إستحوذت زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى السعودية والمحادثات التي أجراها الرئيس الإيراني مع العاهل السعودي الملك عبد الله على تعليقات الصحف الألمانية الصادرة صباح هذا اليوم. حول موقف السعودية من إيران وبرنامجها النووي على ضوء زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى الرياض، علقت صحيفة نورد بايرشه كوريه الصادرة في مدينة بايرويت تقول:
"من الواضح أن الرياض لا ترحب البتة بفكرة تحول إيران إلى قوة نووية، إذ أن السعوديين السنة، الذين ينتفعون من عائدات النفط ويتمتعون بالحماية العسكرية للقوة العظمى الولاياتالمتحدةالأمريكية، يراقبون الإيرانيين الشيعة الذين قويت شوكتهم بقلق شديد. فإيران التي تدعم الشيعة في العراق وفي لبنان، تزيد من حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط. ومن جهة أخرى يحاول الرئيس الإيراني أحمدي نجاد كسب مزيد من الوقت، إذ أنه لم يسيطر بعد على السلاح النووي. لذلك، فإن الرئيس الإيراني أصبح يعتمد، إلى جانب تصريحاته العدائية ضد إسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية، الآن على الدبلوماسية بشكل مكثف." من جهتها علقت صحيفة راينشه بوست الصادرة في مدينة دوسلدورف حول دور إيران في منطقة الشرق الأوسط وقلق السعودية تجاه البرنامج النووي الإيراني، إذ كتبت تقول: "إن لقاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالعاهل السعودي الملك عبد الله يبرهن على أن الولاياتالمتحدة ليست السبب الوحيد في توتر الأوضاع في العراق. لكن هذا لا يقلل من التصرفات الأمريكية الخاطئة في بلاد الرافدين. بيد أن عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة العنف الطائفي بين السنة والشيعة يفوق عدد الذين لقوا مصرعهم جراء تدخل القوات الأجنبية. إن الإقتتال بين الشيعة والسنة إنما هو صراع على السلطة، وعلى المسلمين أنفسهم وضع حد لهذا الصراع الطائفي. وعلى أية حال فإن السعوديين والإيرانيين يريدون سويا الحيلولة دون إستمرار العنف. لكن يجب أن تبذل السعودية وإيران جهودا فعلية لمواجهة العنف والإقتتال الطائفي بين السنة والشيعة وألا يبقى هذا الأمر مجرد هدف مجرد." أما صحيفة راين تسايتونغ الصادرة في مدينة كوبلينز فكتبت حول إستعداد الولاياتالمتحدةالأمريكية للتفاوض مع إيران وحملها على إيقاف برنامجها النووي، قائلة: "يتعين على الأوروبيين والأمريكيين عدم إضاعة فرصة التوصل إلى إتفاق مع إيران. حتى الولاياتالمتحدة يبدو أنها مستعدة لتغيير إستراتيجيتها لحمل طهران على العدول عن طموحاتها النووية. كما يبدو أن سياسيين أمريكيين رفيعي المستوى يريدون قريبا التفاوض مباشرة مع نظرائهم الإيرانيين على هامش مؤتمر العراق. من هنا، يمكن القول إن الإدارة الأمريكية في حد ذاتها تحاول تجنب الحرب ضد إيران."