تتكدس في إحدى مدارس حي بستان القصر في مدينة حلب بشمال سوريا، أكثر من 65 جثة تمت تغطيتها بقماش أزرق لا يظهر منها سوى الوجه ليتاح للعائلات التعرف عليها ، وذلك بعد انتشالها الثلاثاء من نهر في المدينة، حيث تبادل طرفا النزاع المسئولية عن قتلهم. في مدرسة اليرموك الواقعة في هذا الحي الذي يسيطر عليه المقاتلون المعارضون، خصص لكل جثة رقم وتحمل إحدى الجثث آثار تعذيب قاسية، حيث تم إحراق الوجه وأصابه تشويه كامل. وتعود الجثث الى شباب أغلبهم في العشرينات من العمر، وهم مصابون برصاص في الرأس. ومن جانبه , قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن 65 جثة على الأقل قد تم انتشالها من نهر قويق في مدينة حلب الشمالية ، موضحا أن عناصر في مجموعات مقاتلة معارضة يواصلون انتشال المزيد. من جهته، قال مقاتل معارض قدم نفسه باسم "أبو سيف" ، إن المقاتلين قد انتشلوا 78 جثة، ولا زالت 30 أخرى موجودة في النهر، ولا يمكن للمقاتلين المعارضين انتشالها بسبب قناصة القوات النظامية المتواجدين في حي الإذاعة المجاور. وأضاف "أبو سيف" أن نظام الرئيس بشار الأسد قد رماهم في هذا النهر ليصلوا الى المنطقة الخاضعة لسيطرة المعارضة، وليعتقد الناس أن المعارضة هى التى قتلتهم . من جهته، قال مصدر أمني كبير في حلب أن المعلومات تشير إلى أن الجثث بمعظمها تعود لمواطنين من بستان القصر خطفتهم مجموعات إرهابية بتهمة الموالاة للنظام. يشار إلى أنه تدور في حلب كبرى مدن شمال سوريا، معارك يومية منذ شهر يوليو الماضي. وتسيطر المجموعات المقاتلة على عدد من أحياء المدينة، بينما لا يزال عدد منها تحت سيطرة القوات النظامية.