كانت امنيتي الوحيدة علي المستوي العام مع بدايات العام الحالي، الذي قطعنا فيه شوطا طوله ثلاثة اسابيع حتي الآن، هي ان يتغير حال الوطن عما كان عليه في العام الذي مضي غير مأسوف عليه مني أو من غيري،..، علي ان يكون هذا التغيير الي الأفضل. ولم اكن وحدي الذي تمنيت هذه الامنية، فقد شاركني فيها كل المصريين دونما اتفاق بينهم، فما من احد قابلته أو تحدثت معه في بدايات هذا العام إلا وقال لي بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، إنه يتمني ان يكون العام الجديد أفضل بالنسبة لمصر عن سابقه، الذي كان صعبا وقاسيا علي الوطن وجميع المواطنين. وعندما سألني احد الأصدقاء عن حجم التغيير الذي اتمناه، سارعت بالقول اتمني ان نري نهاية لحالة الإنفلات السائدة في كل مكان، وأن تزول حالة الفوضي التي انتشرت في كل موقع، وأن تختفي من حياتنا جميع صور الاهمال والعشوائية، وعدم الانضباط، وأن يعود الأمن والأمان ليحلق بجناحيه فوق الجميع حتي يتأكد كل المصريين انهم آمنون علي انفسهم وأسرهم وأموالهم، وأن حقوقهم وكرامتهم مصونة في ظل دولة القانون. قال صديقي، ولكنك تجاهلت اهم الأشياء، حيث لم تذكر عودة عجلة العمل والانتاج للدوران بكامل طاقتها مرة أخري، رغم ان ذلك اصبح ضرورة حتمية في ظل الأزمة الاقتصادية الضاغطة التي نعاني منها الآن. قلت: علي العكس لقد ركزت جهدي علي ذلك، وكل ما تمنيت وطلبت تحقيقه هو من أجل افساح المجال، وتهيئة المناخ السليم والصحيح لعودة المصانع والمؤسسات والشركات للعمل بكامل طاقتها، ومن أجل هذا تمنيت وطلبت عودة الأمن والأمان، وانتهاء الفوضي والانفلات واختفاء الاهمال والعشوائية. قال صديقي وعلامات القلق تخيم علي وجهه، وهل هناك أمل في ان تتحقق هذه الأماني في ظل ما نراه ونتابعه من احتقان شديد، واستقطاب واضح، وخلاف قائم بين جميع الفصائل والتيارات والأحزاب والجماعات؟! قلت: يا صديقي نحن نأمل ونتمني، وعلي الله قصد السبيل. قال: إن الله رؤوف رحيم، وقد وسعت رحمته كل شيء، فعسي ان يرحمنا برحمته. قلت: هذا ليس بكثير علي الله،..، ولكنه سبحانه لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم. نقلا عن صحيفة الأخبار