بعد ماراثون طويل من المحادثات السداسية الشاقة بشأن الأزمة النووية لكوريا الشمالية وافقت كوريا الشمالية على اتخاذ خطوات لنزع أسلحتها النووية وفقاً لاتفاق تم التوصل إليه أمس الثلاثاء 13 فبراير 2007 مقابل حصولها على مساعدات قيمتها أكثر من 300 مليون دولار ، حيث يقضى الاتفاق المبدئى الذى توصلت إليه كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية وروسيا والولاياتالمتحدة والصين واليابان فى ختام الجولة الخامسة من المحادثات السداسية فى بكين بإغلاق كوريا الشمالية مجمع " يونجبيون " الذى تتركز فيه الأنشطة المتعلقة ببرنامجها النووى ، بالإضافة إلى السماح لمفتشين دوليين بزيارة المجمع للتأكد من وقف العمل به ،وفى المقابل موافقة كوريا الشمالية على اتفاق تعهدت الولاياتالمتحدة فيه بشطب اسم كوريا الشمالية من قائمة الدول المتهمة بدعم الإرهاب ورفع العقوبات المالية والتجارية المفروضة عليها . والخطوة المقترحة ستكون الخطوة الأولى تجاه تحديد أنشطة كوريا الشمالية النووية وتفكيكها وترك باقى الموضوعات لمحادثات مستقبلية . وأشار " كريستوفر هيل " كبير المفاوضين الأمريكيين فى المحادثات السداسية بأن هذه مرحلة واحدة فقط لنزع السلاح النووى لكوريا الشمالية ، وأنه لم يتم الانتهاء منها بعد مُشيراً أن الطريق لازال طويلاً من أجل تحقيق هذا الهدف . ومن جانبها وصفت الصين الاتفاق بأنه يمثل خطوة مهمة على طريق نزع السلاح النووى فى شبه الجزيرة الكورية وتحقيق السلام فى شمال شرق آسيا ،وأعلن " ووداوى " نائب وزير الخارجية الصينى أنه بموجب الصفقة التى تم التوصل إليها ستحصل كوريا الشمالية على مساعدات أولية من البترول والوقود تقدر بنحو 50 ألف طن فى مقابل إغلاق مفاعل " يونجبيون " فى غضون 60 يوماً على أن يتم التأكد من ذلك عبر مفتشين دوليين ، بالإضافة إلى 950 طن من البترول والوقود مقابل اتخاذ خطوات إضافية للقضاء على قدراتها النووية والتخلص من مخزونها النووى . إلا أن مسئول أمريكى فى السفارة الأمريكية فى بكين أعرب عن صدمته من موافقة بلاده على مسودة الاتفاق التى أعدتها الصين ، ووصفها بأنها خطوة كبيرة .. لكن إلى الوراء لأنها تبدد الآمال التى عولت عليها كثيراً الإدارة الأمريكية بشأن إجبار كوريا الشمالية على التخلى عن برنامجها النووى بصورة أشبه ما تكون بالنموذج الليبى . كما أن اليابان أعلنت أنها لم تقدم مساعدات من الطاقة لكوريا الشمالية مالم يتم التوصل لحل قضية المواطنين اليابانيين الذين اختطفهم عملاء كوريا الشمالية خلال عقدى السبعينات والثمانينات من القرن الماضى . ومن ناحيته أوضح " تشون يونج " نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية أن الاتفاق خطوة جديدة على درب إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية ، مشيراً أن الخطوة الأهم تتمثل فى تنفيذ الاتفاق بسهولة ودون عراقيل . وقد اتفقا وزيرا الخارجية اليابانى " تارو آسو " والأمريكية " كوندا ليزا رايس " على ضرورة مواصلة الضغوط على حكومة كوريا الشمالية لحملها على تنفيذ خطوات أولية للتخلى عن برنامجها النووى . وحول الموقف الإسرائيلى من الاتفاق رحب " يوفال شتاينيتس " عضو الكنيست عن حزب الليكود بالاتفاق المبدئى ، حيث وصفه بالإنجاز التاريخى الذى سيؤثر على العالم كله وسيزيد من الضغوط على إيران لوقف برنامجها النووى .. حسب قوله كما رحبت بريطانيا بالنتائج الإيجابية التى أسفرت عنها المحادثات السداسية فى بكين بشأن حل الأزمة النووية لكوريا الشمالية بالطرق السلمية .