في قاعة المؤتمرات بالقرية الذكية كان نهائي أوليمبياد الروبوت المصرية والمؤهلة لنهائي أوليمبياد الروبوت العالمي حيث تنافس 58 فريقا مصريا بأطفال وشباب مصريين من سن7 الى 21 سنة على تصميم افضل إنسان آلي يساعد على الحفاظ على الاثار وترميمها والترويج لها. ومن المقرر ان يشارك 8 افضل فرق الفائزين في نهائيات أوليمبياد الروبوت العالمية في بطولة العالم المقامة في اندونيسيا خلال نوفمبر الحالي حيث يتنافسون مع 37 دولة بالعالم. وتقول هدى توفيق المنسق الاعلامي للأولمبياد في لقائها ومحررة اخبار مصر ان هذا هو العام الثالث على التوالي الذي تشارك فيه مصر في الاوليمبياد العالمية للروبوت. وقد حققت احدى الفرق المصرية المركز الاول في الاوليمبياد العربية التي انعقدت بنهاية أكتوبر 2012 وحقق فريق الصم والبكم المصري المركز الثالث على مجموعته في ذات البطولة. كما حقق فريق مصري آخر المركز الرابع على مجموعته حيث قام بصنع روبوت يستطيع أن يحدد مزاج الشخص الماكث أمامه. وقالت: "جذب هذا الروبوت الأنظار في المسابقة وكان حديث الاعلام العربي حينها". وفي البطولة العالمية العام الماضي حقق فريق مصري المركز العاشر على مجموعته والتي شملت 44 فريقا. واضافت المنسقة الإعلامية للاوليمبياد ان المسابقة تدور كل عام حول موضوع تحدده مسبقا الادارة العالمية وهذا العام كان الموضوع السياحة وحماية التراث وبخاصة المناطق الاثرية التي ذكرتها اليونسكو باعتبارها الأهم عالميا؛ فالمفترض من المتسابقين ابتكار روبوت يحمي الاثار او يرممها او يروج لها. وتقول المهندسة مروة سعودي منسقة الاوليمبياد ان الفكرة جاءت لتجمع الشباب يتنافسون على أفكار ابتكارية وتحسين مهاراتهم في التصميم وحل المشاكل، واضافت ان المسابقة الدولية للروبوتت بدأت عام 2004 بمشاركة 12 دولة وصلت الان الى 42 دولة يمثلهم 20 الف فريق، وقالت: "وقبل سنتين عام 2011 كان اول مشركة لفرق مصرية في الاوليمبياد ب21 فريق وفي العام الذي يليه تضاعف عدد الفرق المصرية ليصل الى 51 فريقا وهذا العام وصل عدد الفرق المشاركة الى 58 فريقا. وتقول ان المسابقة مقامة بالجهود الذاتية من الشركة المنظمة وباشتراك بسيط يدفعه المشاركون لا يتعدى 100 جنيه للفرد بالاضافة الي تبرع الجهات الراعية بوجبات للمشاركين او أتوبي سالت لنقلهم او توفير الإقامة للفرق من الأقاليم. واوضحت انه يتم تقسيم المتسابقون الى ثلاث اجزاء وتبعا للفئة العمرية القسم الاول هو المسابقة المفتوحة المتعلقة بالهدف الأساسي من المسابقة والمشاركين بها ولكن طرق التنفيذ متروكة الى المتسابقين. القسم الثاني وفيه المشاركون يقومون بتصميم روبوت يحقق مهمة معينة في وقت محدد سلفا بطريقة محددة. القسم الثالث يدور حول تصميم روبوت يلعب كرة القدم وهو قسم ثابت يتكرر كل عام. وتصمت المهندسة مروة برهة وتستطرد ويملأ صوتها الأسى: "حدث بهذا الأهمية يحب ان يلقى اهتمام ورعاية من الدولة حتى وان كانت رعاية شرفية. لقد حاولنا التواصل مع الحكومات المتعاقبة حول هذا الامر لكن محاولاتنا لم تثمر عن شئ". التحكيم وتقول المهندسة رانيا رضا احد حكام المسابقة ان كل فريق له محاولتين لإنجاح تجربته ويجب عليهم ان يقوموا بعرض المشروع بطريقة علمية سليمة ليوضح كيف يعمل الروبوت لتحقيق المهمة المكلف بها. واضافت يبنى التحكيم على تجميع الدرجات بناءا على الفكرة ودقة التصميم وسرعة اداء الروبوت للمهمة المكلف بها والدقة في تنفيذ تلك المهمة. واوضحت ان الفرق المشاركة تعمل على تنفيذ مشروعاتها منذ 6 اشهر وقالت: "هذا الجيل مدعاه للفرح. أتمنى ان يحكم مصر هذا الجيل الذي يعرف كيف يعمل عقله ويضع حلولا غير تقليدية للمشاكل التي يواجهها". وتؤكد المهندسة رانيا ان الهدف الأساسي من مثل تلك المسابقات تعليم الأولاد كيف يشارك ويصل الى حل لمشكلة أمامه. وتضيف ان التعامل مع السن الصغيرة صعب لكن لديهم إقبال على تعلم التكنولوجيا وممارستها ومن المفيد ان يتم توجيههم لتكون التكنولوجيا هي اساس لعبهم. وتعرب المحكمة في مسابقة الروبوت ان ترى أفكار المشاركين ومحاولاتهم النور ويتم تنفيذها على نطاقات واسعة تعود بالفائدة على المجتمع. وطالبت الدولة بتبني تلك الأفكار والعمل على تفعيل هذه المشروعات وذلك عن طريق سن القوانين