تحرير و ترجمة : خالد مجد الدين محمد وصلت الحرب التجارية الشعواء بين العملاقين الصين و الولاياتالمتحدة الى سوق الطاقة الشمسية حيث اقرت وزارة التجارة الأميركية تعريفة جمركية جديدة على الواح انتاج الطاقة الشمسية ، فيما يعد إضافة جديدة للضغوط المالية على الشركات المصنعة الصينية التى تكافح و تعاني خسائر فادحة بسبب ضعف الطلب وحرب الاسعار . و طالبت الصين بإلغاء واشنطن الرسوم الجمركية الجديدة على ألواح الطاقة الشمسية ، التى قد تخرج المنتجين الصينيين من السوق الأمريكية . وقال المتحدث باسم وزارة التجارة شن دانيانج في بيان الخميس "إن الولاياتالمتحدة تحرض على مزيد من الخلافات التجارية في مجال الطاقة الجديدة وإرسال إشارات سلبية للعالم أجمع حول الحمائية وعرقلة تطوير تنمية الطاقة الجديدة .. واننا نأمل من الجانب الأمريكي تصحيح الاوضاع الخاطئة والإنهاء المبكر لتلك التدابير ". وقد أقرت وزارة التجارة الامريكية -حسب الواشنطن بوست -تعريفة تتراوح بين 18 %إلى ما يقرب من 250 % على المنتجين الصينيين لألواح الطاقة الشمسية ، لمواجهة دعم بكين غير اللائق لهذه الصناعة و ذلك ردا على شكوى تقدمت بها مجموعة من الشركات بقيادة شركة أوريجون للطاقة الشمسية ، اكبر صانع امريكى للخلايا والألواح الشمسية من السيليكون. وتأتى التعريفة الامريكيةالجديدة في وقت حرج للمصنعين الصينيين الذين أعلنوا عن خسائر بلغت مئات الملايين من الدولارات هذا العام. وقال متحدث باسم احدى الشركات القابضة للطاقة الخضراء ، وهى واحدة من أكبر منتجي الالواح الشمسية بالصين ، ان التعريفات الجمركية التى تقدر بحوالي 30 % المفروضة على الشركة من شأنها أن تجعل المبيعات فى الولاياتالمتحدة غير مربحة خاصة وان هوامش الربح الإجمالية في صناعة الطاقة الشمسية هى حوالي 10 % وهو ما يعنى إغلاق الباب أمام التصدير إلى الولاياتالمتحدة . وفى الوقت الذى ترفض فيه الشركات الصينية المنتجة لالواح الطاقة الشمسية الاتهامات الامريكية لها بالبيع بأسعار منخفضة .. يشكو المنافسون الأجانب من دعم الحكومة الصينية لمصنعي الالواح الشمسية في شكل خفض تكلفة الحصول على الأراضي والقروض المصرفية وغيرها من الموارد.وترد بكين بان ما تقدمه لهذه الصناعة من تقديم المنح البحثية والاعفاءات الضريبية تلك تتماشى مع التزامات التجارة الحرة والممارسات من قبل الحكومات الأخرى. وحذرت الشركات المصنعة للمعدات الطاقة الشمسية الصينية في وقت سابق من ان العقوبات قد تؤدي إلى خسارة الوظائف الأمريكية لأن الشركات الأمريكية سواء كانت من مشتري المنتجات الصينية أومن الموردين للمواد الاولية ستخسر مع خسارة الصيينين الذين ينفقون نحومليارى دولار سنويا لشراء مواد مثل البولي سيليكون من الموردين في الولاياتالمتحدة. ويبرز هذا النزاع التوترات بشأن ما إذا كان الاقتصاد الذى تسيطر عليه الحكومة الصينية ينبغى ان يعامل على أساس انه سوق الحرة.. فلطالما ضغطت بكين على الولاياتالمتحدة وأوروبا لتمنح رسميا هذا الوضع ، الذي من شأنه أن يجعل من الصعب طرح شكاوى الإغراق وغيرها، ولكن لم يوافق أي من شركائها التجاريين الرئيسيين على هذا . هذا وقد نمت صناعة الألواح الشمسية الصينية بسرعة على مدى العقد الماضي كما حدث فى المانيا واسبانيا وبعض الدول الاخرى التى تشجيع الطاقة المتجددة وتقدم الإعانات والقروض المنخفضة التكلفة. وأعلن قادة الصين الشيوعية ان الطاقة الشمسية، إلى جانب مجالات مثل التكنولوجيا الحيوية والفضاء، "كصناعات استراتيجية ناشئة" يرجى تنميتها كجزء من الجهود الرامية إلى تحويل الصين من دولة ذات الأجور المنخفضة من المزارعين وعمال المصانع إلى مبدعين للتكنولوجيا. وكنتيجة لهذه السياسة ، قامت مئات من الشركات الصينية المنتجة للألواح الشمسية، التي أغرقت السوق وخفضت الأسعار مما قادها إلى مستويات غير مربحة. و الحرب على الشركات الصينية ليست من الولاياتالمتحدة فقط ، فعليهم ايضا مواجهة إلاجراءت والتعاملات الاوروبية الجديدة ، ففي يوليو، قدم 25 من منتجي عتاد الطاقة الشمسية بما في ذلك شركات من المانيا وايطاليا واسبانيا شكوى لمكافحة الاغراق أمام الاتحاد الأوروبي.