اليوم تجرى انتخابات الصحفيين لاختيار النقيب الجديد وستة من أعضاء المجلس، كانت الجمعية العمومية منذ خمسة عشر يوماً لم تكتمل مما تسبب فى تأجيل الانتخابات إلى اليوم. وعدم اكتمال النصاب القانونى للجمعية العمومية للصحفيين يعد الأول فى تاريخ النقابة مما يعنى أن هناك إحباطاً شديداً يسود بين الصحفيين، مما دفعهم إلى عدم الحضور منذ أسبوعين، وليس لأن الجمعية محدد لها يوم «الجمعة» فكل انتخابات النقابة خلال السنوات الماضية كانت تجرى يوم «جمعة»، وكان الصحفيون يتوافدون على مقر نقابتهم لاختيار نقيبهم ومجلس النقابة. لكن الملفت هذه المرة عدم اكتمال الجمعية لأن هناك فعلاً احباطاً شديداً لدى الصحفيين، قد يكون بسبب الهجمة الشرسة التى تمارسها جماعة الإخوان الحاكمة وقد تكون رسالة موجهة إلى المرشحين لمنصب النقيب أو المرشحين للمجلس بأن حالة الانقسام الشديدة التى سادت مجلس النقابة وتسبب فيها النقيب الإخوانى المنتهية فترة ولايته هى السبب. على كل حال فقد وصلت رسالة الصحفيين إلى المرشحين الجدد وتحوى هذه الرسالة ضرورة الحفاظ على وحدة الصحفيين ولم شملهم لمواجهة الأخطار المحدقة التى تتربص بنقابة الصحفيين،وقد أسعدنى جداً أن المرشحين الذين جابوا الصحف ومنها «الوفد» للتعريف بما يفعلونه فور فوزهم فى الانتخابات قد جاء على رأس وعودهم ضرورة العمل على وحدة الصحفيين وتماسكهم حتى يتم مواجهة الأخطار التى تواجه النقابة. كما أعجبنى أيضاً أن الجميع لديه إصرار شديد على منع الحزبية داخل النقابة ولابد أن يعود إلى النقابة دورها المهنى والوقوف إلى جوار الصحفيين الذين يواجهون حرباً شرسة لتكميم أفواههم وكسر أقلامهم التى تقف بالمرصاد لكل من تسول له نفسه أن ينال من الوطن الغالى. جميع المرشحين عرضوا برامج رائعة تهدف كما قلت إلى ضرورة وحدة الصحفيين والابتعاد عن التحزب وليس معنى ذلك ألا يكون للنقابة دور سياسى، بل يجب أن يجتمع الصحفيون بكل ألوانهم السياسية على قلب رجل واحد وهو أن تعود الهيبة إلى النقابة، وتظل نقابة الصحفيين قلعة للحرية والديمقراطية والدفاع عن وطن صلب وحقوق الناس. ومن يرجع بذاكرته إلى الخلف يجد أن الجميع وقف صفاً واحداً عندما أرادت الدولة أن تكسر شوكة الصحفيين عام 1995، فقد التقى جميع الصحفيين بكل أطيافهم السياسية على موقف واحد، وخلع الجميع عباءته الحزبية جانباً. وهذا ما ننشده فى النقابة خلال الفترة القادمة خاصة أن الأخطار تلاحق النقابة والصحفيين من كل جانب.. ولا يخفى على أحد أن ما تقوم به «الجماعة» الحاكمة من حرب ضروس على الصحفيين، ليس للنيل منهم فحسب وإنما لمنعهم من القيام بدورهم فى الدفاع عن الوطن والمواطنين، ومنع سياسة الإخوان العرجاء التى أحلت الخراب على البلاد من كل جانب سياسى واجتماعى واقتصادى. اليوم مطلوب من الزملاء الصحفيين أن يسارعوا إلى المشاركة فى التسجيل حتى يتم اكتمال عقد الجمعية العمومية وإجراء الانتخابات ولدى الصحفيين فرصة عظيمة الآن لأن يحسنوا الاختيار للذين يسعون بالفعل إلى وحدة النقابة وعدم تشرذمها أو تفتيتها فنحن فى عصر أشد فى الحاجة لأن تكون النقابة موحدة حتى تظل قلعة للحريات. اليوم يجب أن يسارع كل صحفى بالحضور الى الجمعية العمومية ورسالتهم الأولى منذ خمسة عشر يوماً قد وصلت فعلاً إلى المرشحين، ولا أعتقد أن أى مرشح سواء كان لمنصب النقيب أو مجلس النقابة لم يستوعب هذه الرسالة التى تنادى بالضرورة إلى وحدة الصحفيين وعدم انشغالهم بأرديتهم السياسية، بل يجب على الجميع أن يخلع أى رداء حزبى قبل دخوله النقابة.. فنحن فى أشد وأمس الحاجة لأن تتوحد إرادة الصحفيين ليتلاقى ذلك مع الدور العظيم الذى ينتظرهم فى التصدى للألاعيب التى تحق بالنقابة. هذه هى الفرصة الأخيرة لأن يجمع الزملاء شملهم ويحسنوا الاختيار اليوم لمن يعمل من أجل وحدة النقابة وعدم تحولها إلى شيع وفرق.. اليوم موعد الصحفيين ليقولوا كلمتهم من أجل سلامة نقابتهم، وحرصاً على عدم سقوطها أو انهيارها فى ظل كل شىء ينهار ويسقط الآن. نقلا عن الوفد