تحتفل مصر والقوات المسلحة، اليوم ، بذكرى تحرير طابا ورفع العلم المصري عليها وإعلان عودة التراب المصري كاملا، بعد معارك ضارية خاضتها مصر بالفكر والعرق والدم فحررت جزءًا من الأرض بانتصارات أكتوبر المجيدة في عام 1973، ثم المعركة الدبلوماسية والقانونية التي انتصرت فيها عندما استعادت طابا بالتحكيم الدولي في 19 مارس 1989. وفي 29 سبتمبر 1988 تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا في النزاع حول طابا، وجاء الحكم في صالح مصر مؤكداً أن طابا مصرية، وفي 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخي برفع علم مصر معلناً السيادة على طابا وإثبات حق مصر في أرضها . ولم يكن الطريق لاستعادة أرض طابا من إسرائيل عن طريق التحكيم الدولي سهلًا، إذ احتاج الأمر جهود العديد من المتخصصين، ففي 18 مايو من العام 1985. شكل مجلس الوزراء اللجنة القومية العليا للدفاع عن طابا، لاسترجاعها، برئاسة وزير الخارجية في ذلك الوقت، عصمت عبدالمجيد، وعضوية 24 خبيرًا، من الدبلوماسيين والقانونيين والعسكريين. وبعد موافقة إسرائيل على الاحتكام للمحكمة الدولية في سبتمبر 1986، تحولت اللجنة بعد ذلك إلى "لجنة مشارطة التحكيم"، وضمت آخرين برئاسة ممثل الحكومة المصرية أمام هيئة التحكيم في جنيف في ذلك الوقت، نبيل العربي. افتعال الازمة .. كانت مصر قد عقدت اتفاقية السلام مع إسرائيل، والتي بموجبها بدأت إسرائيل انسحابها من سيناء، عقب حرب أكتوبر التي أذهلت العالم أجمع بقوة الجيش المصري، وفي أواخر عام 1981، الذي كان يتم خلاله تنفيذ المرحلة الأخيرة من مراحل هذا الانسحاب، سعى الجانب الإسرائيلي إلى افتعال أزمة تعرقل هذه المرحلة، وتمثل ذلك بإثارة مشكلات حول وضع 14 علامة حدودية أهمها العلامة (91) في طابا. وهو الأمر الذي أدى لإبرام اتفاق في 25 أبريل، يقتضي إجراء مؤقت لحل مسائل الحدود، نص على عدم إقامة إسرائيل لأي إنشاءات وحظر ممارسة مظاهر السيادة، وأن الفصل النهائي في مسائل وضع علامات الحدود المختلف عليها يجب أن يتم وفقًا لأحكام المادة السابعة من معاهدة السلام المبرمة بين البلدين، والتي تنص على حل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير المعاهدة عن طريق المفاوضات، وأنه إذا لم يتيسر حل هذه الخلافات بالمفاوضات فتحل عن طريق التوفيق أو تحال إلى التحكيم. وبعد 3 أشهر من هذا الاتفاق افتتحت إسرائيل فندق سونستا وقرية سياحية، وأدخلت قوات حرس الحدود فقامت الحكومة المصرية بالرد عن طريق تشكيل اللجنة القومية للدفاع عن طابا أو اللجنة القومية العليا لطابا. مشارطة التحكيم.. وتشكلت في الخارجية المصرية لجنة لإعداد مشارطة التحكيم، وعقب قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي بالموافقة على التحكيم، تم توقيع اتفاقية المشارطة بمشاركة شمعون بيريز في 11 سبتمبر 1986، والتي قبلتها إسرائيل بضغط من الولاياتالمتحدة وهدفت مصر من تلك المشارطة إلى إلزام الجانب الإسرائيلي بتحكيم وفقاً لجدول زمني محدد بدقة، وحصر مهمة هيئة التحكيم في تثبيت مواقع العلامات ال14 المتنازع عليها وفي 29 سبتمبر 1988 تم الإعلان عن حكم هيئة التحكيم في جنيف بسويسرا في النزاع حول طابا، وجاء الحكم في صالح مصر مؤكداً أن طابا مصرية، وفي 19 مارس 1989 كان الاحتفال التاريخي برفع علم مصر معلنًا السيادة على طابا وإثبات حق مصر في أرضها .