ما حقيقة حيتان الساحل و"قروش السخنة "وتمساح النيل ؟

لماذا طفت الحيتان الى سطح المياه الساحلية ؟ والى أى مدى تهدد حياة المصطافين ؟ وكيف نتفادى خطورة أسماك القرش بعد حادث العين السخنة ؟..كلها أسئلة تؤرق المصطافين والمترددين على السواحل بعد انتشار فيديوهات وصور لحيتان على شواطئ الإسكندرية والساحل الشمالي منها فيديو حوت نافق على شاطئ حمام كليوباترا بمرسى مطروح.
ولعل الأخطر من ذلك تداول فيديو لقرش بمنطقة البحر الأحمر يهاجم مصطافين مما بث الرعب بين رواد المنطقة من التعرض لحوادث خاصة عقب تعرض الشاب عمرو عبد الخالق لحادث بالعين السخنة وعلى مستوى العالم هناك سوابق من أبرزها تعرض غطاس تونسي لهجوم من سمكة قرش أبيض عام1909، فقد بسببه احدى ساقيه ، وصنف خوسي لويس بيريز دياس كأول متزلج على الماء في العالم يجرح من قرش أبيض؛ حيث ضرب القرش مؤخرة لوح التزلج، وما أن حاول لويس إعادة السيطرة عليه حتى عاد القرش ليعضه مرة أخرى وينتزع قدمه .بل روجت بعض مواقع "السوشيال ميديا" لصور تمساح ضخم يسير تحت كوبرى قصر النيل فاتحا فمه بحثا عن فريسة .
حوت واحد جوال
وبحثا عن حقيقة ظهورالحيتان والقروش والتماسيح والاسلوب الأمثل للتعامل معها ، أجرى موقع أخبار مصرتحقيقا التقى فيه د.محمد سالم رئيس الادارة المركزية للتنوع البيولوجى بوزارة البيئة ،فقال إن الفيديوهات والصور المتداولة كلها لحوت واحد ظهر على امتداد 40 كيلومترا بمنطقة الساحل الشمالى ولم يظهر منذ التاسعة ونصف صباح الجمعة الماضية .
وأوضح أن سبب طفو الحوت على سطح مياه الساحل أنه فى فصل الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة يقترب من أماكن توافر غذائه بكثرة على السواحل، ولكن لحوم البشر ليس من غذائه على الاطلاق لأنه لايأكل سوى الكائنات الدقيقة المتوافرة بمياه البحار بكثرة بعد تصفيتها من المياه ويوميا يأكل نحو 5% من وزنه كائنات دقيقة حيث يسحب الحوت كميات كبيرة من المياه تحتوى على كائنات دقيقة جدا، وبعد ذلك يضخ هذه المياه من فتحة أعلى فمه، ويحتجز بها الكائنات الدقيقة التي يتغذى عليها، حيث يصفيها الحوت حتى لا تخرج من فمه.
وذكر خبير التنوع البيولوجى أن الأحوات المتوافرة بالبحرين الابيض والاحمر نوعان حوت غير مسنن واخر بأسنان وكلاهما لايضر الانسان لأن الحوت من أذكى الكائنات البحرية ويميز جيدا نوع الغذاء الصالح له ولم يسبق رصد حوادث لمهاجمة حيتان للبشرلأنها مثل الدرافيل ، ولاتوجد أنواع شرسة من الحيتان إلا "الحيتان القائلة "،و تتواجد فى أحواض تدريب بأماكن باردة بالقطبين الشمالى والجنوبى وتم بالفعل رصد حركات عنيفة لها لكنها لاتصل الى القتل وذلك أثناء تدريبها على العروض الترفيهية مثل ضرب المدرب بزعنفته .
الأخطاء البشرية وراء حوادث القروش
أما بالنسبة لأسماك القرش،فأكد د.محمد سالم انها تظهر بشكل منتظم على سطح مياه البحر الاحمر بالغردقة وشرم الشيخ والسويس ومنها أيضا انواع ومن المحتمل أن تهاجم الانسان لكن المسألة ليست خطيرة مادام المصطافون ملتزمون بسلوكيات صائبة فى التعامل مع المياه الساحلية مثل عدم ممارسة أنشطة خاطئة أو العوم بمناطق مياه مفتوحة .
