تزخر مصر بعدة مقومات تجعلها واحدة من أهم المقاصد في العالم للسياحة العلاجية، سواء تلك المتعلقة بالأجواء أو المياه المعدنية والكبريتية وغيرها من وسائل جذب السائحين للاستشفاء. برغم ما تمتلكه مصر من مقومات هائلة تجعلها تحتل المركز الأول بمنطقة الشرق الأوسط فى مجال السياحة العلاجية،إلا أن هذا النوع من السياحة مازال خارج دائرة الضوء،مما أفقد مصر حقها فى الحصول على نصيبها من إيرادات تلك السياحة الجاذبة. وجاءت زيارة النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي لاعب برشلونة للمشاركة في حملة للترويج للسياحة العلاجية، ليفتح الباب حول كيفية تنشيط هذه السياحة مجدداً بعد سنوات من التراجع. وقد زار ميسي مصر للمشاركة في حملة الهدف منها جعل مصر مقصداً لمرضى فيروسي سي القادمين من أوروبا وآسيا تحت شعار "من أجل عالم خال من فيروس سي..الرحلة والعلاج". وتتعدد المناطق السياحية التي تتمتع بميزة السياحة العلاجية في مصر أبرزها حلوان، أسوان، الواحات وغيرها من المناطق. وتندرج زيارة ميسي ضمن حملة للترويج للسياحة العلاجية في مصر تحت شعار "عالم خال من فيروس سي"، وهو مرض ينتقل أساسا عن طريق الدم ومنتشر على نطاق واسع في مصر ويمكن أن يؤدي إلى سرطان الكبد. ومن جانبه، قال الدكتور عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق أن مصر كانت ملجأ للسياحة العلاجية،ولديها من الفرص والإمكانيات ليضعها على خريطة السياحة العالمية، للحصول على نصيبها العادل من حجم السائحين الوافدين للعلاج. 1356 عينا للمياه الكبريتية وأضاف أن مصر ينتشر بها ما يقرب من 1356 عينا للمياه الكبريتية والمعدنية موزعة على جميع أنحاء محافظات مصر، ويوجد بها مستشفيات متطورة ومعامل تحاليل متقدمة، يمكن استغلالها فى تقديم الخدمة الصحية للسائحين فى إطار برنامج شامل لزيارة المناطق السياحية والإقامة الفندقية للمريض ومرافقيه . وأشار إلى ضرورة تعريف السائح بإمكانيات الخدمة الصحية فى مصر من استشفاء فى العيون الكبريتية ورمال أسوان والعلاج بالطمى وكذا مشافى الصحة النفسية، بالإضافة إلى زراعة الكبد والغسيل الكلوى وزراعة الكلى والقرنية وعلاجات الكتراكت. الدفن فى الرمال ودعا وزير الصحة الأسبق، إلى استغلال الإمكانيات المتاحة من المستشفيات المتطورة، مثل مستشفى شرم الشيخ وتزويدها بأعلى الكفاءات البشرية المتخصصة والمدربة على أعلى مستوى مع تشجيع جراحات زراعة الكلى والكبد والقرنية للحفاظ على الريادة المصرية فى ذلك المجال، فضلا عن مشافى الصحة النفسية وتشجيع إنشائها فى شرم الشيخ،وكذلك الحمامات الكبريتية لعلاج الأمراض الجلدية فى حلوان وحمامات فرعون برأس سدر واستعمال حمامات الطمى فى العلاج الطبيعى وأسلوب الدفن فى الرمال بأسوان للعلاج من الأمراض الروماتيزمية وكذلك علاج مرض الصدفية بالدفن فى رمال سفاجا، فمصر تنفرد بالعديد من أماكن الاستشفاء الطبيعية. وكشف الدكتور عوض تاج الدين، عن أسباب تراجع مصر فى مجال السياحة العلاجية، قائلا: إن غياب التنسيق بين الجهات المعنية والاعتماد على الجهود الفردية وصعوبة الحصول على