وهكذا على طريق التنمية والتقدم التكنولوجى تشهد مصر فى هذه الآونة العديد من المشروعات التى تؤكد على مواكبة مصر للتطورات المختلفة على كافة الأصعدة، فقد قام الرئيس مبارك اليوم 23 / 8 / 2007 بعمل جولة تفقدية فى القرية الذكية والتى تعتبر أكبر مدينة تكنولوجية فى المنطقة، حيث شاهد إنجازات المرحلة الثانية بالقرية وتطور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث عرض وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د. طارق كامل مؤشرات تطور هذا القطاع خلال الفترة من 2003 حتى 2007 منذ قيام الرئيس مبارك بافتتاح المرحلة الأولى للقرية فى سبتمبر 2003. حضر جولة الرئيس مبارك فى القرية الذكية واللقاء الذى عقده سيادته رئيس مجلس الوزراء د. نظيف ووزراء الدفاع والمالية والتنمية الاقتصادية والتعليم العالى والبحث العلمى والتربية والتعليم والصحة والتنمية المحلية ومحافظ الجيزة. وعرض وزيرالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خطة وإنجازات القطاع فى ضوء البرنامج الانتخابى للرئيس مبارك الذى يرتكز على تنمية مجتمع المعرفة ودعم خطة تصدير خدمات تكنولوجيا المعلومات، حيث تدخل خطة تطوير القطاع ضمن برنامج الاستثمار والتشغيل وبرنامج تحسين مستوى المعيشة للمواطن وبرنامج الانطلاقة الكبرى للاقتصاد القومى، كما عرض الأهداف المحورية لخطة تطوير القطاع والتى تشمل زيادة معدلات نمو القطاع من خلال تحرير وإعادة هيكلة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال فصل دورالدولة كمنظم، مُمثلة فى الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، عن دور تقديم الخدمة والذى يتنامى من خلال القطاع الخاص، كما تشمل هذه الأهداف بناء صناعة تكنولوجية قوية تهدف إلى التصدير وزيادة فرص العمل للشباب بالإضافة إلى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية وتحسين مستوى جودة الخدمات المقدمة للمواطنين فى مجالات متعددة مثل التعليم والصحة وغيرها . واستعرضوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى هذا الصدد أهم الإيجابيات الناتجة عن سياسات تحرير الخدمات وإعادة الهيكلة وتنمية دور القطاع الخاص والتى تمثلت فى : أولا : تعظيم العائد السيادى للدولة حيث ساهم قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمقدار 25 مليار جنيه خلال الفترة من نهاية 2005 حتى 2007 من خلال منح ترخيص المحمول فى مجال الجيل الثالث للشبكة الثالثة والشبكات القائمة، وطرح شريحة 20 فى المائة من الشركة المصرية للاتصالات فى البورصة المصرية وينتظر أن يستمر دور القطاع فى توفير موارد للخزانة العامة للدولة حتى عام 2011 ومقدارها نحو 15 مليار جنيه من خلال عائدات التراخيص والرسوم وغيرها. ثانيا: رفع معدل نمو خدمات الاتصالات حيث وصل عدد خطوط المحمول فى مصر إلى ما يقرب من 25 مليون خط بكثافة مقدارها 32 فى المائة ومتوسط معدل نمو سنوى 57 فى المائة فى السنوات القليلة الماضية، وهو معدل يُعد من أعلى المعدلات العالمية، حيث يتم إضافة أكثر من مليون خط جديد شهرياً، كما تخطى عدد مشتركى الجيل الثالث للمحمول مليون خط، ومن المنتظر أن تصل الكثافة التليفونية فى عام 2011 إلى 45 فى المائة أى أكثر من 38 مليون خط . ثالثا: رفع معدلات نمو خدمات الإنترنت والتليفون الثابت حيث تخطى عدد مستخدمى الإنترنت 7 ملايين مشترك، وينتظر أن يتم ربط أكثر من 5ر1 مليون منزل جديد بخدمات الإنترنت فائق السرعة فى عام 2011 ليصل عدد مشتركى الإنترنت إلى حوالى 14 مليون مشترك، كما وصل عدد خطوط التليفون الثابت إلى 11 مليون خط بكثافة 15 فى المائة، وينتظر زيادتها إلى 20 فى المائة فى عام 2011 من خلال ما تقوم به الشركة المصرية للاتصالات من توفير خدمات الاتصالات. رابعا : تضاعف حجم الاستثمارات فى القطاع والتى بلغت 13 مليار جنيه فى الثلاث السنوات الأخيرة بمعدل نمو تخطى 60 فى المائة، حيث تنامى دور القطاع الخاص فى إقامة البنية الأساسية والتكنولوجية ووصل حجم الاستثمارات إلى حوالى 67 فى المائة من الاستثمارات الجديدة فى عام 2006 /2007. خامسا: تضاعف عدد الشركات من 1064 شركة فى سبتمبر 2003 إلى 2233 شركة فى أغسطس 2007 كما زاد عدد العاملين خلال نفس الفترة من 27 ألفا إلى أكثر من 50 ألف متخصص ، وتشمل أعمال التطوير أيضا تطوير أعمال الهيئة القومية للبريد منذ عام 2003 مع استمرار ملكيتها للدولة حيث شمل