أرسلت نيابة الأموال العامة العليا برئاسة المستشار مصطفى حسيني المحامي العام الأول للنيابة, خطابين إلى الورثة من أسرة عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق, وكمال الشاذلي وزير شئون مجلسي الشعب والشورى السابق, لمطالبتهم بسداد قيمة ما تحصل عليه الراحلان من هدايا باهظة الثمن من مؤسسة "أخبار اليوم" الصحفية بدون وجه حق وبالمخالفة للقانون. وجاءت هذه الخطوة من جانب النيابة, باعتبار أن هذا النوع من قضايا المال العام لا يسقط بالوفاة, وأن قيمة تلك الهدايا التي تحصل عليها سليمان والشاذلي من "أخبار اليوم" خلال الفترة من عام 2008 وحتى عام 2011 , إنما تمثل مديونية على تركتهما بموجب القانون. وكان المستشار حسيني قد أرسل إلى رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم, الكشوف الخاصة بأسماء جميع من تحصلوا بالمخالفة للقانون على هدايا بمبالغ مالية باهظة وقيمتها لكل منهم على حدة, وذلك لاتخاذ اللازم من جانب المؤسسة نحو مخاطبتهم لسداد ما تحصلوا عليها من هدايا وإيفاد النيابة بتمام السداد أو اتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم في حال الامتناع. وتبين من واقع تلك الكشوف أنها تضم عمر سليمان وكمال الشاذلي بتحصلهما على هدايا بدون وجه حق, فقامت النيابة بمخاطبة ورثتهما للسداد تطبيقا لصحيح حكم القانون. يذكر أن تحقيقات نيابة الأموال العامة العليا وتقارير الجهاز المركزي للمحاسبات كانت قد كشفت النقاب عن أن هدايا تم صرفها من ميزانية مؤسسات الأهرام وأخبار اليوم ودار التحرير الصحفية تقدر بعشرات الملايين من الجنيهات بصورة سنوية لعدد من رموز النظام السابق وكبار رجال الدولة والوزراء, بدون وجه حق على نحو يمثل تسهيلا للاستيلاء على المال العام, وتربيحا للغير بدون وجه حق, وإضرارا عمديا بأموال تلك المؤسسات. وتمثلت الهدايا الممنوحة من المؤسسة إلى عدد من كبار رجال الدولة في النظام السابق, في ساعات قيمة, وأقلام ذهبية, وجنيهات من الذهب ورابطات عنق باهظة الثمن وأطقم من الألماس ومجوهرات وحقائب جلدية للسيدات والرجال وأحزمة جلدية.