وتابع د.سالم :القروش والحيتان تتواجد بالبحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط و هناك عدة حوادث حدثت بالفعل في عدة دول حول العالم تم خلالها هجوم أسماك قرش على من يسبحون بالبحار ولكن احتمالية حدوث ذلك أكثر في المياه العميقة ومصر من أقل الدول تسجيلا لحوادث القروش حيث سجلت منذ 2011 حتى الآن حادثين منهما حادث وفاة بمرسى علم لسائح ألمانى والاخربالعين السخنة وترتب عليه بتر قدم شاب مصرى مؤخرا وفسرته الوزارة بحدوث خطأ بشرى كالعوم فى منطقة بها مراكب صيد محذرة من تداخل أنشطة غير ملائمة للبيئة البحرية مثل ممارسة الصيد والقاء المخلفات من السفن واللنشات فى أماكن مخصصة للسباحة والاصطياف .
ولفت الى أن حادث قرش شرم الشيخ عام 2010 كان له ظروف خاصة .أما أمريكا فسجلت 60 حادثة هجوم لقروش بالمناطق الساحلية خلال 2015 مقابل 40 حادثة باستراليا .
السواحل آمنة
وأكد د.سالم للمصطافين أن السواحل آمنة وتخضع لرقابة غرفة عمليات الوزارة ويمكن لأى مصطاف يلاحظ حوتا أو قرشا إبلاغ الوزارة فورا عبررقم التليفون أو الواتساب المعلن على موقع الوزارة لسرعة التصرف ومتابعة ورصد أي إشارة ولو كانت صغيرة على ظهور حوت أو قرش .
وفيما يتعلق بسبب ظهور الحوت النافق منذ أشهر بمرسى مطروح ذكر رئيس الادارة المركزية للتنوع البيولوجى بوزارة البيئة أنه ربما تعرض لحادث اصطدام بمركب أو ناقلة أو مات بشكل طبيعى ثم طفا لثقل وزنه على السطح وتم دفنه بشكل آمن دون تلويث البيئة .
العودة للأعماق
وبالتواصل مع وزارة البيئة حول الاجراءات المتبعة للمسح والمتابعة والتعامل ، رشحت د.جمال جمعة مدنى رئيس قطاع المحميات الطبيعية بوزارة البيئة لشرح الموضوع،فصرح د.جمال جمعة للموقع بان الوزارة تتلقى البلاغات سواء من قوات حرس الحدود أو المواطنين وتأخذها بمأخذ الجدية وتتحقق من مصدر البلاغ حقيقى أم غير حقيقى ؟.
وأوضح د.جمال مدنى أن وزارة البيئة قد تلقت بلاغا بظهور الحوت فى مارينا بالساحل الشمالى وتم تشكيل غرفة عمليات للمتابعة وأرسل رئيس قطاع المحميات الشمالية لنشات وغواصين للبحث عنه بالمنطقة .
وأجرى فريق البحث بوزارة البيئة المكلف برصد حوت الساحل الشمالي ، عملية مسح بحري للوصول إلى عدد من النقاط التي تم مشاهدة الحوت بجوار شواطئها خلال الفترة الماضية بموازاة الشريط الساحلي.
كما تم تلقى بلاغ من قوات حرس الحدود عن مشاهدات أول بوم العيد بعد مارينا تجاه الشرق وتم ارسال وفد من الوزارة قام بجولة بحرية فى المياه العميقة وتبين ان الحوت عاد للمياه العميقة وقد يعاود الصعود مرة اخرى.
ونصح بعدم ازعاج الحوت والابتعاد عنه حال ظهوره لافتا الى أنه لم يؤثر على السياحة بل ان بعض السائحين والمصطافين مولعين بالتقاط صور معه .
