استنكرت"لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة"، لغة الخطاب التى انتهجها الرئيس مرسى فى خطابه الذى وجهه للشعب مساء الأربعاء دون أن يقدم أيا من عبارات المصالحة الوطنية، التى كان الشعب احوج مايكون اليها ، خاصة فى ظل حالة الإحتقان السياسى التى تشهدها البلاد. ورفضت اللجنة بشدة فى بيان لها الخميس الإعتداء اللفظى الذى تضمنه خطاب الرئيس على رمز من رموز الصحافة المصرية ، ونقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد، والذى ينظر إليه الصحفيون ، بمن فيهم المختلفون معه فى الرأى حول بعض القضايا ، على أنه قامة صحفية ونقابية،وله دوره الوطنى، فضلا عن أنه كان من أشد المناصرين لجماعة الاخوان ، فى كثير من أزماتها،وأحد المدافعين عنها فى مواجهة نظام الرئيس السابق مبارك ، والرافضين لسياسة اقصائها عن الحياه السياسية. وأكدت اللجنة، المعنية بالدفاع عن استقلال الصحافة، أن الخطاب تضمن اعتداء سافرا على الصحافة،وطعنا فى وطنية أبناء المهنة ورموزها، وانتقاصا لدورهم فى بناء وطنهم،كما أنه تضمن تدخلا فى الشأن الصحفى، بدون وجه حق، وروج لمعلومات مغلوطة عن علاقة الصحفيين ببعضهم البعض. وأوضحت اللجنة أن أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين ، وهم يجلون كل احترام وتوقير لنقبائهم السابقين ، وشيوخ مهنتهم ، فهم أساتذة لأجيال تربت على حب هذا الوطن ، لم يقوموا أبدا بطرد نقيبهم الأسبق ، أو إسقاطه ، فلقد كان نقيبا للصحفيين ، ورمزا لهم عبر دورات مختلفة ،كان آخرها فوزه بمنصب النقيب لدورتين متتاليتين ، وتم اختيار نقيب جديد للصحفيين من بعده ، وفقا لقانون النقابة ، وليس نتيجة تآمر أو إنقلاب ، أو طرد ، كما زعمت لغة الخطاب ، فهذا الأسلوب ليس من سلوكيات الصحفيين. ومن جانبه، أكد بشير العدل مقرر اللجنة، أن الخطاب الذى ألقاه الرئيس مرسى لم يكن على مستوى الحدث ، لا من حيث التوقيت ، ولا من حيث المضمون ، فقد جاء محملا بعبارات إنشائية ، وإنجازات اقتصادية وهمية ، لم يعايشها المواطنون ، فضلا عن أنه لم يحمل أى مرادفات للمصالحة مع المواطنين ، بل حمل تهديدا ووعيدا لهم والزج بهم فى السجون. واكد العدل أن العام الأول لحكم الرئيس مرسى يعد الأسوأ فى تاريخ الصحافة المصرية ، فقد جاء محملا بانتهاكات واضحة ، لم يسبق لها مثيل للصحافة والإعلام عموما ، بدء بدستور مشوه يسمح بفرض مزيد من القيود على الصحافة وحريتها ، وإنتهاء بالإعتداء على حرية الرأى والتعبير ، وتهديد الصحفيين بالسجن ، مرورا بالقتل العمد للصحفيين ، والتعدى عليهم واستهدافهم ، وتعريضهم للبطالة والتشرد. وأشار العدل إلى أنه خلال هذا العام ، تم تشريد اكثر من 500 صحفى رفضت اجهزة الدولة الاستجابة لمطالب تقنين اوضاعهم ، وتم إغلاق اكثر من 12 صحيفة ، وتعرضت صحف لعدم القدرة على الصدور فى أول مرة منذ اكثر من نصف قرن من الزمان وتم تقديم اكثر من 600 بلاغ ضد الصحفيين ووقوع اكثر من 40 حالة اعتداء بدنى على الصحفيين ، وتهديد مقار الصحف بما فيها مقار صحف جماعة الاخوان المسلمين ، ومحاصرة مدينة الانتاج الإعلامى.