قدم الاسبوع الرابع من اغسطس دليلا جديدا على ترقب المستثمرين ببورصة مصر حراكا اقتصاديا اكثر جرئة لضخ اموالهم في سوق حيث ظل البيع بهدف جني الاباح طافيا على السطح وكسرت السوق منطقة دعم قوية وتجاهلت وصول وديعة دولارية من الامارات. ومنطقة الدعم هي منطقة على المؤشر الرئيسي تحفز السوق على الصعود عن طريق تحفيز المستثمرين نفسيا على الشراء نظرا لان السوق استطاعت سلفا الارتداد الى الصعود من هذه المنطقة. وعلى صعيد حركة المؤشرات القياسية، هبط مؤشر السوق الرئيسي "إيجي اكس30" – الذي يضم اكبر 30 شركة مدرجة – بنسبة 2.23 % مسجلا 8131 نقطة. وتراجع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "إيجي اكس 70" بنحو 0.61 % مسجلا 363 نقطة. وبلغت خسائر مؤشر "إيجى اكس 20" متعدد الأوزان النسبية نحو 2.33 % مسجلا 8227 نقطة. وسجل مؤشر "إيجي اكس 100" الأوسع نطاقا ارتفاعا محدودا بلغ 0.03 % ليبلغ مستوى 811 نقطة. ووفقا لتقرير البورصة الاسبوعي، فقدت القيمة السوقية للاسهم المدرجة 4.4 مليار جنيه مقابل الاسبوع الماضي ليبلغ رأسمال السوقي نحو 412.2 مليار جنيه بانخفاض 1.1 %. وسجلت السوق تداولات هزيلة بلغت 3 مليارات جنيه مقارنة بنحو 6.2 مليار جنيه الأسبوع السابق. واورد ايهاب سعيد مدير التحليل الفني بشركة سمسرة في تصريح لوقع اخبار مصر ان المؤشر الرئيسي واصل التراجع في اتجاه مستوى الدعم 8200 نقطة وتجاوزه لأسفل فى اتجاه 8131 نقطة واغلق الخميس بالقرب منه. وفسر ذلك بتاثر السوق بعمليات جني الارباح التي واصلت سيطرتها على اداء غالبية الاسهم القيادية للاسبوع الثاني على التوالي نظرا لغياب الاخبار المحفزة بعد استيعاب السوق لكافة الاحداث الايجابية الاخيرة المتعلقة باعلان الحكومة عن برنامجها للاصلاح الاقتصادي بتمويل من صندوق النقد الدولي وبعض الجهات الاخرى. وديعة الامارات وتثبيت الجنيه وذكر سعيد ان ايداع الامارات وديعة دولارية لدى البنك المركزي واستمرار تثبيت سعر الصرف كانا اهم احداث الاسبوع الاقتصادية. واستقبلت مصر وديعة بمليار دولار من دولة الامارات بفائدة مخفضة لمدة 6 سنوات لدعم الاحتياطي النقدي ضمن حزمة ودائع خليجية تقدر بحوالي 6 مليارات دولار. واضاف "لم يكن للاعلان عن الوديعة اى تأثير يذكر على اداء السوق نظرا لضعف قيمتها مقارنة بالازمة الخانقة التي يعاني منها الاقتصاد المصري والذي بلغت فاتورة واراداته خلال العام الماضي قرابة 90 مليار دولار, مما يعني ان الوديعة لا تكفي لتغطية الواردات سوى لثلاثة الى اربعة ايام فقط". وذكر ان استمرار سياسة تثبيت قيمة الجنيه على الرغم من اعلان المركزي مرارا وتكرارا اعتماده سياسة مرنة خلال الفترة المقبلة زاد من الترقب داخل السوق. واشار الى ان تأجيل خطوة تحريك سعر الصرف تعود لانتظار البنك حزم الدعم من دول الخليج وكذلك الشريحة الاولى من قرض صندوق النقد الدولي لدعم الاحتياطي النقدي