ونبه د.جمال مدنى الى ظهور فيديوهات مفبركة لحوت "الهانوفيل" وهى لحوت قديم ظهر فى شرم الشيخ طوله 15 مترا وتم دفنه من 3شهور وكذلك ليس صحيحا ماتم ترويجه على مواقع التواصل الاجتماعى من ظهور تمساح تحت كوبرى قصرالنيل.
وهنا أكد يحيى جادو رئيس جمعية حماية النيل انه ناقش قضية صور تمساح النيل فى اجتماع مع وزير البيئة ،اكد خلاله الوزير عدم ظهور التمساح اسفل كوبرى قصر النيل وان هناك فرقا مسحت مياه النيل ولم ترصد تماسيح .
وأضاف جادو أن الجمعية تتابع اى جديد وتتواصل مع الوزارة وتقوم بتوعية المواطنين .
البحث عن الغذاء
أما د.محمد سويلم أستاذ تربية الاسماك بمعهد علوم البحارفأوضح أن اسماك القرش والحيتان تعيش فى الاعماق ولكنها قد تطفو فى سرب لسطح المياه بحثا عن غذاء أو الهجرة لمشكلة بيئية وتظهر بمناطق التقاء البحار بالمحيطات ولها أنواع منها غير المسنن .
وأكد د.سويلم أنها لاتتغذى على الانسان وانما تلدغه ولا تبلعه وعادة تأكل كلب البحر مشددا على ضرورة ابتعاد الانسان عنها وتلافى خطرها.
وحذر من اصطياد أسماك القرش لعدم التسبب في إحداث خلل بالبيئة البحرية وظهور كائنات وأنواع جديدة من الأسماك أكثر عدوانية وقربا من الشواطىء لأن نشاط الصيد يثيرها.
الحوت مهدد بالانقراض
وفى السياق أعلن الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة أن هناك أنباء تفيد بظهور الحوت في شواطئ مرسى مطروح عقب ظهوره في شواطئ مارينا ومراقيا بالساحل الشمالي مؤخرا، مناشدا المواطنين الإبلاغ عن مكان الحوت من خلال الأرقام الموجودة على موقع وزارة البيئة.
وأضاف فهمي أن الحوت من الأنواع المدرجة في القائمة الحمراء المهددة بالانقراض وإن مصر عليها الحفاظ عليه طبقا للاتفاقات الدولية الموقعة عليها مصر، لافتًا لعدم خطورته على المواطنين، وضرورة عدم التعرض له بسوء.
وأوضح وزير البيئة إن الحوت طوله لا يتجاوز ال 7 أمتار وعمره عامان، وإنه انفصل عن السرب التابع له ويحاول العودة لبيئته الطبيعية في المياه العميقة، مؤكدا أن الفيديوهات المتداولة عن نفوق الحوت ليس لها أساس من الصحة.
وأكد وزير البيئة، إن حوت الساحل الشمالي لا يمثل خطرا على المواطنين طالما لم يظهر المصطافون أي تصرف عدائي تجاهه؛ لأنه يحتاج معاملة معينة ، مشيرا إلى أن الوزارة تحتاج معاونة المواطنين.
خط ساخن للبلاغات
وناشدت وزارة البيئة المواطنين المشاركة الإيجابية في عملية رصد الحوت،وذلك بالإبلاغ الفوري عقب المشاهدة بالخط الساخن لخدمة المواطنين 19808،وإرسال إحداثيات موقع رصد الحوت على خرائط جوجل، في رسالة خاصة على الصفحة الرسمية وزارة البيئة المصرية لسرعة توجه فرق العمل المنتشرة في الأماكن التي يحتمل ظهور الحوت بها اوالإبلاغ عن موقع رصد الحوت عبرالواتساب على رقم 01063195177 مدعما بإحداثيات الموقع من على خرائط جوجل وبعض الصور أو مقطع فيديو.
**ويبقى التساؤل الشائك :بعد"حوت الساحل وقرش السخنة"..هل تحظرالمصايف نزول البحر أم تنشر ارشادات وزارة البيئة وتترك الخيار للمصطافين للمغامرة الحذرة التى ربما تروج "بدل الغطس" المجهزة ؟