أكد نشآت الديهي الكاتب والمحلل السياسي أن المشهد السياسي في مصر مرتبك علي كافة الأصعدة وعلي كافة المحاور الأمر الذي أنعكست آثاره جلية وواضحة على الكثير من مناحي الحياة في مصر ولعل أبرزها ما ظهر على السطح مؤخراً في صورة أزمة دولية جديدة قديمة تواجهها مصر في نزاع جديد داخل حوض النيل ليظهر الجار الأثيوبي بمشروع جديد يسمى "سد النهضة" جاهد منذ فترةً طويلة لإستقطاب الحلفاء الدوليين للتخطيط والتمويل سواء كان تمويلاً صينياً أو أمريكياً أو حتى إسرائيلياً. ولعل تلك الأزمة المستفحلة ليست هي الوحيدة أو الأخيرة بالمشهد السياسي المصري فهناك أزمات متصاعدة ومتفاقمه مست بقوة أسس الحياة العادية في صورة نقص في البنزين وإنقطاع للكهرباء وتلوث للمياه وغيرها من أساسيات الحياة التى لابد عنها حتى تستقيم الأمور. وأضاف خلال حواره المباشر مع زوار موقع "أخبار مصر" أن هذا الإرتباك لم يخرج منه أحد سواءً سلطة حاكمة أو معارضة ليظل المواطن رهين حالة السيولة السياسية والأمنية التى هيمنت على البلاد قبل وبعد ثورة 25 يناير مما أفقد رجل الشارع العادي الثقة في الجميع ليغرق في همومه اليومية ويفقد الأمل والرجاء في المعارضة بوصفها طوق الأمل في النجاه خاصة وأنها فشلت في تقديم نفسها للشعب كبديل للسلطة. واستطرد الديهي أن مصر تحتاح إلي رؤية واضحة وشاملة.. رؤية لا يملكها إلا من قرأ تاريخ مصر وفهم معني الإستراتيجية فمن يملك تلك الرؤى وتلك البصيرة هو من يستطيع أن يضع خططاً وبرامج لنقل مصر من مربع الفشل إلي مربع النجاح. ولعل التاريخ القريب يضع أمام أعيننا أمثلة مشابهه مرت بها مصر في أزمات أكثر قوة وأعمق تأثيرأً ومنها إقتصاد الحرب الذي وضعه رئيس وزراء مصر البارز الأسبق د. عبد العزيز حجازي ووزير المالية في الفترة من 1968 الي 1975 أن يعبر بمصر من مرحلة شديدة الخطورة والحرج، فليس بعد الحرب صعوبة وليس بعد الحالة التي انتابت المصريين من إحباط بعد هزيمة 67 محنة ولكن الدولة المصرية استطاعت تجاوز هذه الهموم لان الهدف كان واحدا والارادة الشعبية كانت متحدة وعيون المصريين كانت تصبو الي تحقيق حلم النصر. ويأتينا ثاني مثال في مجال آخر على يد القائد البارز المشير أحمد اسماعيل رحمه الله الذي نقل رؤية القيادة السياسية على أرض الواقع ليعبر بمصر والأمة العربية من اليأس إلى الرجاء وبإمكانيات كانت توصف من قبل أكثر المتفائلين بأنها إمكانات عسكرية واقتصادية متواضعه. الديهي لم يغفل أبرز اللاعبين عن المشهد السياسي فأوضح أن دور الجيش في مظاهرات 30 يونيو سوف يكون حياديًا طالما كانت المظاهرات سلمية وسيتحول إلي طرف لو حدث عنف ولن يترك البلاد تدخل في دوامة حرب أهلية لكن ذلك سيكون علي حساب الجيش نفسه والجيش لن يكون ولائه إلا للشعب ويخطئ من يظن أن الجيش موجه من أحد ويعمل لحساب جهة ما.