات -تقديم نماذج ناجحة للمرأة في جميع مناحي الحياة . – تجنب اي صورة من صور التمييز ضد المرأة سواء لفظيا او معنويا بشكل صريح اوضمني ومتعمد او غير متعمد ،محذرة من حدوث ذلك في احيان كثيرة في الوقت الحالي. توصيات لضمان نجاح الكود استعرضت الورشة عددا من التوصيات لضمان نجاح الكود الاعلامي في تناول قضايا المرأة . واوضحت الورشة ان من اهم التوصيات ضرورة اتاحة الفرصة امام المرأة الاعلامية لتبوؤ مناصب عليا في المؤسسات الاعلامية . ومن ابرز التوصيات ضرورة اقامة دورات تدريبية وبرامج للاعلاميين للتعريف بالكود الاعلامي وتفعيله. وشددت الورشة على تطبيق قرار المجمع اللغوي بتأنيث الألقاب والمناصب وعدم جواز وصف المرأة بدون علامة التأنيث "ة" . وطالبت بطباعة الكود وتوزيعه على كافة المؤسسات الاعلامية ومنتجي المحتوى ومتخذي القرار والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، اضافة الى رفع الكود الاعلامي للمرأة على موقع www.issue.com اسوة بالهيئات الرسمية في الدولة لما له من نسبة تداول كبيرة . وأخيرا تبني حملات اعلامية للتوعية بقضايا المرأة. دليل اعلامي نهاية العام المجلس الاعلى لتنظيم الاعلام بصدد اصدار دليل بنهاية العام الحالي حول سياسة اعلامية تتضمن المعايير المهنية والاخلاقية التى يجب ان تلتزم بها المؤسسات الاعلامية في الدولة . المشهد الإعلامي يعاني الفوضى أعربت الدكتورة منى الحديدي، استاذة الإعلام بجامعة القاهرة وعضو لجنة الإعلام بقومي المرأة خلال فعاليات اليوم الأول لورشة العمل عن امتنانها بفكر القيادة المصرية بتخصيص العام الحالى للمرأة المصرية التى لها الدور البارز في تحقيق مسيرة التنمية المستدامة، وأضافت أن المجتمع بكل فئاته ومؤسساته لابد أن يقوم بدوره لإنجاح مصر. وأشادت بإنشاء نقابة الإعلاميين مؤخرا وتكوين الهيئات الإعلامية وإعلان مشروع ميثاق الشرف، وذكرت انه "لو تمكنت المرأة من حقوقها سيكون النصف الآخر أكثر سعادة"، مطالبة الإعلام بتوجيه رسالة للمجتمع ككل لتحسين أوضاع المرأة والنهوض بها. وأضافت أستاذة الإعلام ، أنه على الإعلام ضرورة التركيز على واقع المرأة المصرية بايجابياته وسلبياته. وشددت على ضرورة مراعاة القيم المهنية والأخلاقية في العمل الإعلامي، من حيث تناول جميع القضايا خاصة قضايا المرأة، ولابد من تحرى الدقة في نشر المعلومات والتأكد من مصدر المعلومة لنشر الحقيقة، والبعد عن الأخبار التي تثير البلبلة بلا فائدة. مرصد "صورة المرأة في الاعلام" اكدت ورشة العمل حول مناهضة العنف ضد المرأة انشاء مرصد تحت عنوان "مرصد صورة المرأة في الاعلام" لتكون مهمته رصد وتتبع صورة المرأة في مختلف وسائل الاعلام طبقا لضوابط الكود الاعلامي الاخلاقي. جاء ذلك بعد الصور السلبية للمرأة في وسائل الاعلام خاصة الدراما والسينما وابرازها كسلعة او كوسيلة لجذب المشاهد، او اظهارها بصورة نمطية ساذجة وتفتقر للذكاء والخبرة. إستراتيجية اعلامية لمواجهة العنف ضد المرأة أعلنت الدكتورة سوزان القليني إستراتيجية إعلامية لتغطية قضايا المرأة. وتم الاتفاق