المناسبة وإيجاد تمويل ومراقبة جهة بحثية لتنفيذ تلك المشروعات على مستوى عالٍ. وقالت: "البحث العلمي هو طريقنا الوحيد للتقدم". شريك أكاديمي هبة لبيب مدير مكتب نقل التكنولوجيا بجامعة النيل تؤكد ان هذه هي المرة الثانية التي تشارك فيها جامعة النيل كشريك أكاديمي في مسابقة الروبوت وذلك نابع من إيمانها بحتمية تطوير قدرات الشباب والأطفال وخاصة فيما يتعلق بالتكنولوجيا ومؤمنة بدور تلك المسابقات في تطوير المهارات الذهنية لدي الاطفال والشباب. العام الماضي قدمت جامعة النيل 3 منح دراسية للفريق الفائز بالمركز في مسابقة الروبوت لشباب من أسيوط اثنان منهما انضموا الى جامعة النيل ويعتبرو من انشط الطلاب بها حاليا. واوضحت لبيب ان الجامعة تدعم مسابقة الروبوت العالمية في مصر عن طريق تقديم المكان وبعض المواد اللزمة لعمل الروبوت وتقديم الدعم التقني والبحثي اذا احتاجوا ذلك هذا قليل لان مدربين الفرق كفء. نحرص على التواجد في تلك المسابقات بحثا عن تلك النوعية من الشباب الذين نرغب ان ينضموا الى فريق الطلبة في جامعة النيل. هؤلاء الشباب الذين يهتمون بالتكنولوجيا جادين. زيارة جبل موسى في المسابقة المفتوحة يشارك فريق "Turbo" المكون من يوسف 11 سنة، عبد الرحمن 10 سنة ومحمد 9 سنوات لتسهيل نقل السياح في جبل موسى بمنطقة سانت كاترين. وبحماس منقطع يسارع الأولاد لشرح فكرتهم فيقول يوسف: "كثير من السياح يزورون منطقة جبل موسى بسانت كاترين لطبيعتها ولقربها من منطقة شرم الشيخ ومنهم عدد من كبار السن او مرضى؛ وبما ان طبيعة المنطقة تتطلب صعود جبل عال يصب على كثيرين القيام بها فكان ان فكرنا في وسيلة لتسهيل نقلهم الى اعلى الجبل للزيارة. ويسارع عبد الرحمن ليكمل قائلا: "ابتكرنا عربة ذكية لتقل السائح بها عبوة أكسجين لتساعد على التنفس في الأماكن المرتفعة ونظام تحديد المواقع". وبعد ان وضع اللمسات الاخيرة على مشروعهم ينضم إلينا محمد اصغر اعضاء الفريق ليكمل الشرح فيقول: "نستخدم الان بطارية ليثيوم يتم شحنها لمدة 4 ساعات وتستمر في العمل 11 ساعة. وفي المستقبل سوف نضع خلية شمسية على العربة لتقوم بشحن البطارية تلقائياً. نزح المياة الجوفية فريق ثان مكون من نوران محمد 14 سنة ونوران يوسف 15 سنة من الاسكندرية عمل على فكرة انقاذ الاثار من المياة الجوفية. بابتسامة مشرقة تتسارع الفتاتان الى تقديم شرح لمشروعهما حتى أنهما تتسابقتان بالكلمات: "مشروعنا يقوم على اختراع روبوت يكتشف أماكن المياة الجوفية تحت الاثار ويعمل على شفطها". النموذج الذي اختارته الفتاتان كان لمعبد الكرنك حيث ان الأبحاث اثبتت ان المياة الجوفية موجودة تحته بكثرة مما يهدده وسط توقعات بانهياره. وتقول العالمتان الصغيرتان: "الروبوت يمشي ويبحث عن المياة الجوفية وعندما يجدها يحفر ليصل اليها ويقوم بشفطها ثم يضع مكانها أسمنت حتى لا تتخلخل الارض من تحتها". الملل من الانتظار فريدة 15 سنة ومحمد 16 سنة كانا في زيارة لمعبد ابو سمبل باسوان ومثلهم مثل كثيرين أصابهم الملل من فترة الانتظار الطويلة حتى تأتي السيارة لنقلهم فكان ان فكروا في وسيلة ترويج للسياحة وتكسر ملل السياح. ويقول محمد: "اختراعنا عبارة عن روبوت يقوم بتصوير السائح وطباعة صورته على الورق وبجانبها عبارة ترحيب ودعوة لزيارة مصر باللغة الهيروغليفية ولغات اخرى ايضاً". افتح يا سمسم وفكر احمد 18 وإبراهيم 17 سنة في طريقة مبتكرة للدعاية للسياحة في مصر فكان الهرم هو المعلم الأساسي الذي يمثل لها. ويقول احمد: "فكرنا في عمل روبوت على شكل الهرم وعندما بقول له كلمة "pyramids" يتحول الى شكل إنسان آلي يمشي". ويكمل ابراهيم ليقول: "وإذا قلنا له كلمات اخرى يقوم بحركات مختلفة. الفكرة ان يكون بالروبوت حساس للصوت يستجيب لينفذ أوامر محددة تبعا لبرنامج كمبيوتر خاص به". نادي العلوم وترى والدة الطالبة ليلى احمد احدى المشاركات في المسابقة انه لولا وجود نوادي للعلوم ما كان اكتشاف مواهب الاطفال العلمية. تقول ان ابنتها التي تبلغ من العمر 10 سنوات اشتركت في المسابقات العلمية منذ ان كانت في السادسة من عمرها. وابتسمت قائلة: "حقيقي انها لم تحق مركز متقدم لكن مجرد شهادة الاشتراك التي حصلت عليها جعلتها تشعر بالفخر مما حجزها على الاستمرار في هذا الطريق".