ذكرت صحيفة"الشرق الأوسط" في عددها الصادر اليوم الإثنين أن مصادر مقربة من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف بالقاهرة، قد كشفت لها عن أنه تم اختيار ثلاثة مرشحين من إجمالي 17 مرشحا لخلافة الدكتور علي جمعة مفتي مصر، تمهيدا لإرسال الأسماء خلال أيام للرئيس محمد مرسي للاختيار. وقالت المصادر التي تحدثت مع "الشرق الأوسط" وفضلت عدم تعريفها، إن من بين هذه الأسماء الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، والدكتور محمد الجبالي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر، والدكتور عبد الرحمن البر أستاذ علم الحديث بكلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة في جامعة الأزهر، والمعروف إعلاميا بمفتي جماعة الإخوان المسلمين وعضو مكتب إرشاد الجماعة. وكانت هيئة كبار العلماء بالأزهر قد شكلت لجنة من بعض أعضائها، هم المفتي الأسبق نصر فريد واصل، والدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف السابق، والدكتور محمد رأفت عثمان، والدكتور أحمد طه ريان، والمستشار القانوني لشيخ الأزهر محمد عبد السلام، ومن المقرر أن تجتمع اليوم (الاثنين) للبت في الأسماء النهائية. وقد تم ترشيح 17 عالما لشغل منصب المفتي خلفا لعلي جمعة (61 عاما) الذي تنتهي فترة عمله مطلع مارس المقبل، والذي تم التجديد له لمدة عام بعد أن بلغ ال(60 عاما) من قبل المجلس العسكري الحاكم سابقا في فبراير عام 2012. واستبعدت المصادر أن يتم التجديد للدكتور علي جمعة لولاية ثانية، بسبب السن ولائحة هيئة كبار العلماء بالأزهر التي تنص على أن المفتي لا بد أن يكون أزهريا منذ بداية دراسته، وأن يكون قد تدرج في تعليمه في المعاهد الأزهرية وكليات جامعة الأزهر. والدكتور جمعة كان استثناء في هذا المنصب، حيث إنه حاصل على بكالوريوس تجارة جامعة عين شمس، لكنه التحق بكلية أصول الدين جامعة الأزهر وحصل على الماجستير في أصول الفقه، ثم الدكتوراه، وعين مدرسا في كلية الدراسات الإسلامية بنين. وكشفت المصادر عن وجود توصية لعدد من أعضاء هيئة كبار العلماء بالتجديد للدكتور علي جمعة لمدة عام، نظرا لبعض المشروعات التي بدأها، وتوقعت المصادر أن يتم إرسال هذه التوصية مع المرشحين الثلاثة للرئيس مرسي. وتنص اللائحة الداخلية لهيئة كبار العلماء، والخاصة بترشيح المفتي، على أن تقترع الهيئة على المرشحين الثلاثة، ويعرض شيخ الأزهر الترشيح على رئيس الدولة لإعمال اختصاصه في إصدار قرار تعيين مفتي البلاد، كذلك أن يكون سن المفتي أقل من ستين عاما، لذلك سيكون اختيار المفتي من خارج هيئة كبار العلماء؛ لأن أعضاءها جميعا فوق سن الستين. وقالت المصادر إن ارتفاع سن أعضاء هيئة كبار العلماء دفع الكثيرين منهم إلى تجديد اقتراح سبق التفكير فيه، بأن يتقدم شيخ الأزهر لمجلس الوزراء يدعو إلى عدم ربط منصب المفتي بسن معينة عند التعيين أو الخروج على التقاعد، بحيث يحق لمن تجاوز عمره ال65 عاما شغل هذا المنصب. ومن شروط اختيار المفتي أن يكون عالما بأصول الفقه وأصول الشريعة، وأن يكون ملتزما بمنهج الأزهر علما وسلوكا، وهو منهج أهل السنة والجماعة، وألا يكون منتميا لأي تيار سياسي أو فصيل أو جماعة، وأن يكون أزهريا فقط. وقالت المصادر إن "هذا الشرط قد يضعف فرصة الدكتور عبد الرحمن البر في تولي المنصب، خاصة أنه ينتمي لجماعة الإخوان، فضلا عن كونه متخصصا في علم الحديث وليس في الفقه أو الفقه المقارن". يذكر أن مفتي مصر كان يتم تعيينه مباشرة من جانب رئيس الدولة، مع الرجوع إلى شيخ الأزهر فقط كي يزكي اسما واحدا ثم ينظر الرئيس في تعيينه.