أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرا جديدا جاء فيه أن ظروف الاعتقال فى غوانتانامو تزيد سوءا بالنسبة إلى غالبية الذين يقبعون فى سجون انفرادية.وقالت المنظمة فى تقريرها إن "ظروف الاعتقال فى غوانتانامو صعبة جدا وغير انسانية"، ودعت المنظمة إلى "إغلاق السجن ووقف الولاياتالمتحدة تنظيم محاكمات عسكرية غير عادلة". ويذكر أن أكثرية المعتقلين والذى يبلغ عددهم الاجمالى نحو 385 شخصا، لا يملكون أى إمكانية للمطالبة حتى بالحصول على محاكمات عادلة. ويشير التقرير إلى أن تصريحات الحكومة الأمريكية التى تصف المعتقلين ب"المقاتلين الأعداء والناس السيئين" لا تبرر أبدا غياب احترام حقوق المعتقلين. وأشار التقرير إلى أن 300 سجين فى غوانتانامو يحتجزون الآن فى ما بات يعرف ب"معتقل 5" و"معتقل 6"و"معتقل ايكو"، الشبيهة بمعتقل "سوبر ماكس" الذى يخضع لمراقبة عالية جدا فى الولاياتالمتحدة. واتهمت المنظمة الولاياتالمتحدة "بفرض ظروف اعتقال صعبة جدا وبخاصة فى ما يتعلق بالسجون الانفرادية، حيث يقضى السجناء فى بعض الأحيان 22 ساعة متواصلة فى زنزانة دون شرفة ولا يسمح لهم بالخروج للتمارين، إلا فى وقت محدد خلال الليل، وقد يؤول ذلك إلى أن يقضى بعض السجناء أربعة أيام دون رؤية نور النهار". وتقول كيت آلن مديرة المنظمة فى بريطانيا إن "ما يجرى فى غوانتانامو يؤدى إلى مشاكل نفسية كبيرة عند المعتقلين والبعض منهم يعانون من انهيارات عصبية حادة". وأضافت آلن أن "على السلطات الأمريكية وقف سياسة دفع المعتقلين إلى حافة الانهيار من خلال السجون الانفرادية"، مشيرة أن على السلطات "تأمين دخول الفرق الطبية المستقلة وممثلون منظمات حقوق الانسان إلى المعتقل". وكانت واشنطن قد زادت قانون مكافحة الإرهاب صرامة العام الماضي، حيث أصبح هذا الأخير يسمح باعتقال طويل الأمد للمعتقلين بتهمة أنهم "مقاتلون أعداء". وقررت الولاياتالمتحدة إحالة 80 من أصل 385 معتقل فى غوانتانامو إلى محاكمات عسكرية. محاكمة غير عادلة سمحت قاضية أمريكية باستخدام أقوال انتزعت كرها من المعتقل فى غوانتانامو خوسيه باديلا، الذى يشتبه فى انتمائه للقاعدة، كأدلة ضده خلال محاكمته رغم مزاعم الدفاع بأن اعتقاله استند إلى معلومات انتزعت من خلال التعذيب. ورفضت القاضية مارسيا كوك أن تعيد النظر فى قرار قضائى سمح باستخدام أقوال باديلا لمكتب التحقيقات الاتحادى كدليل فى محاكمته التى ستبدأ يوم 16 أبريل/نيسان الجارى بتهمة التآمر لمساعدة متطرفين فى الخارج. وقالت كوك ان فريق الدفاع لم يستطع أن يقدم حججا جديدة. وأقر مدعون فى نوفمبر/تشرين الثانى الماضى أن أمر الاعتقال الذى استخدمه مكتب التحقيقات الاتحادى لاعتقال باديلا فى مطار أوهيرا بشيكاغو فى مايو/أيار سنة 2002، استند فى جانب منه إلى معلومات قدمها سجينان محتجزان فى معتقل غوانتانامو بكوبا، وهما أبو زبيدة وبنيام محمد. وكانت هذا