فى خطوة تعكس تدهور العلاقات الهشة بين البلدين ,تجددت الاشتباكات بين القوات السودانية والتشادية على الحدود بينهما وسط تبادل للاتهامات وذلك بعد شهرين فقط من توقيع البلدين على معاهدة عدم الاعتداء. حيث اعلنت تشاد عشية امس الاثنين انها دحرت هجوما لمتمردين انطلق من السودان بهدف زعزعة استقرار الحكومة , فى حين اتهمت الخرطوم الجيش التشادى بعبور الحدود وقتل 17 من جنودها . وزير الاعلام التشادى هورماجى موسى دومجور اصدر بيانا قال فيه ان قافلة تضم 200 مركبة تابعة للمتمردين قادمة من السودان تم صدها بعدما هاجمت قوات الجيش فى بلدة الجاريمة الحدودية لكنها منيت بهزيمة تامة على حد قوله . وأوضح أن تشاد تتوقع من المجتمع الدولي إدانة هذا العدوان الذي انطلق من السودان ضد تشاد بوضوح، واتخاذ الإجراءات المناسبة لإجبار الحكومة السودانية على التخلي عن خططها التوسعية لزعزعة الاستقرار في تشاد. . من جانبها اعلنت السودان مقتل 17 من جنودها فى اشتباكات مع القوات التشادية داخل الاراضى السودانية حيث عبرت قوات تشادية مدعومة بنحو ثمانى دبابات ومائة مركبة الحدود وهاجمت القوات السودانية على مسافة كيلو مترين تقريبا داخل الحدود السودانية وفتحت القوات التشادية النار فقتلت عددا من المدنيين .. تأتى هذه الاتهامات لتقود الاتفاق الذى تم التوقيع عليه بين الرئيس التشادى ادريس ديبى ونظيره السودانى عمر البشير فى العاصمة الليبية طرابلس سعيا وراء تهدئة التوتر . ويلقي الوضع المتأزم في دارفور بظلاله على هذه الازمة بين تشاد والسودان ,ولتشاد حدود طويلة مع اقليم دارفور السوداني الذي تسوده الفوضى والقتال منذ عدة سنوات. وتشكل الصراعات القبلية عنصرا رئيسيا في الأزمة التشادية السودانية، فالرئيس التشادى "ديبي" ينتمي إلى قبيلة "زغاوة" الموزعة بين تشاد والسودان، والتي تعد واحدة من القبائل المتمردة الرئيسية في دارفور، وقد تمكن "ديبي" من الوصول إلى الحكم في ديسمبر من عام 1990 بمساعدة حكومة الرئيس عمر البشير. وفيما تحظى الحكومة التشادية بدعم قوي من قبيلة "زغاوة"، وقبيلة "السارا" التي تتركز في جنوب البلاد، فإن المعارضة تساندها العديد من القبائل العربية التي تتوزع بين تشاد والسودان، وعلى رأسها قبائل "التاما"، و"القمر"، و"القرعان". وتضم هذه المعارضة بين صفوفها جنودا هاربين من الخدمة وقادة سابقين في الجيش سبق أن ساعدوا "ديبي" في الاستيلاء على السلطة في تمرد عام 1990 ويتهمونه الآن بالفساد ويسعون إلى الإطاحة به. ويبدو ان هذا التداخل القبلي الذي استثمرته حركات التمرد المسلحة في دارفور لمصلحتها ، هو ما تحاول حركة التمرد الجديدة في تشاد استثماره ايضا . كانت الحرب المندلعة منذ اربعة اعوام فى دارفور قد راح ضحيتها مايقدر بمائتى الف شخص ونزوح مئات الالاف الى تشاد الامر الذى دفع الاممالمتحدة لدراسة ارسال قوة حفظ سلام فى شرق البلاد الذى لايطبق فيه القانون . على صعيد آخر وافقت الحكومة السودانية على تطبيق المرحلة الثانية من خطة دعم الاممالمتحدة لقوة السلام التابعة للاتحاد الافريقى فى دارفور , وكانت الحكومة السودانية قدمت سلسلة ملاحظات واسئلة حول الخطة الاممية فى المرحلة الثانية وتقدم لها الاتحاد الافريقى والاممالمتحدة بكل التوضيحات والتى وافقت عليها السودان كان الاتفاق على تعزيز قوة السلام الأفريقية الموقع في 16 نوفمبر الماضي، ينص على نشر قوات سلام دولية على ثلاث مراحل، غير أن الخرطوم تعارض تنفيذ المرحلة الثالثة مطالبة بإبقاء قوة السلام بقيادة الاتحاد الأفريقي. وتضم قوة السلام الأفريقية حاليا نحو سبعة آلاف عنصر وهي ضعيفة التجهيز وتتعرض لهجمات عديدة في دارفور ..