تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد تضع الولاياتالمتحدة فى حسبانها عند التخطيط لضربتها العسكرية المرتقبة ضد سوريا، الاجراءات الانتقامية المتوقعة من دمشق وحليفاتها طهران، وقد اعلن بالفعل مسئولون امريكيون عن اعتراضهم اوامر من ايران للمسلحين في العراق بمهاجمة السفارة الأمريكية والمصالح الأمريكية الأخرى في بغداد في حال وقوع هجوم على سوريا، وهو تهديد تتوقعه واشنطن ضمن مجموعة من التهديدات الانتقامية الموسعة لمصالحها في جميع أنحاء المنطقة. وفى اطار وضع الخطط ، تنبأ المسؤولون العسكريون الامريكيون بمجموعة من الردود المحتملة من سوريا وإيران و حلفائهما ، و على راسها عمليات بحرية فى الخليج العربى لذا تم وضع السفن الامريكية هناك على اهبة الاستعداد للأسطول الايرانى من القوارب الصغيرة والسريعة حتى لا يمكنها التحرك بحرية في مياه الخليج .. كذلك يخشى مسؤولون أمريكيون أيضا حزب الله و الذى قد يقوم بمهاجمة السفارة الأميركية في بيروت. وأضاف تقرير نشرته "وول ستريت جورنال" أن الولاياتالمتحدة قد اعتمدت على خطة تتضمن توفير موارد عسكرية منفصلة في المنطقة مخصصة للضربة العسكرية المحتملة، فيما تتحرك أصول عسكرية أخرى في المنطقة والتي ستكون جاهزة للرد على أي أعمال انتقامية من قبل سوريا وإيران أو حلفائها. ويشمل ذلك نشر مجموعة ضاربة تتكون من حاملة الطائرات يو اس اس نيميتز و ثلاث مدمرات في البحر الأحمر ، و السفينة البرمائية يو اس اس سان أنطونيو، في منطقة شرق المتوسط ، والتى ستكون جاهزة للمساعدة فى أي عمليات اجلاء. و قد زودت المدمرات المتمركزة في شرق المتوسط بصواريخ توماهوك التي يمكن استخدامها ضد سوريا، كذلك زودت بصواريخ من طراز استاندر 3 سيتم استخدامها لاعتراض الصواريخ الباليستية التى قد تطلقها إيران فى ضربة انتقامية. كما استعد الجيش الامريكي بفرق من مشاة البحرية وغيرها من الأصول للمساعدة فى إجلاء العائلات الدبلوماسية إذا لزم الأمر، و قد بدأت وزارة الخارجية استعداداتها الاسبوع الماضي لاى تحرك انتقامى محتمل ضد سفارت الولاياتالمتحدة وغيرها من المصالح في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما اصدرت الخارجية الأمريكية يوم الخميس تحذيرا جديدا بشأن السفر غير الضرورى إلى العراق بسب تزايد النشاط الإرهابي عند مستويات لم تشهدها البلاد منذ عام 2008. وقد بدات الاستعدادات العسكرية الامريكية اثر الاعلان عن احتمال توجيه لضربة محتملة للنظام السوري بعد الهجوم بالاسلحة الكيماوية فى 21 أغسطس خارج دمشق الذى لقى فيه أكثر من 1،400 شخص مصرعهم، لكن تلك الاستعدادات تباطأت في نهاية الأسبوع الماضي عندما اعلن الرئيس الامريكى باراك أوباما إنه سيسعى للحصول على ترخيص لاستخدام القوة العسكرية من الكونجرس. ويرى الخبراء ان التأخير في شن الغارة الامريكية يزيد من فرص تنسيق التحركات الانتقامية ضد مصالحها بالمنطقة من جانب جماعات متحالفة مع حكومة الأسد، بما في ذلك الميليشيات الشيعية في العراق ، حيث يتعاطف الشيعة العراقيون الحكومة التي يهيمن عليها العلويون في سوريا ويعارضون الضربات الامريكية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وتتركز معظم المخاوف الامريكية ازاء الضربات الانتقامية التى ستستهدف اسرائيل، والتى ستكون هدفا لصواريخ إيران و حليفها حزب الله اللبناني المتشدد. وهو ما اكده قائد الحرس الثوري الايراني الاسبوع الماضي حينما قال ان اي هجوم على سوريا من شأنه أن يؤدي إلى "تدمير اسرائيل". اما الرسالة الإيرانية، التى اعترضتها المخابرات الامريكية في الأيام الأخيرة، فقد جاءت من "قاسم سليماني"، قائد الحرس الثوري لفيلق " القدس" - وهو ذراع شبه عسكري تابع للحرس الثوري الإيراني - وكانت موجهه إلى الميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران في العراق، ووفقا لمسؤولين أمريكيين فان "سليماني" طالب الجماعات الشيعية بأن تكون مستعدة للرد بكل قوة بعد الغارة الامريكية على سوريا. الا ان طهران نفت وجود مثل هذه الرسالة التى تتآمر و تحض على اعمال ضد الولاياتالمتحدة ، وقال المتحدث الايرانى باسم بعثة الأممالمتحدة ، ان هذا ادعاء لا أساس له و يهدف الى "استفزاز الكونجرس" والضغط عليه للموافقة على الضربة العسكرية ضد سوريا، مذكرا بالتقارير المخابراتية الغير صحيحة التى تسببت فى مأساة غزو العراق. آرون ديفيد ميلر، أحد كبار المفاوضين السابقين للشرق الأوسط في وزارة الخارجية، يرى ايضا ان من الضربات الانتقامية التى يجب ان تتوقعها واشنطن ، هو قيام الجيش السورى بهجوم موسع ضد قوات المعارضة داخل سوريا. ومثل هذه الخطوة ستكون وسيلة "لاظهار التحدى " من دون التعرض لخطر ضرب اهداف اميركية. ويرى بعض المسؤولون فى البنتاجون ان رد انتقامى مباشر من الحكومتين السورية أو الإيرانية هو الاقل توقعا بالنسبة لانتقام الحلفاء من الجماعات المتشددة، مثل حزب الله، والجماعات الشيعية المسلحة فى العراق؛ خاصة وان حزب الله، يقاتل إلى جانب قوات الحكومة ضد التمرد السوري ويمكن ان يقوم بشن هجمات صاروخية ضد الأصول العسكرية الأمريكية أو حلفائها بما في ذلك إسرائيل وتركيا والأردن ولكنهم لديهم بالفعل بطاريات باتريوت قادرة على اسقاط الصواريخ أو الطائرات المقاتلة. ويدلل هؤلاء على منطقهم هذا بانه حينما شنت الولاياتالمتحدة غاراتها على العراق في عام 1991، أطلق صدام حسين عدة صواريخ على اسرائيل، بينما هدد مسؤولون في حكومة الأسد بضرب إسرائيل، والأردن و تركيا إذا قدموا المساعدة لواشنطن. مسؤولون أردنيون قالوا انهم يخشون أيضا أن يكونوا هدفا للصواريخ أو أن تدفع القوات السورية بموجات جديدة من اللاجئين تعبر الحدود المشتركة. ايضا فرنسا عبرت عن قلقها من امكانية قيام قوات حزب الله بستهدف المئات من القوات الفرنسية المشاركة في مهمة حفظ السلام التي تدعمها الاممالمتحدة في جنوب لبنان. اما اسرائيل فقد اعلنت بوضوح أنها سترد بقوة إذا ما تعرضت لقصف صاروخى من جانب حزب الله فى لبنان .