التطوير تحويل ألفى مكتب بريد إلى مكاتب نموذجية وتوفير البنية التكنولوجية لهذه المكاتب وتحويل منافذ البريد إلى منافذ للخدمة المجتمعية وتقديم خدمات الحكومة الاليكترونية مع توفير دفتر استثمار البريد لخدمة التوجهات الاستثمارية للشركات الصغيرة والمتوسطة مع تحقيق أعلى عائد على المدخرات . ووصل عدد مكاتب البريد الحكومية إلى أكثر من 3500 مكتب، وعدد المشتركين فى صندوق توفير البريد إلى أكثر من 16 مليون مشترك، تبلغ مدخراتهم 55 مليار جنيه، وعدد المستفيدين من خدمات المعاشات فى البريد أكثر من ثلاثة ملايين مستفيد، وينتظر أن يستمر تطوير الهيئة من خلال تحويل بقية مكاتب البريد الى مكاتب نموذجية وزيادة معدلات النمو في صندوق توفير البريد. وعرض د. طارق كامل سُبل إتاحة أدوات تكنولوجيا المعلومات لأطفال وشباب مصر بالمناطق محدودة الدخل فقد تم إنشاء 1464 نادياً لتكنولوجيا المعلومات منتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية بالتعاون مع الجمعيات الأهلية ومراكز الشباب وقصور الثقافة، ومن المُستهدف الوصول بعدد النوادى إلى ثلاثة آلاف نادى حتى عام 2011. كما عرض برنامج حاسبات مصر 2010 والذى يهدف إلى زيادة معدلات انتشار الحاسبات واستخدامها في المنازل لتصل إلى 3.5 مليون منزل وتغطية احتياجات ما يقرب من 25 % من الأسر المصرية حيث يتم من خلاله توفير الحاسبات بقسط شهري مقداره 48 جنيه مصرى . وقد شهد الرئيس حسنى مبارك من خلال المعرض الذى أقيم بالقرية الذكية نماذج من إنجازات قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، تطور المرحلة الثانية للقرية الذكية والتى تشمل : برنامج الحضانات التكنولوجية وصندوق تنمية التكنولوجيا الموجود فى المبنى المخصص للشركات الصغيرة والمتوسطة فى القرية والذى يشمل حالياً احتضان اثنتى عشرة شركة صغيرة فى مجالات تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها ، تم اختيارهم ضمن مسابقة سنوية لخطط الأعمال التكنولوجية وتتراوح كل مجموعة من 4 إلى 5 خريجين يتم احتضانهم فى القرية الذكية لمدة عامين وتوفير الدعم الفنى لهم لتطويرأفكارهم وإبداعاتهم، حيث قام الرئيس مبارك بإجراء حوار مع شباب المُبدعين وتشجيعهم على ما يقومون به حيث يقوم صندوق تنمية التكنولوجيا ورأسماله 350 مليون جنيه بتوفير دعم وتنمية قدرات هذه الشركات بعد انتهاء فترة الاحتضان فى القرية الذكية وسوف يتم التوسع في هذا البرنامج ليشمل محافظات جديدة خارج القاهرة فى المنصورة وأسيوط لتشجيع شباب الخريجين فى المحافظات على تنمية مهاراتهم وإنشاء شركات تكنولوجية جديدة وسيصل إجمالى عدد الحضانات التكنولوجية إلى عدد خمسين حضانة فى عام 2010/2011 . وشهد الرئيس مبارك فى إطار المعرض نماذج من الشركات المصرية والعالمية التى تخلق فرص عمل للشباب المصرى، حيث وصل عدد هذه الشركات إلى أكثر من عشرين شركة تقوم بالتصدير حالياً بإجمالى 450 مليون دولار، وينتظر أن يصل حجم التصدير إلى أكثر من 11.1 مليار دولار عام 2010/ 2011 ، وتقوم هذه الشركات بتشغيل أكثر من عشرين ألف من الشباب بعد أن كان عدد العاملين فيها ألفين عام 2003 ، مما يمثل طفرة كبيرة فى هذا المجال حيث تضاعف عدد العاملين فى هذه الصناعة حوالى عشر مرات فى تصدير خدمات مالية وتسويقية وهندسية وطبية بنظام التعهد عن بُعد باستخدام تكنولوجيا المعلومات لدول أوروبا وغيرها من الدول التى تعانى من نقص العمالة، مع الاعتماد على الميزة التنافسية لمصر وهى توافر الكوادر والتعدد اللغوى والموقع الجغرافى المتوسط ، ومرور كابلات الاتصالات الدولية بها التى تربط الشرق بالغرب وتدخل ضمن هذه الصناعة المتنامية عالمياً شركات مصرية وشركات أمريكية وفرنسية وهندية واسترالية، بدأت العمل فى مصر فى تصدير الخدمات واستخدام الشباب المصرى بعد تدريبهم تدريباً متخصصاً، وينتظر تضاعف عدد العاملين فيها حتى عام 2011 وتم التأكيد على أنه من أهم ركائز تنمية الصادرات هو الاستثمار فى مجال التنمية البشرية وتدريب الكوادر، حيث يتم تدريب ستة آلاف متخصص ومحترف سنوياً من خلال الشركات العالمية والمعاهد المتخصصة . وفى ختام الجولة فى القرية الذكية شاهد الرئيس مبارك فيلماً تسجيلياً حول تطور قطاع الاتصالات والقرية الذكية ونجاحها فى التوسع فى جذب الاستثمارات المحلية والعربية والدولية وتقديمها فرص التدريب المتعددة وجذبها كبريات الشركات العالمية للعمل فيها . 23/8/2007