التأشيرات أدى إلى عزوف تلك الشريحة ذات الإنفاق العالى القدوم لمصر بغرض السياحة العلاجية، ما أعطى الفرصة لدول أخرى لاستغلال فترة غياب مصر لتطوير مستشفياتها والخدمات المقدمة للسائح العلاجى . وتوقع تاج الدين أن ترتفع إيرادات السياحة المصرية ل2 مليار دولار على الأقل حال الاهتمام بالسياحة العلاجية ووضعها على الطريق الصحيح، لافتا إلى أن دولة "الأردن" تحقق عوائد اقتصادية تقدر بمليار دولار من الوافدين للعلاج، ومليار من المرافقين للمرضى. وشدد وزير الصحة الأسبق، على ضرورة إنشاء "هيئة مستقلة" للسياحة العلاجية تابعة لوزارة السياحة أو الخارجية، تحت إشراف وزارة الصحة، لإحياء القرار الوزارى الخاص بإنشاء وحدة كاملة متكاملة ومتخصصة للسياحة العلاجية الصادر عام 2005 فى عهده آنذاك، مهامها رصد الوضع الحالى للسياحة العلاجية فى مصر والعالم من خلال جهاز لمتابعة ودراسة الأسواق وتحديد الاحتياجات وإعداد قاعدة بيانات عن أعداد السائحين القادمين بغرض الاستشفاء والمقاصد التى يتجهون إليها. وأضاف أن "الهيئة" ستتولى التنسيق بين كافة الإدارات المختصة بوزارات الصحة والسياحة والطيران المدنى والتعاون الدولى بالتعاون مع القطاع الخاص والاستثمارى، كما تتولى الهيئة إنشاء مركز معلومات متكامل حول الخدمات الصحية فى مصر وأسعارها وأفضل الطرق لحجزها وتوفير الراحة للمرضى وذويهم المرافقين لهم، وتتولى أيضا دراسة الأسواق الخارجية فى الخدمات الصحية ومعرفة عناصر القوة والضعف لديها وتوظيفها لتحقيق التطور المطلوب فى السياحة العلاجية بمصر. وأشار إلى أهمية الترويج للسياحة العلاجية فى البلاد التى تحتاجها عن طريق عقد المؤتمرات والاشتراك فى المعارض الخارجية للتعريف بالخدمات الصحية المصرية ومدى تطورها، وإنشاء مكتب إرشاد بالمطار لاستقبال المرضى الوافدين وإرشادهم إلى مستشفياتهم وتدبير وسيلة انتقال لهم أو سيارة إسعاف وذلك بالتعاون مع وزارة الطيران المدنى. وأكد الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الاسبق ومقرر عام مؤتمر مصر والصحة العلاجية الذي سيعقد فى الفترة من 23 -25 مارس تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ان عدد كبير من المرضى حول العالم ياتون من اجل السياحة العلاجية فى مصر، ولكن منذ أن بدات دول الخليج فى تقديم الخدمة الطبية والسياحة العلاجية ولكن لايزال العلاج فى مصر صاحب الاهمية الكبرى فى مجال السياحة العلاجية،مؤكدا ان مصر تستطيع استعادة دورها ومكانتها فى هذا المجال لانها تمتلك الكوادر البشرية والأدوات، وأضاف أن حجم السياحة العلاجية فى الاردن بلغ 2 مليار دولار. تنشيط السياحة العلاجية وأوضح خلال ندوة التعريف باهمية المؤتمر ودوره فى تنشيط السياحة العلاجية أن السياحة العلاجية فى الخارج تسمى بالعلاج عابر الحدود ومن يلجا لها يبحث عن العلاج فى البلد الاخر باسعار أقل وخدمات طبية متميزة. وأشار الى ان مصر تمتلك جو يتناسب مع العلاج الاستشفائى من شمس وهواء وكوادر بشرية ، كذلك استغلال العلاج الاسترخائى لمرضى الامراض المزمنة ، ولدينا امكانية امراض مثل الصدفية والروماتويد