في محاولة لمساعدة الدول على الاستفادة من الموارد الشحيحة و استغلالها جيدا ، نجح علماء من جمعية الحفاظ على الحياة البرية، بالتعاون مع جامعتى كوينزلاند و ستانفورد بتطوير خريطة للعالم مرمزة لتصنيف الدول على كوكب الأرض استنادا لمدى تأثرها بالتغير المناخى. واعتمد العلماء فى وضع خريطة العالم المناخية الجديدة، على استخدام بيانات من النظم الإيكولوجية والتوقعات لكيفية تغير المناخ و كيف سوف يؤثر علي العالم، ومن المتوقع أن تساعد هذه الخريطة الحكومات، والوكالات البيئية والجهات المانحة لتحديد المناطق التي ستكون أفضل من حيث جدوى الاستثمارات في برامج مثل إنشاء المناطق المحمية، وجهود استعادة البيئة وأنشطة الحفاظ البيئية الأخرى. وتعد الخريطة المناخية الجديدة جزءً من دراسة نشرت فى مجلة نيتشر للتغير المناخى، وتبين أن جنوب وجنوب شرق آسيا ، وغرب ووسط أوروبا ، وشرق أمريكا الجنوبية ، وجنوب استراليا هي أكثر المناطق عرضة لخطر التغير المناخى في العالم.. بينما تشير الخريطة الى ان شمال وجنوب غرب أفريقيا، وشمال أستراليا وجنوب أمريكا الجنوبية هى أقل المناطق تأثرا في العالم . و يقول جيمس واتسون، مدير برنامج التغير المناخي و المؤلف الرئيسي للدراسة " نحن بحاجة إلى أن ندرك أن تغير المناخ سيؤثر على النظم الإيكولوجية تأثيرا مباشرا وغير مباشر في مجموعة متنوعة من الطرق، ونحن لا يمكن أن نبقي على افتراض أن جميع إجراءات التكيف ستكون مناسبة لكل مكان". ووفقا لواتسون، فان الأموال الموجهه للأنشطة البيئية محدودة جدا، لذلك يجب على السلطات أن تكون أكثر ذكا و قدرة على استثمار هذه الاموال الشحيحة في ايجاد استراتيجيات مناسبة للتكيف البيئى في المستقبل في جميع أنحاء العالم ،مشيرا الى ان هذه الخريطة هي وسيلة لتحقيق وضوح فى اتخاذ قرارات معقدة بشأن استثمار الموارد المحدودة و تعظيم استخدامها فى تحقيق الاهداف البيئية المرجوة. و ترى الدراسة ان النظم الإيكولوجية فى المناطق التى تعانى من مستويات منخفضة من الغطاء النباتي ومشاكل فى استقرار المناخ ستكون أكثر المناطق عرضة للتغير المناخى و ستتطلب هذه المناطق مستويات كبيرة من الاستثمارات لتحقيق النتائج المرجوة من جهود الحفاظ على البيئة و العكس صحيح مع المناطق ذات الكثافة فى الغطاء النباتى و تتميز باستقرار مناخى .