هل تصدق أن كل7 ثوان ينضم شخص جديد الي طابور الزهايمر في العالم, يخصنا في مصر منهم نحو500 ألف مريض؟ كلهم أعطوا كل ما بوسعهم للبلد والأهل والأبناء ثم فقدوا إدراكهم بالزمان والمكان والهوية حتي أصبحوا لا يتذكرون أقرب الناس اليهم, وصرنا نحن لا نتذكرهم ولو من باب العرفان بالجميل باستثناء الجمعية المصرية لرعاية مرضي الزهايمر التي أطلقت مؤخرا حملة قومية لرعايتهم والتكفل بهم. يقول الدكتور عبدالمنعم عاشور أستاذ طب المسنين ورئيس الجمعية, يتم حل مشكلة90% من هؤلاء الأعزاء داخل الاسرة وتحت رعاية ابنائها.. بتوفير أحد الحلول إما بحصول العائل علي إجازة بدون مرتب وتعويض أو توفير الرعاة المدربين لمن ليس لديه من يرعاه, اما ال10% الباقية فهي حالات تستعصي خدمتها داخل الاسرة وتتطلب الإقامة في المستشفي, وهم منتشرون في جميع محافظات مصر لذلك فالمقترح هو التبرع أو مبني صغير في كل محافظة وتجهيزه ب25 سريرا لاستيعاب هؤلاء لأن كل ما تتيحه الدولة لمرضي الزهايمر لا يتعدي60 سريرا بمستشفي العباسية للطب النفسي وهو وان كان خطوة كبيرة علي الطريق فإنه يظل حلا قاصرا خاصة إنه من المتوقع ان يتضاعف عدد اصحاب الزهايمر الي ثلاثة أضعاف عددهم الحالي خلال الثلاثين عاما المقبلة.. ومريض الزهايمر كما يعرفه دكتور عاشور يحتاج الي رعاية مستمرة ومتلازمة طوال ساعات اليوم وتكمن مشكلة الزهايمر في انه يجعل من صاحبه شخصا معاقا يحتاج إلي اكثر من مرافق لخدمته والحفاظ عليه ويمر الزهايمر بمرحلتين الأولي ويطلق عليها مرحلة اولي زهايمر وقد تستمر5 سنوات ويكون فيها العجز بسيطا يقتصر علي نسيان بعض الأسماء والوجوه والفشل في أداء بعض الوظائف اليومية كارتداء الملابس مثلا كما تصاحب هذه المرحلة حالة من العصبية الزائدة, وهذه المرحلة الاولية رغم انها مبكرة لا يوجد لها علاج, ولكن كما يقول دكتور عاشور يجب إخضاع كل من يعاني من ضعف الذاكرة وبعض التغيرات السلوكية للفحص النفسي حتي ثبوت مرض الزهايمر.. كما يشير الي دراسة اجريت بجامعة عين شمس علي حالات ضعف الذاكرة وقد اتضح من خلالها ان40% منهم مصابون بالاكتئاب و10% بأمراض أخري يمكن علاجها أما ال50% الباقون فمصابون بالفشل المخي نتيجة تصلب الشرايين ومرض الزهايمر, ولذلك فالفحص مهم جدا لاكتشاف حالات مشابهة لمرض الزهايمر في أعراضه ولكن لها قابلية للعلاج مثل الاكتئاب والاصابة بالغدة الدرقية والانيميا الخبيثة, كما ان بعضها يرجع الي النسيان الطبيعي الذي يحدث مع التقدم في العمر وهنا يكون دور الطبيب بث الطمأنينة في نفس المريض. اما في حالة ثبوت إصابة المريض بالزهايمر يتم توجيه نظر أهل المريض الي مراحل تقدم المرض وكيفية التعامل معه. وللوقاية من الزهايمر قدر الإمكان يقول دكتور عاشور من المهم تعزيز قوة الذاكرة في المراحل العمرية المختلفة بالقراءة والثقافة, حيث تبين ان الانسان المثقف تقل نسبة إصابته بهذا المرض بدرجة كبيرة. كذلك يوصي بأهمية علاج امراض الدم والسكر ونقص الهرمونات بعد سن اليأس بالنسبة للمرأة والابتعاد عن الكحوليات والمخدرات والضغوط النفسية واتباع انماط سليمة ومتوازنة في الغذاء تحتوي علي المعادن والفيتامينات اللزمة والاهم هو الابتعاد عن الملوثات البيئية لانها تعتبر عوامل اساسية في زيادة حدوث الزهايمر.