يسدل الستار الجمعة على واحدة من أقوى وأكثر النسخ إثارة في تاريخ بطولات كأس الخليج العربي لكرة القدم حيث يلتقي المنتخبان الإماراتي والعراقي في مواجهة مثيرة على كأس البطولة بعد مسيرة رائعة لكل منهما في الدورين الأول وقبل النهائي. ويرفع الفريقان شعار "حياة أو موت" قبل المواجهة التي تعني الكثير لكل منهما وتمثل فرصة ذهبية لكليهما من أجل الصعود لمنصة التتويج بقيادة وطنية نجحت في قهر جميع المنافسين من المدربين الأجانب في المباريات الأربع التي خاضها كل فريق. وشق كل من الفريقين طريقه بنجاح فائق إلى المباراة النهائية مما يجعل كليهما على يقين بأحقيته في التتويج خاصة وأن الفرصة قد لا تواتيه بنفس القوة في مناسبات أخرى. وتأهل المنتخب الإماراتي للنهائي محققا "العلامة الكاملة" وبتميز حقيقي حيث حقق الفريق الفوز في جميع مبارياته الثلاث بالدور الأول للبطولة وتغلب على قطر 1/3 والبحرين 1/2 وعمان /2صفر قبل أن يسقط نظيره الكويتي حامل اللقب بهدف نظيف في المربع الذهبي. وبرهن المنتخب الإماراتي (الأبيض) على أن الاتحاد الإماراتي لم يخطأ عندما أسند مهمة تدريب الفريق للمدير الفني الوطني مهدي علي الذي أعاد ترتيب الأوراق في الفريق معتمدا بشكل كبير على نجوم المنتخب الإماراتي الذين قادهم من قبل للفوز بلقب كأس آسيا للشباب (تحت 20 عاما) في عام 2008 مع تطهعيمهم بعدد من أصحاب الخبرة. وبالفعل , قدم علي صورة رائعة للمنتخب الإماراتي والكرة الإماراتية ربما تفوق ما أظهره الأبيض الفائز بلقب خليجي 18 على ملعبه في عام 2007 , وأصبح الهدف الأول للفريق هو العودة بلقب البطولة الحالية ليكون الثاني للأبيض في تاريخه والأول خارج ملعبه. وخلال مباريات الدور الأول ولقاء المربع الذهبي , أكد المنتخب الإماراتي بما لا يدع مجالا للشك أنه الأبرز في البطولة الحالية من حيث مهارات لاعبيه الفنية والتزامهم الخططي رغم وجود بعض السلبيات على الجانب الدفاعي والتي نجح الفريق في علاجها بمرور الوقت. كما أظهر الفريق إصرارا واضحا على النجاح بغض النظر عن هوية المنافس وهو ما ظهر جليا في مواجهة الكويت بالمربع الذهبي حيث جاء هدف المباراة الوحيد في الدقيقة قبل الأخيرة بينما كانت كل التوقعات تتجه للوقت لإضافي. وظهر ذلك أيضا في مباراة الفريق أمام عمان عندما استعاد أحمد خليل نجم الفريق حاسة التهديف الغائبة عنه منذ عام 2011 وسجل هدفين في آخر عشر دقائق من المباراة. ومع اكتساب الفريق لمزيد من الثقة بعبور العقبة الكويتية في المربع الذهبي , ازداد إصرار الفريق على تحقيق النجاح التام في هذه البطولة والصعود لمنصة التتويج للمرة الثانية في غضون ست سنوات. ويمتلك الفريق العناصر التي تساعده على تحقيق هدفه حيث يضم بين صفوفه مجموعة من أبرزالنجوم من بينهم اللاعب الشاب عمر عبد الرحمن (عموري) المرشح لجائزة أفضل لاعب في البطولة وإسماعيل مطر أيقونة الكرة الإماراتية في السنوات الماضية وأحمد خليل متصدر قائمة هدافي البطولة برصيد ثلاثة أهداف حتى الآن كان منها هدف الفوز على الكويت. وقال مهدي علي , في المؤتمر الصحفي الخميس , "المنتخب العراقي أظهر مستويات جيدة ويمتاز بتنظيم جيد ويعتمد أيضا على لاعبي الخبرة