اعتبرت دمشق الاربعاء ان جامعة الدول العربية باتت "طرفا" في الازمة السورية، وذلك ردا على قرار القمة العربية منح مقعد سوريا للمعارضة وتأكيد حق الدول في تسليحها، وهو ما انتقدته ايضا موسكووطهران حليفتا نظام الرئيس بشار الاسد. في غضون ذلك، تحدث رئيس الائتلاف الوطني المعارض احمد معاذ الخطيب عن وجود "ارادة دولية" لئلا "تنتصر الثورة"، في حين ابدت دول مجموعة بريكس "قلقها العميق" ازاء تدهور الوضع الامني في سوريا، مع استمرار الوتيرة التصيعيدية لاعمال العنف. واعتبرت الحكومة السورية ان القرار وضع حدا نهائيا "لاي دور ممكن للجامعة العربية في حل الازمة في سوريا بالطرق السياسية ويجعلها طرفا في الازمة وليس طرفا في الحل". وحذرت دمشق من ان الدول "التي تلعب بالنار" من خلال دعم "الارهابيين"، لن تكون في منأى "عن امتداد هذا الحريق لبلدانها"، معتبرة ان القمة شجعت "نهج ممارسة العنف والتطرف والارهاب" الذي ترى فيه خطرا "على الامة العربية وعلى العالم بأسره". ويتهم النظام دولا ابرزها قطر والسعودية وتركيا، بدعم مقاتلي المعارضة الذين تعتبرهم "ارهابيين". وفي ما عدته عملا "غير مسؤول"، اعتبرت دمشق ان القمة منحت المقعد "لطرف غير شرعي" ورفعت علما "غير العلم السوري الوطني"، معتبرة الامر "سابقة خطيرة ومدمرة للجامعة". وعلى خط مواز، قالت موسكو الحليفة الدولية الابرز للنظام، ان قرار الجامعة "غير مشروع وغير مبرر" لان الحكومة السورية "كانت ولا تزال الممثل الشرعي للدولة العضو في الاممالمتحدة"، وذلك في بيان للخارجية الروسية. واعتبرت طهران ان منح المقعد "الى ما يسمى الحكومة المؤقتة" للمعارضة، هو "سابقة خطيرة بالنسبة للجامعة العربية"، بحسب تصريحات لوزير الخارجية علي اكبر صالحي. وتأتي هذه المواقف غداة قرار القمة العربية في الدوحة، منح مقعد سوريا في الجامعة والمنظمات التابعة لها، الى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، مع تأكيد حق الدول العربية في تسليح المقاتلين المعارضين. والاربعاء، قال رئيس الائتلاف احمد معاذ الخطيب خلال افتتاحه السفارة الاولى للائتلاف في الدوحة، ان "هناك ارادة دولية بالا تنتصر الثورة، لكن الشعب الذي تحدى الظلم والطاغوت سيتابع طريقه". واكد انه "تفاجأ" من الرد الاميركي الرافض طلبه نشر صواريخ باتريوت في شمال سوريا، وذلك "من اجل حماية المدنيين لا من اجل الثورة". وكان البيت الابيض اعلن الثلاثاء ان حلف شمال الاطلسي لن يقدم بطاريات صواريخ باتريوت لحماية الشمال السوري، وهو طلب كشفه الخطيب خلال القمة العربية. وقال الامين العام للحلف اندريس فوغ راسموسن الاربعاء ان "لا خطط (لدى الحلف) لتغيير هدف تغطية صواريخ باتريوت المنشورة" حاليا في تركيا، والتي وضعت بناء لطلب انقرة بعد تكرار سقوط القذائف مصدرها سوريا في الاراضي التركية. من جهته، قال رئيس الحكومة المؤقتة للمعارضة غسان هيتو لوكالة فرانس برس انه سيشكل حكومته في غضون ثلاثة اسابيع، على ان يعمل جميع وزرائها في الداخل السوري. واشار هيتو الى انه سيقدم للهيئة التنفيذية للائتلاف "حكومة خلال اسبوعين او ثلاثة مع برنامج كامل" لها، موضحا انها ستكون "حكومة مصغرة مؤلفة مما بين 10 و12 وزيرا وستعمل في الداخل (...) ولن يكون لهذه الحكومة مقار في الخارج". وانتخب هيتو الثلاثاء الماضي رئيسا لحكومة موقتة تتولى ادارة المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في داخل سوريا، لا سيما في شمال البلاد وشرقها. في دوربان بجنوب افريقيا، قال قادة الدول الناشئة في مجموعة بريكس (روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا) ""نعبر عن قلقنا العميق ازاء تدهور الوضع الامني والانساني في سوريا كما ندين تزايد انتهاكات حقوق الانسان والقوانين الانسانية الدولية فيما العنف مستمر"، وذلك في البيان الختامي لقمتهم السنوية الخامسة. وكان الرئيس الاسد طلب في رسالة الى قادة هذه المجموعة التي تضم روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا، العمل "من اجل وقف فوري للعنف في سوريا"، بهدف نجاح الحل السياسي "الذي يتطلب ارادة دولية واضحة بتجفيف مصادر الارهاب ووقف تمويله وتسليحه". ودعا الاسد المجموعة "لبذل كل جهد ممكن لرفع المعاناة عن الشعب السوري" جراء العقوبات "التي تؤثر مباشرة على حياة مواطنينا في احتياجاتهم الضرورية اليومية". وفرضت دول غربية ابرزها الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي، عقوبات اقتصادية على النظام السوري الذي واجه بالقمع الاحتجاجات ضد منذ اندلاعها منتصف آذار/مارس 2011. والتقى الاسد الاربعاء اعضاء اللجنة الوزارية المكلفة تنفيذ مضمون برنامج "الحل السياسي" الذي طرحه في خطاب مباشر في كانون الثاني/يناير الماضي، ويشمل دعوة الحكومة الحالية الى حوار ينبثق عنه ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء. ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان طائرة حربية تابعة للقوات النظامية قصفت حي القابون الواقع الى اقصى الشمال الشرقي من العاصمة. وبعد الظهر، افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان الاطراف الشرقيةوالجنوبية للعاصمة تشهد اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. من جهة اخرى وفي محافظة حلب قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان مفاوضات ببادرة من اكراد، جرت بين مقاتلين معارضين سنة ومسلحين شيعة بهدف التوصل الى هدنة ورفع حصار مفروض على قرى شيعية. واوضح المرصد ان "الجهود التي بذلتها وحدات حماية الشعب الكردي" في محافظة حلب "اسفرت عن مصالحة بين اللجان الشعبية المسلحة في بلدتي نبل والزهراء واللتان يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة من بلدات وقرى حريتان وحيان وماير وعندان التي يطقنها مواطنون من الطائفة السنية". واضاف المصدر ذاته ان هذه المفاوضات جاءت "بعد اشتباكات متقطعة وحصار لعدة اشهر لبلدتي نبل والزهراء من قبل الكتائب المقاتلة حيث كانت المواد العذائية تنقل الى البلدتين عبر حوامات عسكرية او خلال مقايضة مع بعض حواجز الكتائب المقاتلة في المنطقة". وتابع المرصد "اتفق الجانبان على الاجتماع خلال الايام القادمة من اجل توقيع اتفاق نهائي بينهما". وفي شان آخر قال دبلوماسيين في نيويورك ان سوريا لم تعط بعد موافقتها على "الوصول بدون عوائق" الى اراضيها بناء على طلب الاممالمتحدة لاجراء تحقيق حول استعمال محتمل لاسلحة كيميائية. وتأمل الاممالمتحدة ان يتمكن فريق المحققين وعلى رأسه السويدي اكي سيلستروم، من البدء بعمله اعتبارا من الاسبوع المقبل، ولكنها لم تتوصل بعد الى اتفاق مع نظام الرئيس بشار الاسد حول مدى التحقيقيات، حسب ما اوضح دبلوماسيون ومسؤولون في الاممالمتحدة. وفي هضبة الجولان المحتلة نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر طبية قولها ان مقاتلا يحارب قوات الرئيس بشار الاسد، توفي الاربعاء بعيد نقله الى المستشفى في نهاريا، في شمال اسرائيل. واضافت الاذاعة ان المقاتل السوري الذي اصيب بجروح خطرة في رأسه، نقل صباح الاربعاء الى هذا المستشفى مع مقاتل سوري آخر في حالة خطرة ايضا. واوضحت الاذاعة ان خمسة سوريين آخرين اصيبوا بجروح اقل خطورة عولجوا ايضا من قبل اطباء اسرائيليين في قطاع الجولان الذي تحتله اسرائيل قبل اعادتهم الى الجانب السوري. وفي سياق متصل اعلنت الاممالمتحدة ارسال معدات مدرعة الى قوتها في هضبة الجولان المحتلة التي باتت تتاثر بمجريات النزاع في سوريا. وعبر مجلس الامن الدولي في بيان عن "قلقه الجدي" ازاء وجود قوات حكومية سورية ومعارضين مسلحين في الجولان حيث توجد منطقة وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وسوريا تشرف عليها الاممالمتحدة منذ 1974. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع النمساوية لوكالة فرانس برس "حتى الان، لم نضع خططا" لخفض عدد الجنود النمساويين في الجولان. ويأتي هذا التصريح فيما اعلنت الاممالمتحدة في 25 اذار/مارس انها ستسحب حوالى نصف موظفيها الاجانب العاملين في سوريا "لاسباب امنية" بعد الهجمات الاخيرة الدامية في العاصمة. وينتشر في الوقت الراهن 375 جنديا نمساويا في الجولان، اي حوالى ثلث قوة مراقبة فك الاشتباك في الجولان المكلفة منذ 1974 فرض احترام وقف لاطلاق النار بين سوريا واسرائيل التي تحتل قسما كبيرا من هضبة الجولان. وفي تركيا ذكرت وكالة انباء الاناضول ان الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين غاضبين في مخيم للاجئين السوريين هاجموا قوات الامن بعد وفاة طفل في حريق. وقد وقع الحادث في مدينة اكتشاكالي بمحافظة سانليورفا (جنوب شرق) التي تؤوي 25 الف سوري فروا من النزاع المستمر في بلادهم منذ اذار/مارس 2011. وتجمع عشرات المقيمين في المخيم الذين كانوا ينتقدون ظروف اقامتهم بعد حريق اندلع صباح الاربعاء في خيمة واسفر عن مقتل طفل وجرح ثلاثة آخرين، ورشقوا الشرطة بالحجارة. واضافت الوكالة ان شرطة مكافحة الشغب التي استدعيت للدعم، قمعت المتظاهرين بعنف. واصيب متظاهر بجروح طفيفة خلال المواجهات، كما اوضحت الوكالة. وتستضيف تركيا حوالى 200 الف لاجىء في مخيمات اقيمت على طول الحدود السورية. ويقيم حوالى 70 الف لاجىء سوري آخر في منازل استأجروها في مختلف المدن التركية.