مع الإعلاميين على خطة عمل لمناقشة قضايا العنف ضد المرأة في وسائل الإعلام سواء إذاعة أو تليفزيون أو صحافة ورقية وإلكترونية. وتضمنت الاستراتيجية المحاور الاتية:- – يجب تكامل وتكاتف جميع وسائل الإعلام والمؤسسات المختلفة في الدولة للعمل على توعية المجتمع حول تبني قضايا المرأة وأهميتها في المجتمع لمواجهة العنف. – ضرورة مخاطبة جميع فئات المجتمع بمساعدة الأدباء والمفكرين والدراما والفن وليس الإعلام فقط. – الاستمرارية في تقديم الرسالة الاعلامية حت يمكن احداث التغيير في فكر المجتمع والعمل بجد ، لذا على الجميع التكاتف من أجل الوصول لجميع فئات المجتمع وتوعيتهم بأهمية دور المرأة وحقوقها ومنع العنف ضدها بجميع أشكاله. -اهمية الاتصال الشخصي المباشر مع الجمهور المستهدف الى جانب وسائل الاعلام . -الاهتمام بالرسائل غير المباشرة جنبا الى جنب مع الرسائل المباشرة . العنف ضد المرأة ظاهرة عالمية الدكتورة رباب الحسينى أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أكدت أن العنف ظاهرة عالمية استدعت ضرورة وجود مقاومات لمواجهتها، موضحة أن العنف أيا كان نوعه يترك آثارا سلبية على المرأة والأطفال والأسرة. وأضافت أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، خلال اليوم الثانى لورشة العمل التى ينظمها المجلس بالعين السخنة بعنوان "دور الإعلام فى مناهضة العنف ضد المرأة: التعريف بالكود الإعلامى الاخلاقى"، قائلة "لازلنا نعانى من أننا مجتمع ذكورى يعطى حقوق أكثر للرجل والمرأة تأتى دائما بعد الرجل". حالة طلاق كل 6 دقائق وأشارت أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، قائلة: "عندنا حالة طلاق كل 6 دقائق"، لافته إلى أنه حينما يعنف الرجل بشكل أو بآخر ينصب ذلك على الجانب الأضعف وهو المرأة فى النهاية. وقالت أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن العنف باستخدام الأبناء كوسيلة من وسائل الضغط من أبشع أنواع العنف ضد المرأة. لافتة إلى أنه على الرغم من أن الرأي العام ينظر نظرة سلبية تجاه المرأة، فإن الصورة بدأت تتحسن بحكم الواقع وقوة القانون. ختام ورشة عمل للاعلاميين الدكتور هشام عطية أستاذ الاعلام بجامعه القاهرة اختتم ورشة العمل بالتأكيد خلال محاضرته -التى تناولت رصد للرسائل الضمنية للتحيز ضد المرأة في وسائل الإعلام – أن المحتوى الاعلامي الذى يقلل من شأن المرأة يحدث فرقاً وتأثيراً واضحاً بين أفراد المجتمع دون أن يكون واعيا اومقصودا ، مشيراً أن ذلك يأتي نتيجة لقلة التدريب بين الاعلاميين على نوعية المادة الإعلامية التى يجب ان تقدم للجمهور. كما ناقش عطية فكرة ومضمون التحيز الاعلامى من خلال طرح بعض الأمثلة من تضمينات التحيز وانماطها سواء فى وسائل الإعلام المختلفة المسموعه والمقروءة والمرئية. وأشاد عطية بمبادرة المجلس باعداد كود اعلامى اخلاقى للعمل الاعلامى، ورعايته من خلال تدريب قطاعات مختلفة من الصحفيين والاعلاميين عليه وتعريفهم به ، مما يساعد في مواجهة مشاكل التناول الاعلامى للقضايا المختلفة خاصة قضية المرأة.