والشباب, أما فريقنا فمستواه في تصاعد مستمر ويقدم عروضا إيجابية, سنكون جاهزين للمواجهة ونطمح لتقديم مستوى أفضل حتى من المباراة الأخيرة أمام الكويت". وردا على الترشيحات التي تصب في مصلحة الإمارات من جانب مختلف وسائل الإعلام , قال علي "نحن سعداء بآراء الشارع الرياضي وتفاعلهم مع مستوى منتخبنا مما يعطينا الحافز والدافع ولكن المباراة تقام على الملعب وليس خارجه ونتمنى أن يوفقنا الله في الحصول على الكأس". وأضاف "نحترم منافسنا كثيرا وندرك أنه سيقاتل لإحراز اللقب , وبالتالي أتمنى التوفيق للأفضل رغم أنني أطمح إلى أن أكون متوجا بالكأس". وفي المقابل , لم تختلف مسيرة المنتخب العراقي عن نظيره الإماراتي كثيرا في الطريق إلى النهائي حيث نجح أسود الرافدين في التربع على قمة المجموعة الثانية (مجموعة الموت) بالدور الأول بعد ثلاثة انتصارات متتالية على السعودية 2 -صفر والكويت 1 -صفر واليمن 2-صفر. ولم تهتز شباك المنتخب العراقي في البطولة الحالية سوى مرة واحدة حتى الآن عندما تعادل مع نظيره البحريني صاحب الأرض في مباراة الدور قبل النهائي والتي امتدت لوقت إضافي استمر معه التعادل 1/1 ليحتكم الفريقان إلى ضربات الترجيح التي حسمت الموقف لصالح العراق. وبرهنت هذه المباراة على حقيقة مهمة وهي قدرة أسود الرافدين على الصمود لفترات طويلة في مواجهة أقوى الفرق خاصة وأن الأحمر البحريني قدم أداء رائعا على مدار الشوط الثاني من المباراة ثم الوقت الإضافي. وجاءت ضربات الترجيح لتمنح حارس المرمى العراقي نور صبري العديد من النقاط الإضافية في سباق الفوز بجائزة أفضل حارس مرمى في البطولة , ومثلما تصدى أسود الرافدين لمهارات الأحمر البحريني والضغوط الجماهيرية , يستطيع الفريق التصدي في مبارتة لسطوة المواهب الإماراتية وضغوط الإرهاق التي يعاني منها لاعبو العراق بعد المباراة العصيبة والشاقة أمام البحرين. كما يمتلك المنتخب العراقي سلاحا آخر يضاعف من عزيمته على تحقيق الفوز وهو الخبرة التي يتمتع بها معظم لاعبيه وفي مقدمتهم الحارس صبري والمهاجم الفذ يونس محمود (السفاح) الذي سجل هدفا واحدا للفريق في البطولة وهو هدف الدور قبل النهائي أمام البحرين ولا يزال شغوفا بتسجيل مزيد من الأهداف في النهائي لترك بصمة واضحة في خليجي 21 . كما تضم قائمة الفريق عددا من أصحاب المهارات الرائعة مثل علاء عبد الزهرة وهمام طارق وضرغام إسماعيل وحمادي أحمد , وقال حكيم شاكر المدير الفني للمنتخب العراقي إن المباراة المرتقبة لفريقه لا تحتمل أي أخطاء , وأوضح شاكر , خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد الخميس , أن مقولة "لكل مجتهد نصيب" يجب أن تطبق أمام المنتخب الإماراتي في نهائي كأس الخليج. وأضاف "من سيقدم أداء أكثر وأفضل على أرض الملعب ويكون في قمة التركيز سيتوج بطلا , المباراة رغم صعوبتها كلقاء نهائي , ليست مستحيلة وستذهب للفريق الذي سيستغل الفرص أكثر من الآخر ويلعب بانضباط وواقعية". وأشار "نتمنى أن يكون اللقب عراقيا ولكن الوصول لهذا الهدف يحتاج لعمل كبير وتضحيات واضحة , ومن سيكون الأكثر استعدادا ذهنيا ومعنويا وبدنيا , ستكون له الكلمة العليا في هذه المواجهة الصعبة".