كنا نعرف أن المشير محمد علي الجمسي رئيس أركان القوات المسلحة في حرب73 كانت لديه كراسة عرضها علي الرئيس أنور السادات بطل الحرب وقائد القرار تشمل دراسات عن الأيام المختلفة والساعة المناسبة لحرب يعبر أبطالها قناة عرضها180 مترا وتتغير فيها حركة المد والجزر كل6 ساعات,لكن الذي لم نعرفه أن هذه الكراسة كتبها ضابط في هيئة العمليات لم يظهر في أي تسجيل هو اللواء صلاح فهمي نحلة وهو الذي اقترح بحسب كراسته أن تبدأ الحرب يوم عيد الغفران اليهودي في الثانية بعد الظهر. ومن حسن الحظ أن اللواء سمير فرج أشهر من شغل موقع مدير الشئون المعنوية بالقوات المسلحة وبعد ذلك أشهر محافظ للأقصر, استطاع في أعماله التي نفذها بتكتم بالغ أن يتابع هؤلاء الأبطال ويسجل شهاداتهم المهمة, وظلت التسجيلات في الأدراج محكوما عليها بالتجاهل إلي أن جاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي وأمر بأن تري النور. وكنا نعرف أن المقدم باقي زكي من سلاح المهندسين هو صاحب فكرة فتح ثغرات الكباري في السد الترابي بخراطيم مياه غير عادية القوة وكان لدينا350 مضخة إنجليزية الصنع وكنا في حاجة إلي150 مضخة أخري لفتح80 ثغرة في الساتر الترابي تحتاج كل ثغرة لخمس مضخات, لكن الذي لم نكن نعرفه وكشفه اللواء سمير فرج أن العقيد القذافي كلف أحمد قذاف الدم بالسفر إلي ألمانيا والتعاقد علي المضخات المطلوبة حتي لا تظهر مصر في الصورة وتعرف إسرائيل. وكنا نعرف أن الفريق الشاذلي مهندس عملية العبور لم يتم تسجيل أي حوار معه بسبب خلافه مع السادات وأيضا غضب مبارك عليه, وعندما طلب سمير فرج من المشير حسين طنطاوي تسجيل شهادة الشاذلي ضمن شهادات الأحياء من أبطال أكتوبر, رفض المشير لما يمكن أن يسببه ذلك من متاعب ولم يقبل إلا بعد أن أقسم له سمير ببقاء الأمر سرا إلي أن يأذن التاريخ. وتم التسجيل في بيت الشاذلي بحضور شخص واحد تولي تصوير وتجهيز الإضاءة والصوت, وبعد سنوات جاء إذن التاريخ في مناسبة40 سنة علي حرب مازالت تكشف أسرارها. * نقلا عن صحيفة الاهرام