انطلق الادميرال البريطاني فرانسيس ويلر من خليج جبل طارق في مهمة ذات أهمية كبيرة. فقد كان يسعى لجلب مبلغ كبير من المال لدوق مقاطعة سافوي لشراء ولائه ولضمان الفوز في الحرب البريطانية ضد ملك فرنسا لويس الرابع عشر الذي عرف بملك الشمس. لكن عندما وصلت السفينة إتش.إم.إس ساسكس إلى مضيق جبل طارق تعرضت لعاصفة عنيفة وحاول ويلر إنقاذها لكن دون جدوى. وغرقت السفينة الحربية التي يبلغ طولها 50 مترا وعلى متنها أكثر من 500 رجل و80 مدفعا ونحو عشرة أطنان من العملات الذهبية. وبعد ذلك بثلاثة قرون تعتزم شركة أمريكية متخصصة في استخراج الكنوز الموجودة تحت الماء استخراج ما يعتقد أنه أكبر كنز من تحت الماء في العالم. وتوصلت شركة أوديسي مارين أكسبلوريشن ومقرها فلوريداإلى اتفاق مع الحكومتين البريطانية والاسبانية للبحث عن حطام يعتقد أنه للسفينة ساسكس على عمق نحو 800 متر. وتقدر قيمة العملات الذهبية بنحو 3.3 مليار يورو (4.4 مليار دولار). وإذا عثر على الكنز سيجرى تقسيمه بين الشركة التي تقوم بالتنقيب والحكومة البريطانية وهي المالك القانوني للسفينة التي كانت تبحر تحت لوائها ولم يكن الجميع سعداء بهذا الاتفاق حيث يخشى بعض علماء الاثار من أن مشاركة الشركات التجارية يمكن أن تقود إلى عملية إكتساح عالمية لحطام السفن المنتشرة في المحيطات في مختلف أنحاء العالم. غير أن شركة أوديسي تقول أنها تتعهد بحماية التراث الثقافي تحت الماء وتطوير معيار عملي للتنسيق التجاري والاكاديمي فيما يتعلق بانتشال حطام السفن. وكانت الشركة قد أجرت بالفعل عمليات تنقيب عن الحطام الذي يعتقد أنه للسفينة ساسكس غير أن أوامر صدرت لها بوقف عملياتها في عام 2006 بسبب المخاوف الاسبانية من عدم احترامها الشروط التي حددتها مدريد. ولم يتضح بالفعل ما إذا كان الحطام في المياه الاسبانية لكن مدريد ترغب في جعل القوانين واضحة فيما يتعلق باحتمال إجراء عمليات تنقيب عن حطام السفن الاسبانية بعد ذلك. وكانت شركة أوديسي قد عثرت على العديد من الكنوز في وقت سابق من بينها عملات ذهبية وقطع فنية تقدر قيمتها بنحو 75 مليون دولار قبالة الساحل الامريكي في عام 2003.