يحيي المسلمون مساء اليوم «ليلة القدر»، حيث يسود اعتقاد كبير لدى عامة المسلمين في أنحاء المعمورة المصادف لليلة السابع والعشرين من رمضان هي «ليلة القدر» التي وصف الله عز وجل فضلها في القرآن الكريم في سورة «القدر» بأنها خير من ألف شهر، أي أن ذلك الفضل يفوق عبادة 83 عاما ولذا تجد المسلمين في كل مكان يستعدون لإحياء هذه الليلة المباركة. ففي مكةالمكرمة يتوقع أن يشهد المسجد الحرام الليلة توافد أكثر من مليوني معتمر ومصل يقضون أوقاتا طويلة في أداء شعائرهم وعباداتهم في أجواء إيمانية في بيت الله الحرام منذ مغرب اليوم وحتى الساعات الأولى من فجر الغد. وتقوم جميع القطاعات والأجهزة المعنية بخدمة المعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام بإعلان حالة الطوارئ واستنفار كل الطاقات البشرية والآلية لمواجهة الزيادة المتوقعة في هذه الليلة المباركة والتي يعتبرها المعنيون بهذا الأمر المحك الحقيقي لمدى نجاح الخطط التي وضعت لشهر رمضان الكريم. الى ذلك أوضح الدكتور محمد بن ناصر الخزيم، نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام، أن الرئاسة اتخذت من جانبها العديد من الإجراءات وفق الخطة التي أعدت لتهيئة المناخ التعبدي في المسجد الحرام خلال شهر رمضان وخاصة العشر الأواخر منه بما في ذلك ليلة السابع والعشرين وتوفير الخدمات اللازمة للمعتمرين والمصلين والتنسيق مع الجهات المعنية بتنظيم عملية الدخول الى داخل المسجد الحرام وخروجهم منه وجندت الرئاسة لذلك حوالي 2300 موظف،منهم حوالي 1500 موظف موسمي وقرابة 800 من موظفيها الأساسيين للعمل على خدمة قاصدي بيت الله الحرام والسهر على راحتهم وتوفير مياه زمزم المبردة في جميع أرجاء المسجد الحرام وساحاته الداخلية والخارجية من خلال الحافظات المعدة لذلك. وفي ما يتعلق بالجانب الأمني داخل المسجد الحرام، أفاد اللواء يوسف مطر، قائد أمن الحرم المكي الشريف بأن حوالي 3000 عنصر أمني يشاركون في حفظ الأمن داخل المسجد الحرام وساحاته. وعن الخدمات الصحية والطبية أفاد الدكتور خالد السميري، مدير الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة، بأن جميع المرافق والقطاعات الصحية والطبية وضعت في كامل جاهزيتها لتقديم الخدمات المناطة بها وتم وضع المراكز الصحية الأربعة العاملة داخل المسجد الحرام ومستشفى أجياد العام في حالة تأهب قصوى بعد أن تم تزويدها ودعمها بالكوادر الطبية والتجهيزات اللازمة التي تمكنها من توفير الخدمات الصحية لقاصدي بيت الله الحرام، مؤكدا أن القطاعات والمرافق الصحية في العاصمة المقدسة وضعت جميعا في حالة طوارئ. وعن الدور المروري أوضح العقيد أحمد بن ناشي العتيبي، مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة في تصريح، ل«الشرق الأوسط» أن الخطة المرورية تضمنت تقسيم المواقع في مكةالمكرمة الى أربع مناطق عمل رئيسية لضمان انسيابية الحركة المرورية خاصة في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام وسهولة تنقل المعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام بسهولة ويسر. وقال العتيبي «لقد تم تجهيز ثمانية مواقف خصصت لسيارات المعتمرين وتم تدعيمها بالوسائل والحراسات الأمنية، وزودت بحافلات النقل العام لنقل المعتمرين من تلك المواقف الى المسجد الحرام وإليها، كما تضمنت الخطة المرورية وضع إحدى عشرة نقطة فرز على المداخل المؤدية الى المسجد الحرام لمنع دخول وتسرب سيارات المعتمرين الى داخل المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف والقيام بقفل وفتح جميع تلك المداخل والمنافذ قبل وبعد أوقات الصلاة». وأكد العقيد العتيبي أنه تم تفريغ المنطقة المركزية لحركة المشاة وسيارات النقل العام، مشيرا الى أن منطقة المسيال والمدعى وحارة الباب خصصت للمشاة فقط بحيث يمنع فيها دخول السيارات والعربات والدراجات النارية وغيرها من الأجسام المتحركة حتى لا تعرقل حركة المشاة والتي تشهد عادة كثافة عددية كبيرة من المعتمرين والمصلين أثناء توجههم الى المسجد الحرام والخروج منه. وطالب مدير مرور العاصمة المقدسة أصحاب الفنادق والمسؤولين عن مجموعات المعتمرين بالتعاون مع إدارة المرور في عدم ترحيل واستقبال تلك المجموعات في أوقات الذروة، خاصة في المناطق المجاورة للمسجد الحرام والمزدحمة بالمعتمرين.