قبل الاقدام على اتباع سياسة التعويم المدار. والتعويم المدار هو سياسة مالية تعني ترك سعر العملة للتحرك وفقا للعرض والطلب الا انها تتيح للبنك المركزي التدخل لضبط السوق حال تعرض الجنيه للمضاربة. الاموال الساخنة وذكرت الدكتورة هدى المنشاوي العضو المنتدب لشركة تداول أوراق مالية ان السوق تلقت ضغوطا من حركة الاموال الساخنة التي وجهتها مؤسسات الى المضاربات بجانب تبادل الادوار بين المؤسسات المصرية والاجنبية بين البيع والشراء. و مصطلح الاموال الساخنة يطلق على الأموال التي تتحرك بسرعة شديدة من استثمار إلى آخر على مستوى العالم مستبقة فرصا استثمارية ذات عائد أعلى في المدى القصير. وذكرت ان السوق اكدت على كسر الدعم المهم عند 8200 نقطة مع غياب الانباء المحفزة على الصعود. واضافت ان السوق تتجه الى منطقة الدعم التالية بين 8100 و8130 نقطة والتي من المهم عدم كسرها الى اسفل نظرا لما يسببه ذلك من الهبوط الى مستويات سعرية ادني. "لابد ان تصعد السوق الى 8324 نقطة الاسبوع القادم لاستكمال الصعود خاصة وان الاتجاه العام للسوق صاعد على المديين القصير والمتوسط.. وحال هبوط المؤشر الى 7836 نقطة فانه يمثل منطقة خروج اجباري للمستثمر متوسط الاجل.. ويلى ذلك 8050 نقطة وهو ما يعد منطقة خروج اجباري للمضاربين قصيري الاجل"، بحسب المنشاوي. واضافت المنشاوي "السوق تتحرك حاليا في قناة سعرية – نطاق – ما بين 10530 نقطة حققتها في 4 فبراير 2015 و5508 نقطة حققتها في 17 يناير 2016". وافادت بان السوق تترقب عدد من الانباء الايجابية منها موافقة صندوق النقد النهائية على اقراض مصر 12 مليار دولار وبدء وصول دفعات القرض فعليا الى مصر لاعادة ثقة المستثمرين خاصة العرب والاجانب في الاقتصاد. وتترقب السوق – وفقا للمنشاوي – اعلان موديز تصنيفها الائتماني لمصر والمنتظر اصداره بنهاية اغسطس، فضلا عن اعلان البنك الاتحادي الفيدرالي (المركزي الامريكي) عن اسعار الفائدة على الدولار مما قد يحدث تغيرا في حركة الاموال خاصة الساخنة. الاسهم الكبرى وعن حركة الاسهم القيادية ذات الوزن النسبي الاعلى بالمؤشر الرئيسي، واصل سهم البنك التجاري الدولي صاحب الوزن النسبي الاعلى التراجع باتجاه مستوى 48.70 جنيه قبل ان يغلق قرب 49 جنيها. ومالت حركة سهم مجموعة طلعت مصطفى القابضة – صاحب المركز الثاني من حيث الوزن النسبي – الى الاداء العرضي بين مستوى الدعم الجديد 5.80 جنيه ومستوى المقاومة 6.20 جنيه قبل ان يغلق عند 5.82 جنيه. وواصل سهم جلوبال تيليكوم صاحب المركز الثالث من حيث الوزن النسبي التراجع وفشل في التماسك اعلى مستوى الدعم 3.90 جنيه واتجه الى 3.73 جنيه قبل ان يغلق عند 3.76 جنيه. وتحرك سهم المجموعة المالية هيرميس القابضة صاحب المركز الرابع من حيث الوزن النسبي تحت ضغط جني الارباح بعد فشله في تجاوز مستوى المقاومة بين 13.80 – 14 جنيها واغلق قرب 12.31 جنيه.