أكد وزير الخارجية سامح شكرى أن إصلاح الأممالمتحدة أصبح أمرا ملحا لتصبح أكثر فعالية في الاضطلاع بالمهام الموكلة إليها. جاء ذلك فى مقال للوزير نشر على المدونة الخاصة بوزارة الخارجية باللغتين العربية والإنجليزية بمناسبة يوم الأممالمتحدة والذى يوافق اليوم الإثنين. وأشار وزير الخارجية إلى أن مسألة إصلاح الأممالمتحدة هي عملية متعددة الأوجه تشمل جميع مجالات أنشطة المنظمة وكذلك جميع ما ينتمي لها من كيانات ومؤسسات ووكالات وتختص هذه المسألة برفع فعالية أنشطة المنظمة في السياق الحالي وتعزيز قدراتها في مواجهة التهديدات والتحديات العالمية المتعددة. وأوضح الوزير أن تحديات القرن ال21 قد كشفت عما ينازع منظومة الأممالمتحدة التي تأسست في القرن العشرين فخلال الآونة الأخيرة وبالنظر إلى الوضع في سوريا والعراق والحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي لم تنجح الأممالمتحدة في تحقيق هدف الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. وأضاف انه وبالمثل وكما أن مجلس الأمن يتمتع بالصلاحيات الكافية لتنفيذ قراراته من قبل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلا أنه في بعض الأحيان لا يتم تنفيذ قراراته أو متابعة تطبيق متطلبات أحكامها بشكل صحيح وعلاوة على ذلك فإن استخدام حق النقض يتعارض مع تطلعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 عضوا حيث أن توسيع العضوية لتشمل أعضاء جدد دائمين وغير دائمين سوف يخلق توازنا عادلا بين الدول المتقدمة والدول النامية الأعضاء في الأممالمتحدة. وفي حين أنه في كثير من الأحيان يصاب مجلس الأمن بالجمود نتيجة التناحر السياسي بين أعضائه الدائمين الذين يتمتعون بحق الفيتو فإن تفعيل دور الجمعية العامة هو جانب رئيسي من عملية تعزيز وإصلاح الأممالمتحدة. وأشار الوزير إلى أن مصر ساهمت بشكل جوهري في أعمال المنظمة منذ عام 1945 إيمانا منها بأهمية وجود نظام عالمي متعدد الأطراف يقوم على أمم متحدة مستقلة وقوية من شأنها أن تنشر رسالتها بشكل مستقل ومحايد. وأوضح أن الآليات القائمة في ميثاق الأممالمتحدة ولا سيما في مجال دعم السلم والأمن الدوليين قد ثبت جدواها إلى حد بعيد ولم تستنفذ بعد إمكانيات تكيفها مع الوضع الدولي المتغير ونحن نأمل أن يقود الأمين العام الجديد للأمم المتحدة جهود الإصلاح التي ينبغي أن تستند إلى مبادئ الشفافية والنزاهة والمساءلة. واختتم بالقول إن ميثاق الأممالمتحدة يدعو لنظام دولي من شأنه تعزيز حقوق الإنسان والتقدم الاقتصادي صحة الفرد والسلام العالمي الذي لن يتحقق إلا بوقوف دول العالم بحزم على مبدأ واحد والعمل لمواجهة التهديدات قبل أن تصبح مدمرة وإن الخوف من الإصلاح يحمل مخاطر أكبر للأمم المتحدة فالإصلاح لن يكون بسيطا ولكنه يستحق العناء.