ثلاثون شهرا من حكم الرئيس السيسى غيرت الكثير ولابد ان نعترف بذلك .. ربما لم تتحقق كل الامال والامنيات التى حلم بها الشعب يوم خرج فى الثلاثين من يونيو ليطالب بانهاء حكم الاخوان ثم عندما خرج مرة اخرى لتفويضه لحكم مصر .. ثلاثون شهرا فى تاريخ بناءامة غير كافية لارتفاع البناء ولكنها قد تكون كافية لوضع الاسس واعتقد ان هذا ما حدث .. تسلم السيسى حكم مصر وبها اكثر من مائة حزب سياسى ومثلهم ويزيد من الائتلافات . تسلمها والاحتياطى المركزى حوالى ال14 مليار دولار وجهاز امنى داخلى منهار وجيش يحاول التماسك لانه اصبح السند الوحيد للشعب .. مشروعات توقفت .. وخطط تنمية اصبحت فى حكم الاوهام .. وشعب انهكته سنوات الربيع العريى وفى المقابل اعداء متربصون فى حدود مصر الغربية .. كانت هناك دولة انهارت وانتهى جيشها وقتل رئيسها وانقسم شعبها ووصلت اليه كتائب الخيانة المدعومة من قطر وتركيا .. وعلى حدودها الجنوبية رئيس يحلم بالاستمرار بعد ان فقد نصف بلاده ويكاد يفقد النصف الاخر فيحاول ان يكون خنجرا فى ظهر مصر حالما بالريالات والدولارات فتحتمى بارضه عناصر جماعة الاخوان الهاربة ويصبح احد طرق التهريب الاساسية للسلاح لداخل مصر واما حدودها الشرقية فحدث ولا حرج مئات الاتفاق بين قطاع غزة ومصر وهذا لايهم وكان موجود منه الكثير ايام الرئيس الاسبق مبارك ولكن الاستخدام اختلف فلم تعد الانفاق ممرا للتهريب ولم يقتصر عليها على سلع تموينية او حتى سيارات بل تحولت الى مداخل ومخارج لعصابات بيت المقدس واصبحت الممر الاساسى للسلاح والمقاتلين الاجانب وطريق عودة للمصريين العائدين من سوريا .. وفى الداخل كان الوضع الاسوأ ليس الاقتصادى فقط بل والاجتماعى فأخلاق ما بعد يناير 2011 لا تمت بصلة لاخلاق ما قبلها .. حوادث القتل والسرقة والاغتصاب تكاد ان تمثل سيناريو يومى فى كل المحافظات . كان الوضع داخليا اشبه الى شبه دولة كما وصفها السيسى بنفسه اما خارجيا فكانت هناك العديد من المعارك السياسية المعلنة وغير المعلنة بدءا من سوريا واليمن والعراق ومواقف مختلفة لدول عربية واخرى اجنبية ..كان من الصعب ان تقوم دولة وتنمو وسط كل هذا الدمار اعداء بالداخل حرقوا الكنائس والاقسام واحتلوا الميادين وصنعوا الازمات الاقتصادية ضمن خطة يجرى تنفيذها على مراحل كان اولها الصمود ضد الدولة ثم ارباك الدولة وانهاكها والمواجهة .. حاولوا مع كل شهر و من كرداسة الى العريش ومن الفرافرة الى الاسكندرية .. مظاهرات وفشلت .. حوادث اغتيال واحتسب الشعب ابناءه شهداء .. حوادث تفجير .. انتحاريون .. كان هذا هو الجو السائد طوال ثلاثين شهرا وفى المقابل كان الرئيس السيسى والقوات المسلحة وقطاع من شعب مصر يعمل لبناء مصر .. ولنقارن اختفت احزاب ما بعد يناير بعد ان فشلت فى اقناع الشعب الذى اكتشف زيف اهدافها ودناءة افكارها ..عاد البعض من حيث اتوا واختفى اخرون بما حصدوا من ثروة ومنح غيرت حياتهم ودفع ثمن ذلك الشعب . شهور من المواجهة والصمود .. عاد بها ضابط الشرطة وافراد الجهات الامنى الى الشارع ليعيدوا انضباطه ويرسموا اولى ملامح عودة هيبة الدولة .. حدث ذلك تدريجيا و بعد ثلاثين شهرا اذهبوا الى المولات والمقاهى .. تجولوا فى الشوارع مساءا حتى الصباح ,فقد عاد الامن لمصر بشكل كبير .. مشروعات كثيرة تقام والاف الكيلومترات من الطرق تشق لتحدد ملامح خريطة التنمية .. خطط تنمية بدأت ملامحها فى الظهور .. رغم كل ما يحدث من ازمات فاننا نستطيع ان نقول اننا على الطريق السليم .. احتياطى دولارى يقترب من ما كان عليه قبل يناير . مصانع تتوقف كان عددها يصل الى اربعة الاف مصنع بدأ بعضها فى الدوران .. استصلاح لاراضى نعم ببطء وبصعوبة ولكن هناك تحرك .. وهناك معوقات .. وهناك سوء فهم لما يريد الرئيس السيسى وما يحلم به الشعب .. ولذا كانت لحظات الغضب فى لقائه الاخير فمن حقه ان يغضب بعد ان وعد الشعب وخذله بعض المعاونين .. وضع ثقته فى كثيرين ولكنهم لم يستطيعوا ان يكونوا بنفس سرعة ما يريد ..وازدادت المسافات بين ما يريده الرئيس ويحلم به الشعب وما يتحقق على ارض الواقع .. لذا غضب الرئيس فى لقائه الاخير بقنا والذى اطلق فىه حملته لاسترداد الاراضى التى استولى عليها الكثيرين .. قال لهم من قبل ادفعوا ثمن ما أخذتم وصموا اذنهم .. قال له ستدفعون حق الشعب فتحولوا الى حالة من البلادة .. خلقوا بعد ذلك الازمات واختفى اخرون ولكنهم لم يعرفوا من يواجهون .. الرئيس الذى اعاد هيبة الدولة .. واعاد بناء جيشها فى ثلاثين شهرا ونوع مصادر السلاح ويكسب مكانة عالمية جديدة بقوة سلاحه ومهارة افراده .. اعاد الامن للشارع المصرى وبدأ البناء ثلاثون شهرا وضع الاساس للدولة الحديثة ولذا علينا ان ننتظر ان يرتفع البناء فبعد ارساء الاساس يتطور البناء بشكل اسرع وقريبا ستتخطى مراحل كانت الاصعب ووسيجنى الشعب رغم صعوبة الاحداث الان سيجنى قريبا ثمن صبره وسيدفع ايضا كل من اهان الشعب واستولى على ارضه او ممتلكضاته ثمن ما اخذ .. مصر بدأت رحلة البناء وقريبا ستبدأ رحلة جنى الثمار..