عثرت بعثة مصرية للتنقيب عن الآثار على قطع يعتقد أنها من حمم بركان ثيرا اليونانى الذى انفجر حوالى العام 1550 او 1650 قبل الميلاد، حسب المصادر، ويقول علماء الاثار انه تسبب فى ظواهر منها تلك التى شهدتها مصر عند خروج النبى موسى كما جاء فى التوراة. ويؤكد مدير الادارة المركزية ومدير عام الاثار المصرية فى شمال مصر وسيناء محمد عبد المقصود أنه "تم العثور على عشرين قطعة فى مجرى الفرع البيلوزى لنهر النيل الذى جف قبل نحو 1500". ويعتقد ان هذه القطع جاءت من مخلفات بركان ثيرا، فى جزيرة سانتورينى اليونانية، الذى تفجر فى 1550 قبل الميلاد حسب الحفريات المصرية فيما يعتقد البعض ان تفجر فى 1628 قبل الميلاد بقوة تعادل انفجار 150 ميغاطن من مادة تى ان تي. واكد عبد المقصود ان هذه المخلفات عثر عليها بين مقابر ومبان من عصر الهكسوس وهذا يفتح المجال لدراسات اثرية فى مدن الدلتا القديمة". وقد تسبب هذه الكارثة انذاك بمقتل اكثر من 35 الف شخص. ويؤكد علماء آثار أن انفجار البركان أحدث ظواهر فى المنطقة شبيهة للحالة التى وصفت فى التوراة فى قصة خروج موسى من مصر مثل امتلاء الارض بالدم والماء المالح واظلام السماء. وهم يشيرون إلى أن انفجار بركان ثيرا يعتبر أخطر كارثة بشرية تعرضت لها الكرة الأرضية خلال العشرة آلاف عام الأخيرة إذ أنه قذف حوالى ستين كلم مكعب من الحمم. وتحدث هؤلاء العلماء عن اندفاع موج البحر فيما يطلق عليه تسونامى البحر الأبيض المتوسط الذى تسبب بتدمير مدن مصرية وفلسطينية واغرق شمال مصر وفلسطين وشمال السعودية بمياه البحر. وهم يؤكدون أن هذه الكارثة تتجاوز كثيرا التسونامى الذى وقع فى آسيا مطلع الفية الحالية. وقد وقعت هذه الكارثة فى عهد الفرعون احمس الذى حرر مصر من الهكسوس واخرجهم منها فى مرحلة خروج اليهود. وقال عبد المقصود ان دراسة هذه المخلفات يمكن ان تساهم فى تأريخ هذه الكارثة الطبيعية. إلا أن الامين العام للمجلس الأعلى للآثار المصرية زاهى حواس أكد أنه من وجهة نظر أثرية، لا يوجد أى دليل على وجود أو إقامة الأنبياء الثلاثة ابراهيم ويوسف وموسى على أرض مصر. وأوضح حواس أنه لا يوجد حول قضية خروج النبى موسى سوى لوحة موجودة فى المتحف المصرى تعود لابن رمسيس الثانى مرنبتاح وتشير إلى أنه تم القضاء على بنى اسرائيل ولم يعد لهم وجود على أرض مصر ولا يوجد أى رواية عن الخروج باستثناء ما ورد عنه فى التوراة. وأضاف أن رجال الآثار لم يعثروا على أثر يشير إلى وجود النبى يوسف على أرض مصر باستثناء لوحة وجدت فى جزيرة سهيل باسوان تشير إلى قصة يقولها وزير لفرعون تشبه إلى حد ما قصة النبى يوسف. وأشار إلى وجود 27 جثة لاسيويين فى مقبرة بنى حسن فى المنيا أحدهم يحمل اسم بيشاى قال البعض انه قد يكون النبى ابراهيم عليه السلام. ودعا المجلس الصحافيين المصريين والأجانب إلى جولة فى منطقة قلعة ثاروا الأثرية الفرعونية الهكسوسية التى عثر فيها على بقايا حمم أيضا ومدينة البلوزيوما التى شيدت فى عصر الرومان والواقعة فى سيناء على بعد 30 كلم شرق قناة السويس. وقلعة ثاروا التى يبلغ طولها 600 متر وعرضها 300 وسماكة أسوارها 12 مترا، كانت بوابة مصر الشرقية وبنيت على ضفاف الفرع البيلوزى للنيل. وتوجد قربها قلعة صغيرة طولها 150 مترا وعرضها 100 متر تشكل بداية طريق حورس الحربى الذى يضم كما يقول الخبراء 12 قلعة تمتد من ثاروا الى الحدود المصرية الفلسطينية كما تشير لوحة تعود لسيتى الأول فى معبد الكرنك. ويعتقد أنها شيدت على بناء سابق يعود لعصر الدولة الوسطى "2100-1770 قبل الميلاد". وقد عثر داخل أسوار القلعة على معابد فرعونية وأخرى هكسوسية "1750-1550 قبل الميلاد" ومخلفات من فترة الهكسوس، وهيكيليين عظميين مدفونين بالطريقة الهكسوسية. كما عثر حديثا على معبد يعود للفترة الفارسية "570 قبل الميلاد". أما مدينة بلوزيوم فكانت فى عهد الرومان ثانى أهم مرفأ فى مصر وتمتد على مساحة ثلاثة كيلومترات طولا وكيلومتر عرضا وفيها أكبر مسرح رومانى فى مصر حيث يبلغ طول خشبته أكثر من 110 أمتار. وقد دمر الاسرائيليون هذا المسرح اثناء احتلالهم لشبه جزيرة سيناء بعد حرب حزيران/يونيو 1967 وحولوه إلى قاعدة عسكرية قبل أن يرممه المصريون. وما زال العمل مستمرا فى هذه المدينة حيث يقوم فريق بازالة التراب عن مسرح صغير بنى تاريخيا قبل المسرح السابق. ويذكر العاملون فى الموقع ان هذا المسرح لم يتعرض للتدمير مثل نظيره الكبير.