إذا كان هناك من يتصور أن الحرب علي الإرهاب التي تخوضها مصر الآن في سيناء، وضد ذيوله ومخالبه الممتدة في بقية أنحاء الوطن، هي حرب سهلة وقصيرة الأمد،...، فهذا تصور غير صحيح علي الاطلاق، بل هو تصور خاطيء جملة وتفصيلا. ما يجب أن نعرفه، ونوطن أنفسنا عليه، ونرتب حالنا علي أساسه، أن الحرب علي الإرهاب هي حرب شرسة قاسية وأيضا غالية الثمن، وممتدة،..، وأي تصور يخالف ذلك هو نتاج عدم المعرفة وعدم العلم. وما يجب أن ندركه باليقين اننا لا نملك رفاهية الاختيار بين أن نخوض غمار هذه الحرب، أو لا نخوضها، بل إن ما يجب أن نؤمن به جميعا هو أنه ليس أمامنا سوي خيار واحد، وهو المواجهة وبذل غاية الجهد للقضاء علي جميع البؤر الإرهابية التي انتشرت وتوغلت واستوطنت في سيناء، واستئصال شأفتها تماما وتطهير الوطن منها والخلاص من خطرها. وأحسب انه بات واضحا لنا جميعا جسامة الجريمة التي ارتكبها في حق الوطن ذلك الرئيس المعزول، الذي فتح الطريق واسعا أمام عصابات الإرهاب، وجماعات التطرف كي تأتي من كل مكان لتستوطن في سيناء وتحولها إلي بؤرة سرطانية تنفث سمومها في جسد مصر كلها. وليس هناك جريمة أفدح أو أبشع مما ارتكبه هذا المعزول وجماعته في حق مصر، وقد سعي بكل الشر والخسة إلي تحويل سيناء إلي وكر للإرهابيين، ومركز للتآمر علي سلامة الوطن وأمنه واستقراره، وتدبير المؤامرات ضده. واذا ما حاولنا البحث عن وصف أو مسمي ينطبق علي الجريمة التي ارتكبها المعزول وجماعته في حق الوطن، فلن نجد غير جريمة الخيانة العظمي التي يمكن أن تعبر عن بشاعة ونذالة ما فعلوه، وما تسببوا فيه من دمار للوطن وسفك لدماء أبنائنا الشهداء الذين جادوا بأرواحهم فداء لمصرنا الغالية علي أرض سيناء. ومن أجل ذلك لابد من القصاص العادل من القتلة الإرهابيين وممن جلبهم إلي سيناء وجاء بهم إلينا كي يقتلوا أبناءنا ويرهبونا ويهدروا سلامة وأمن الوطن. نقلا عن صحيفة الاخبار