جاء المؤتمر الوطني الأول للشباب تزامناً مع دعوات قيادة الدولة ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بالإهتمام بأكبر مكون من الشعب المصري وهم الشباب وإنطلاقاً من دعوة السيد الرئيس في شهر مارس 2016 بتسمية العام بعام الشباب كان هذا المؤتمر.. شباب مصر ولأول مرة يكونوا في حوار ونقاش مباشر مع قيادات الدولة المصرية يحاورون ويتحاورون نحو أهم القضايا والمشكلات التى تواجه مصر والمشاركة نحو وضع الحلول الممكنة لها. الأهم هو ما بعد هذا المؤتمر متابعة تنفيذ التوصيات العامة التى سيخرج بها المؤتمر نتيجة الجلسات المكثفة للمحاور المختلفة التى أجريت وهذا سيكون من خلال لقاءات تفعيل لجان متخخصة للمتابعة والتقييم وقد طرح الرئيس مبادرة أن يتم إجراء إجتماع دوري شهري لتحقيق هذا الأمر. موقع "أخبار مصر" www.egynews.net أجرى حواراً خاصاً مع الدكتور محمد باغه أستاذ الإدارة والتمويل والإستثمار بكلية التجارة جامعة قناة السويس حول أهمية المؤتمر الأول للشباب وكيف نستفيد منه ومن توصياته.. نص الحوار. *** كيف ترى أهمية هذا المؤتمر بالنسبة لشباب مصر؟ أهمية المؤتمر تنبع من كونه أول مؤتمر وطنى تحت رعاية رئيس الجمهورية يستهدف اللقاء بشباب مصر من مختلف الفئات الشبابية المكونة للمجتمع المصرى ، كذلك تأتى الأهمية تزامنا مع مرحلة المخاض التى تتعرض لها مصر فى الوقت الحالى ، فكانت فكرة القيادة السياسية دمج ومشاركة أهم عنصر مكون للشعب المصرى وهو عنصر الشباب الذى يشكل ما نسبته تقريبا 60 % للفئة العمرية من 18 سنة وحتى 40 سنة ، اى اننا امام قوة دفع كبيرة لمحركات قوى الدولة الشاملة اذا ما روعى استثمارها على النحو الصحيح ، والإستفادة من هذا المكون الأساسى للمحتمع المصرى والدولة المصرية . *** وماذا عن الشباب المشارك وأهمية الحراك السياسي؟ أظهرت الجلسات المختلفة للمؤتمر ان الشباب المصرى بخير ، والأمل موجود وبقوة لإحياء مشروع الدولة الشبابية المندفعة بقوة نحو تحقيق مكانتها التاريخية المرموقة بين دول العالم كما كانت فى عصور سابقة ، فئة الشباب المشاركة وهم حوالى 3000 شاب من الذكور والإناث ممثلين عن الشباب المصرى ظهروا بمظهر مشرف وجاد ، وقد كانت مداخلاتهم الحوارية تنم عن مدى اهتمامهم بوطنهم ، وتطلعهم نحو المشاركة بجدية فى بنائه .. اما عن الحراك السياسى ، فلا شك اننا امام حالة نادرة من الحراك الإيجابى " العلمى " الذى يبنى ويسير فى طريق الإصلاح الناعم ، ففى ثلاثة أيام فقط استطاع المؤتمر حشد العقول نحو الإلتفات لأهمية المشاركة والإستماع التى تكسب المجتمع كثيرا فى اتاحة المعلومات ومن ثم سد فجوة المجهول الذى ظل مع المواطن يوميا نتيجة غياب الشفافية وفقد الثقة فى المعلومات التى يجدها امامه ممن يتخذون من منصاتهم الاعلامية مدافع لهدم الدولة وبث روح الاحباط واليأس فى النفوس وهذا أخطر ما يكون على قدرة اى دولة نحو النهوض والتقدم . *** كيف يمكن الإستفادة من المناقشات التى تمت؟ فى حقيقة الأمر ان محاور المؤتمر ثرية جدا ، وطرق النقاش اثناء الجلسات كانت مثمرة بتواجد المتخصصين وأصحاب الرؤى بتحليلاتهم نتيجة الإستماع الى المشكلات من المنبع ، لا شك ان هذا الأمر يثرى عملية المساهمة فى حل المشكلات وايجاد الحلول الممكنة لها ، وانوه الى ان المؤتمر ليس هدفا فى حد ذاته بل يلزم على الدولة والمجتمع متابعة تنفيذ التوصيات التى سيخرج عنها هذا المؤتمر ، كل هذا يعد استفادة لاحقة ، ولا يفوتنى ان اذكر ان هناك استفادة متزامنة وجدت مع انعقاد المؤتمر هو ان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد كسر العادة الفرعونية القديمة فى ان يكون الرئيس فى برج عاجى بعيد عن الإستماع للرؤى والمشكلات من أرض الميدان ، واستطاع الرئيس وعلى مدار ثلاثة أيام من وقته ان يصل برسالته للعالم كله وللمجتمع المصرى ان هناك رئيس يستمع وينصت بإمتياز ، ويتفاعل مع كل وجهات النظر حتى وان اختلفت معه … هذا فى حد ذاته نموذج جديد يسهم كثيرا فى علاج كثير من المشكلات . *** ما هي أهم الإيجابيات التى تراها في هذا المؤتمر؟ هناك ايجابيات كثيرة جدا أراها اولها التفاعل المباشر بين قيادات الدولة المصرية وعلى رأسها رئيس الجمهورية والحكومة بأكملها مع العناصر المشاركة من الشباب ، كذلك الدور الحضارى الذى ظهرت به مصر امام العالم ان لهذا الوطن قوة محركة فاعلة الى جانب القوى الأخرى ، كذلك كشف المؤتمر للمجتمع عن امور كثيره تهم دولته واستفاد المواطن بأن عاد له الأمل من جديد بعدما تشبع بجرعات الإحباط والسموم التى تبث له يوميا عبر مواقع التواصل الاجتماعى والاعلام المناهض للدولة . خلاصة القول فى هذه النقطة اننا امام رئيس يفتخر شعب مصر به ، وشباب يجعلنا نطمئن لمستقبل مصر ، ودولة تمشى فى خطوات بناء الثقة ، وشعب يجدد ثقته فيما تتخذه الدولة من اجراءات نحو تقدمها فى البقاء والبناء . *** كيف نتجنب السلبيات في المؤتمرات القادمة؟ فائدة تقييم اى حدث تقوم به الدولة او المجتمع انه يعطى مؤشرات عن جوانب الاخفاق التى تطول اى حدث ، وهذا دور لجان المتابعة والتقييم فى الجوانب الفنية للمؤتمر او المتعلقة بالمشاركات .. نحن نبنى ديمقراطية بمنهج علمى ، والتجارب اعظم معلم لنا . *** كيف ترى أهمية مشاركة الرئيس في معظم الجلسات؟ نموذج جديد يثبت جدية الدولة فى مسارها لتمكين الشباب ، نحن امام رئيس يرى ويسمع ويشاهد بنفسه ، ويتفاعل مع الأخرين لفهم الصورة كاملة عما يدور ويحدث لحل المشكلات واتخاذ القرارات .. مشاركة الرئيس تعطى أهمية بالغة للمناقشات انها ستسير فى اتجاه دراستها والأخذ بما ينتج عنها من توصيات للحل والتطوير .. الرئيس بعث برسائل مهمة جدا لكل مسؤل فى الدولة ، ناهيك عن الرسائل الغير مباشرة المتمثلة فى بث ثقافة الاحترام والتواضع وحسن التعامل والأدب حتى مع من تختلف وجهته السياسية معك ، فالجميع يتحد فى حب الوطن ولكنه الاختلاف فى منهج حبه ، الرئيس من مناقشاته يؤمن بالتنوع وتعدد وجهات النظر طالما كانت الوجهة بناء الوطن واستقراره . *** هل تتوقع تأثير فاعليات هذا المؤتمر على شباب مصر؟ بالطبع .. هناك رسائل مباشرة بالفعل وصلت وكان لها أثر فعال فى طمئنة قطاع عريض من الشعب المصرى ، أهما ان مصر وشبابها بخير ، وهناك من يستمع لهم ، ناهيك عن قنوات الإتصال المباشرة التى ستتواجد لإيصال اهتمامات الشعب لمن يهمه الامر .. وعن توصيات المؤتمر ومالها من تأثير اعتقد ان رئيس الدولة حينما يخصص من وقته ثلاثة أيام ويتفرغ لهذا المؤتمر فإن الأمر يبعث بمدى اهتمام الرئيس البالغ بتحقق أهداف المؤتمر وتوصياته ، خصوصا بعدما اثبتت المناقشات عن مدى وعى واهمية المحاور المطروحة وتفاعل الشباب معها . *** ما هي أهم الجلسات من وجهة نظرك؟ الجلسات تمثل نموذج حلقات جودة او حلقات جودة ، يتحدث فيها الخبراء وأصحاب الرؤى عن الحلول الممكنة امام من ستطبق عليهم هذه الحلول ، هذه الطريقة تتيح لمتخذ القرار فرصة التعرف على ابعاد اتخاذ قراراته ومن ثم اتخاذ ما يلزم نحو تحقيق تطلعات الناس من الواقع وليس من برج عاجى . *** كيف تستفيد الدولة من هؤلاء الشباب ويكونوا هم قادة المستقبل؟ تأهيل الشباب امر فى غاية الأهمية ، وقبل ان يتحدث البعض عن التمكين لا بد من الحديث اولا عن التأهيل ، وتأهيل الشباب يعتمد على تنشئتهم التعليمية والثقافية والعملية منذ الصغر ، الدولة مطالبة على الفور بإصلاح منظومة التعليم بشكل يثرى الشباب من مرحلة الطفولة بالقيم والأخلاق والعادات الايجابية ، وزرع الولاء والانتماء الوطنى وتشكيل وجدانهم نحو تبنى الابداع والابتكار كأسلوب يديرون به حياتهم ، فضلا عن تعليم وتفهيم الشباب بتنبى ثقافة العمل والتعلم المستمر وتطوير الخبرات والمهارات لمواكبة سوق العمل من خلال تعديل المناهج بما يتوافق مع ذلك ، وفى مجال الجامعة لا بد من تطوير المناهج بالربط مع احتياجات سوق العمل ، وبناء علاقة فاعلة مع مجتمع الجامنعة المحيط ، وتبنى الجامعة كحاضنة لأفكار الشباب وكحلقة وصل بينهم وبين ما يهمه الأمر فى سوق العمل او حتى اى قطاع يريد ان يدخله الشاب … فضلا عن دور الدولة فى اصلاح اعلامها الرسمى وضبط المعايير للاعلام الخاص ولغة الخطاب الدينى والسياسى والثقافى …. كل هذه العوامل وغيرها تعطى لنا نتيجة مهمة اننا لدينا مكون بشرى نطمئن عليه لان يتم تمكينه فى المستقبل .