قد تكون أوروبا في خضم أزمة بينما أمريكا الشمالية تتعافى من الركود ، ولكن هذا لم يمنع الناس من السفر ، على العكس من ذلك و على الرغم من المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، أظهرت مؤشرات السياحة العالمية مرونة لا تصدق ، فلاول مرة تحقق الرحلات الدولية رقم المليار مسافر في عام 2012. و وفقا لأحدث التقديرات من منظمة الأممالمتحدة للسياحة العالمية، بلغ عدد السياح 467 مليون سائح في النصف الأول من عام 2012 ( بزيادة 22 مليون سائح عن نفس الفترة من عام 2011)، و قد دفع هذا التقدير منظمة السياحة الدولية ان تعتقد اعتقادا راسخا ان الرحلات الدولية على الطريق الصحيح لتحقق رقم المليار سائح بحلول نهاية العام. ففى عام 2011، وصل عدد السياح الدوليين الى 990 مليون سائح مع اجمالى إيرادات بلغ 1.2 تريليون دولار، أو ما يقرب من 6 في المئة من صادرات العالم من السلع والخدمات. طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة الدولية قال في افتتاح منتدى اقتصاد السياحة العالمي في ماكاو ان "السياحة هي واحدة من القطاعات الاقتصادية القليلة في العالم الذى ينمو بقوة، دافعة التقدم الاقتصادي في البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء، والأهم، انها تخلق وظائف تشتد الحاجة إليها". و يشير تقرير المنظمة الدولية هذا العام، الى زيادة عدد الرحلات الدولية في جميع مناطق العالم، وتقود الطريق دول آسيا ومنطقة المحيط الهادئ مع نمو بلغ 8٪. ويرجع الفضل في انتعاش السياحة اليابانية الواردة والصادرة وكذلك استمرار الأداء القوي في الأسواق الأخرى بالمنطقة. وعلى وجه الخصوص وجهات في جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا، أظهرت بعض من أقوى الأرقام، مع نسبة نمو تتجاوز 9 في المئة. وقال الرفاعي انه "على الرغم من تأثر آسيا بالأزمة الاقتصادية عام 2008-2009 بسبب الروابط القوية مع الاقتصادات الأخرى، فإن المنطقة قد ارتدت بسرعة واصبحت اليوم رائدة في الاقتصاد العالمي. وينعكس هذا بوضوح في أرقام السياحة ". أفريقيا، أيضا، سجلت أرقام قوية في النصف الأول من عام 2012، معظمه بسبب عودة المسافرين إلى وجهات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط، بنسبة 11 في المئة بزبادة 0.7 في المئة على التوالي. أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى كوجهه و ممقصد أظهرت أيضا تقدم كبير خلال العام الماضي بنسبة 6 في المئة، بعد معدلات نمو إيجابية أيضا على مدى العقد الماضي. عبر المحيط الأطلسي، نمت الرحلات الدولية فى الأمريكتين تمشيا مع المتوسط العالمي بنسبة 5 في المئة، بينما تقود الطريق أمريكا الوسطى بنسبة(7 في المائة) وأمريكا الجنوبية بنسبة (6 في المائة). وتقول المنظمة الدولية للسياحة ان امريكا الجنوبية كانت واحدة من المناطق الفرعية التى حففت نمو سربع فى السياحة الداخلية والخارجية على حد سواء، في السنوات الأخيرة. ومنطقة البحر الكاريبي، لا تزال نشطة مع نمو بنسبة 5 في المائة، في حين نمت أمريكا الشمالية بنسبة 4 في المائة. كذلك ارتفعت أوروبا، القارة الأكثر زيارة في العالم، ، وعززت نموها بنسبة 4 في المائة في عام 2011 على الرغم من المخاوف بشأن منطقة اليورو المضطربة. وأظهرت أوروبا الوسطى والشرقية أكبر نسبة تنمية في المنطقة بنحو 7 في المائة، وحافظت أوروبا الغربية بالمتوسط العالمي 5 في المئة، في حين جنوب البحر الأبيض المتوسط وأوروبا تباطأ إلى 1 في المائة، ويرجع ذلك جزئيا إلى الانتعاش من الوجهات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط. وفى الوقت الذى سجلت فيه الصين والاتحاد الروسي نموا قياسيا بنسبة 30 في المئة و 15 في المئة على التوالي. على الجانب الآخر، كان النمو في السفر إلى الخارج بطيئا نسبيا أو سلبيا في المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا واستراليا. وحذر الرفاعي من انه رغم الأرقام التى تبشر بالخير عام 2012، لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به."ونحن فى الطريق لتحقيق معدل المليار، نحن بحاجة لضمان أن يتم اعتماد السياسات الوطنية الملائمة لقطاع السياحة والتي تعمل على تقليل الحواجز القائمة أمام التوسع في هذا القطاع، مثل إجراءات التأشيرة ، وزيادة الضرائب المباشرة أو ضهف الاتصالات .. ان التحديات الثلاثة الكبرى التي تواجه السياحة والسفر في السنوات المقبلة هي الراحة في السفر، وضريبة الدخل ودرجة أعلى من التعاون في كافة المجالات الصناعية".