المعلومات هى الأساس الذى بنت عليه الحكومة اتهامها لباديلا فى بادىء الأمر بأنه كان يخطط لشن هجوم "بقنبلة قذرة" على الولاياتالمتحدة. وأسقط هذا الاتهام بهدوء عندما مثل باديلا أخيرا أمام النظام القضائى الأمريكى المدنى المعتاد بعد أن أمضى ثلاثة أعوام ونصف فى سجن عسكري. ويواجه باديلا الذى لم توجه له أى تهم فيما يتصل بأى مخطط لتنفيذ هجمات بقنابل، حكما بالسجن مدى الحياة إذا أدين بمساعدة جماعات إرهابية.وبنيام محمد هو مهندس كهربائى أثيوبى اتهمته الولاياتالمتحدة بتلقى تدريبات من تنظيم القاعدة على كيفية صنع المتفجرات وهو اتهام ينفيه.أما أبو زبيدة فيشتبه فى أنه من أعضاء القاعدة وتصفه الولاياتالمتحدة بأنه ضابط الاتصال بين زعيم القاعدة أسامة بن لادن وبين خلايا ارهابية عدة. واعتقل الرجلان كل على حدة فى باكستان سنة 2002. وأفادت وثائق قدمت للمحاكم الامريكية التى تنظر فى جرائم الحرب بغوانتانامو بأن محمد وباديلا أطلعا على تعليمات لكيفية صنع قنبلة على جهاز كمبيوتر فى باكستان وانهما التقيا هناك مع أبو زبيدة لمناقشة إمكانية شن هجمات على الولاياتالمتحدة باستخدام القنابل القذرة. ووفقا للوثائق التى ستقدم فى محاكمة باديلا قال أبو زبيدة للمحققين إن محمد وباديلا كانا يخططان لشن هجوم بقنبلة وتعرف على باديلا من خلال نسخة من صورته فى جواز السفر.وقال محامو باديلا إن أقوال الرجلين انتزعت تحت التعذيب وإنه لا قيمة لها وبناء على ذلك فإن أقوال باديلا لمكتب التحقيقات الاتحادى جاءت بسبب التعذيب ولا يمكن استخدامها كدليل ضده فى المحكمة.وزعم محمد فى الوثائق المقدمة للمحكمة أنه أدلى باعترافات ملفقة تشير لتورط باديلا، بينما كان محتجزا فى سجن مغربى حيث ضرب وتعرض للتعذيب قبل إرساله إلى غوانتانامو. ونقل أبو زبيدة الى جوانتانامو فى سبتمبر أيلول الى جانب 13 من المعتقلين "المهمين" الذين كانوا محتجزين فى سجون سرية تابعة للمخابرات المركزية الأمريكية. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن المحققين جردوه من ملابسه واحتجزوه فى غرفة شديدة البرودة وأجبروه على سماع موسيقى صاخبة تصيب بالصمم. ونفى الرئيس الأمريكى جورج بوش تعرض أبو زبيدة والسجناء الآخرين للتعذيب وهم فى عهدة المخابرات المركزية الأمريكية، لكنه قال فى كلمة ألقاها يوم السادس من سبتمبر/أيلول الماضى إن المحققين استخدموا "مجموعة من الإجراءات البديلة" للحصول على معلومات من المحتجزين أدت إلى إحباط هجمات على الولاياتالمتحدة.وأمر بوش فى بادىء الامر بنقل باديلا "36 عاما" الى سجن عسكرى واحتجازه دون توجيه تهم إليه بصفته "مقاتلا من الأعداء".وفى الوقت الذى كانت المحكمة العليا تنظر فى الطعن المقدم فى هذا الأمر نقل باديلا إلى محكمة مدنية ووجهت إليه تهم تقديم أموال ومجندين لمنظمات إرهابية تآمرت لخطف وتشويه وقتل أشخاص فى أفغانستان والشيشان والبوسنة وغيرها من المناطق.