أطل على الساحة اللبنانية المسيحية بعد طول مخاض مولود سياسي جديد يسمى “جبهة الحرية” ويتشكل من مجموعة قدامى من “الكتائب” و”القوات اللبنانية” و”الوطنيين الأحرار” و”التنظيم” و”حراس الأرز” و”مستقلين”، وتبرز في الجبهة وجوه لمع اسمها في الحرب اللبنانية في أحزابها و”القوات”، خصوصاً قبل “انتفاضة” 12 مارس/آذار 1985 التي قادها إيلي حبيقة وسمير جعجع على الأخيرة، والانتفاضة الثانية التي قادها جعجع في 15 يناير/كانون الثاني ،1986 حيث أريقت دماء المئات من أبناء الصف الواحد. وجاءت الاطلالة الرسمية ل”جبهة الحرية” بعد عشاء حاشد نظمته في مايو/أيار الماضي أول أمس في حضور مئات في فندق متروبوليتان، وألقى القائد السابق للقوات اللبنانية الدكتور فؤاد أبو ناضر كلمة حدد فيها الخط البياني السياسي لل “جبهة” الوليدة، وهو خط رافض للاصطفاف في خندق الأكثرية والمعارضة، ويدعو المسيحيين للعمل من أجل وقف حال التشرذم والحوار في ما بينهم، والكف عن لغة التخوين المتبادلة والإعلان جهاراً بنبذ الاحتكام الى العنف والسلاح لحل خلافاتهم. وعلى الرغم من حضور الرئيس الأسبق ل”حزب الكتائب اللبنانية” الدكتور ايلي كرامة، وأعضاء في المكتب السياسي للحزب، فإن ثمة “مناخاً عونياً” دخل على خط الاحتفال، وازداد وضوحاً مع كلمة الدكتور شارل شرتوني أحد مؤسسي هذه الجبهة التي تضمنت إشارة ودية إلى “التيار الوطني الحر” الذي يتزعمه النائب العماد ميشال عون وانتقاداً صريحاً لقائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ما سبب إحراجاً لأبو ناضر الذي جهد أن يبدو في كلمته محايداً. وكذلك لحاضرين انسحبوا اعتراضاً على هذا الانتقاد، وأبرزهم الدكتور كرامه، إضافة إلى عضوي المكتب السياسي الكتائبي إميل عيد ووليد فارس والاعلامي والسياسي سجعان قزي. وعلمت “الخليج” أن خلافاً دار بين الأعضاء المؤسسين، لا سيما بين الدكتور فؤاد أبو ناضر والمتغيبين عن الاحتفال حول آلية عمل “جبهة الحرية” وأهدافها. ويرى المتغيبون أنه لا يكفي إطلاق المواقف العامة التي لا يختلف اثنان حولها، مثل السيادة والاستقلال واحترام القرارات الدولية وحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية الشرعية .