في إطار حرص مصر على دعم أشقائها في جمهورية جنوب السودان، حققت مشروعات التنمية المصرية في جنوب السودان بين البلدين والشعبين الشقيقين طفرة فى العلاقات ، ولا سيما التعاون في مجال الموارد المائية والري الذي تقدم مصر من خلاله الدعم اللازم سواء مشروعات يتم تنفيذها على الأرض أو دعم فني في مجال التنمية البشرية. وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي اكد أن مصر ستواصل تقديم أشكال الدعم لجنوب السودان في المجالات كافة. وأن مصر منخرطة بحكم مسئوليتها تجاه أشقائها في جنوب السودان بدفع عملية التنمية في العديد من الجوانب والمجالات،وأن مصر تقدم منحًا دراسية في الجامعات المصرية للسودانيين، إضافة إلى أنها تشارك في مشروعات تنموية مباشرة من خلال رفع المياه والكهرباء ودعم قطاع الصحة بجنوب السودان.وأن هناك رغبة مشتركة في زيادة وفتح مجالات الاستثمار أمام المستثمرين المصريين، خصوصًا بعد استقرار الاوضاع في جنوب السودان. وتواصل مصر جهودها في دعم الأشقاء بجنوب السودان، ولا سيما بعد رفع مستوى التعاون بين الدولتين بالتوقيع على اتفاقية التعاون الفني والتنموي في مجال الموارد المائية بين وزارتي الموارد المائية والري بالدولتين . وقد تم الانتهاء من 6 محطات مياه شرب جوفية منها أربعة محطات في أحياء جوبا "مونيكي بلوك – سي، نيكرون الجنوبية، نيكرون الغربية، جومبا"، ومحطة بجامعة جوبا لخدمة طلاب الجامعة والعاملين بها، ومحطة في مدينة "تركاكا" عاصمة ولاية "تركيكا" لتوفير مياه الشرب النقية للأهالي، وجار استكمال الأعمال في مواقع 11 محطة أخرى أبناء جوبا , عاصمة جنوب السودان, عبروا عن اعتزازاهم بدور مصر الداعم لبلادهم في شتى مجالات التنمية ومساعيها الدؤوبة نحو تحقيق الاستقرار والسلام في هذا البلد الوليد حديثا, كما عبروا عن أملهم في زيادة التواجد الاستثماري المصري في بلادهم. وجمهورية جنوب السودان, دولة حديثة حظيت باعتراف المجتمع الدولي عقب استفتاء شعبي أجري في يناير عام 2011 بموجب اتفاق شامل للسلام تم توقيعه في عام 2005 بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان والذي أقر فترة انتقالية مدتها 6 سنوات يعقبها استفتاء حول الاستقلال. وشهد احتفال إعلان جنوب السودان جمهورية مستقلة – في 9 يوليو 2011 – حضورا مصريا رفيع المستوى وبادرت مصر برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي من قنصلية إلى سفارة فور ذلك, وسلم الوفد المصري خطابا رسميا بالاعتراف بجمهورية جنوب السودان, مؤكدا على حرص مصر على دعم وتعزيز العلاقات مع الدولة الوليدة حديثا. وزودت مصر, جنوب السودان بكافة أنواع الدعم التنموي والصحي والاقتصادي والتعليمي من أجل تثبيت أركان الاستقرار لدى الدولة هناك, وتوافدت بعثات مصرية في شتى المجالات على جنوب السودان, بادلتها بزيارات متتالية لوزراء وكبار المسؤولين الجنوبيين إلى مصر في مجالات التعليم والصحة والتجارة والصناعة والزراعة. وعملت السفارة المصرية بجوبا على تقديم كافة أشكال الدعم من أجل تسهيل جميع الإجراءات التي تسمح بنقل الخبرات المصرية إلى جنوب السودان ،ما عزز من الثقل الدبلوماسي النافذ هناك. ويثمن الشعب الجنوب سودانى الدور الإيجابى الذى قامت به مصر من أجل تثبيت اتفاقية السلام الشامل الموقعة فى أغسطس 2015؛ مما سمح بالمضى قدما فى تنفيذها، مقدرين للدعم الذى قدمه الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى "شقيقه" الرئيس سالفا كير ميارديت رئيس جمهورية جنوب السودان خلال الأحداث التى شهدتها جنوب السودان فى الأشهر الماضية. إن العلاقات المصرية الجنوب سودانية علاقات أزلية وتاريخية، وهناك حرص دائم من القيادات السياسية بالدولتين على دعم هذه العلاقات الأخوية في كافة المجالات.