تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد من المتوقع ان تشهد قارة آسيا خلال العقد المقبل اتجاه ديموجرافي يسير في اتجاه ارتفاع واضح في معدلات الشيخوخة بين سكانها والفجوة العمرية آخذة في الاتساع خصوصا بين دول جنوب شرق اسيا،- حيث يتزايد عمر السكان في سن العمل بوتيرة قوية- وبين دول الشمال الشرقي التي من المتوقع ان تنخفض بها اعداد القوى البشرية القادرة على العمل. ويقول احدث تقرير اعده الاقتصادى "هاك بن تشوا" المستشار في بنك أوف أمريكا ميريل لينش، ان "العقد القادم سيكون مختلفا جدا عن العقود السابقة عندما كانت معظم دول آسيا تجني الارباح نتيجة اوضاعها الديموجرافية، الخاصة بزيادة القدرة البشرية القادرة على العمل بما في ذلك الصين وكوريا". ويشير التقرير الى ان اليابان تعد الدولة الوحيدة إلى حد كبير التي بدات تظهر بها اعراض الشيخوخة وتقلص قوة العمل والسكان فيها منذ العقد الماضي، ولكن خلال العقد القادم، ستنضم لها عدة بلدان آسيوية بما في ذلك الصين وكوريا الجنوبية وهونج كونج وتايلاند. ويقول الاقتصادي "هاك بن تشوا" في تقريره ان هذه الدول سوف تشهد تقلص واضح في قوة العمل وهو ما سيكون له آثار هامة بالنسبة لإجمالي الناتج المحلي الإجمالي ومعدلات النمو والإنفاق الاستهلاكي وأسعار الأصول المالية، وذلك انطلاقا من تجربة اليابان وتأثرها الواضح بأعراض الاختلال السكاني وارتفاع معدلات الشيخوخة وتقلص اعداد القوى العاملة. وتعد اليابان صاحبة اعلى معدل للشيخوخة بين السكان في العالم، حيث اصبح ما يقرب من ربع عدد سكانها فوق عمر 65 عاما، وتكافح البلاد تباطؤ النمو الناجم عن تقلص قوة العمل، والذي جعل الحكومة اليابانية تعمل تحت ضغوطا كبيرة من اجل ايجاد سبل لتعزيز مستويات الإنتاجية.