والامراض الجلدية . فيما اوضح الدكتور حسام عبد الغفار الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للجامعات ان هناك اجماع على اهمية السياحة العلاجية ، ولذلك لا بد من تعلم خصائص وطبيعة كل سائح ومعرفة مايحب ومايكره السائح . واضاف ان زيارة ميسي كانت ناجحة لانها كانت ضمن برنامج منظم وعملى ومعد بشكل جيد ومدروس وقتها يمكن ان ننجح فى تنظيم السياحة العلاجية. مؤتمر السياحة العلاجية كما أكد الدكتور عبد العاطى المناعى مدير السياحة العلاجية بوزارة الصحة ان فى 2015 تم تأسيس منظمة السياحة العلاجية فى مصر ، واكد وجود تعاون كبير بين المجتمع ابمدنى والمؤسسة ، وأوضح ان مؤتمر السياحة العلاجية فى مصر 23 مارس سيكون له تاثير ايجابى كبير على مستقبل السياحة العلاجية فى مصر. واشار الى انه سيتم الاعلان عن مشروع كبير للسياحة العلاجية فى مصر تحت اسم"london in Egypt" حيث يتم استقبال 18 طبيب وخبير من لندن بفرقهم وابحاثهم للاستفادة من خبراتهم . 16 مستشفي كما قال د.عبد العاطي أن الوزارة قامت بعمل شبكة من المستشفيات المنظمة للسياحة العلاجية، ويبلغ عددهم 16 مستشفي، بالإضافة إلى مركز حلوان و8 مستشفيات خاصة، موضحا أن الوزارة قامت علي دمج منظومة القطاع الخاص مع القطاع العام في منظومة المجتمع المدني، وأن هذه المستشفيات منتشرة بالفعل في 8 محافظات. وأضاف د.عبد العاطي أنه تم تقديم التدريب علي مرحلتين، المرحلة الأولي تمت علي 7 مستشفيات، والثانية علي 10 مستشفيات، وخضع للتدريب عدد من الأطباء ومدخلين البيانات والمحاسبين وأعضاء من التمريض والعلاقات العامة. وأردف د.عبد العاطي أن الوزارة هي المسئولة عن الترويج لمشروع السياحة العلاجية من خلال: مركز الاعلام، قناة صحتي، وجميع الصحف والجرائد المعنية بالمشروع. وكشف الدكتور عاطف عبد اللطيف عضو جمعية مستثمري جنوبسيناء، أنه جاري الإعداد والتنسيق لتنظيم مؤتمر صحفي يوم 2 مارس القادم، للإعلان عن تفاصيل وجلسات مؤتمر السياحة العلاجية الذي سيقام في محافظة جنوبسيناء، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإشراف اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء خلال الفترة من 23 إلى 25 مارس. وقال عاطف عبد اللطيف، أحد المنظمين للمؤتمر إن الهدف من إقامة مؤتمر للسياحة العلاجية بجنوبسيناء هو تسليط الضوء على إمكانيات مصر في السياحة العلاجية والاستشفائية وحصولها على نصيبها العادل من هذا النوع من السياحة.. مشيرا إلى أن جنوبسيناء تزخر بالعديد من المناطق المؤهلة لإقامة منتجعات سياحية علاجية، مثل سانت كاترين التي يوجد بها أعشاب طبية لا يوجد لها مثيل في العالم، وكذلك الوديان بسيناء ومنطقة طور سيناء وحمام فرعون وعيون موسى والمياه الكبريتية المتميزة في علاج الأمراض الجلدية والرمال الساخنة. وأضاف عبد اللطيف ضرورة توجيه الدعوة لجميع محافظات مصر التي تتميز بطبيعة تمكنها من العمل في هذا النوع من السياحة لحضور المؤتمر بشرم الشيخ، بالإضافة إلى دعوة عدد من الخبراء والمتخصصين والأطباء من مختلف الدول ووسائل الإعلام العالمية لحضور المؤتمر.
