تساؤلات حائرة وهالة جذابة من الغموض تحيط بمغامرة فضائية مرتقبة لاكتشاف أسرار الكون ،يقوم بها شاب طموح لقب بأول رائد فضاء مصرى بعد فوزه بالمسابقة التى أقامتها "ناسا " لإرسال رواد فضاء بدءً من2017 لإجراء بعض التجارب العلمية. إنه المهندس أكرم عبد اللطيف الذى حاوره موقع أخبار مصر للرد على الكثير من التساؤلات حول معايير اختياره ليكون أول رائد فضاء مصرى والمهام المكلف بها فى رحلته العلمية بناسا وطقوس برنامج التدريبات المكثفة حتى يتأهل لهذه الرحلة و تجاربه السابقة و فوائد تجارب الفضاء للبشرية ورحلات اللاعودة للمريخ و مدى دعم الجهات المعنية وموقف أسرته.. واليكم نص الحوار: موقع أخبارمصر :*لماذا اخترت العمل بمجال الفضاء ؟ -أنا أحب الفضاء من أجل اثراء العلوم و ما نستفيد به من انجازات علمية على الارض. وطول عمري بحلم بالسفر للفضاء،لأنها فرصة عظيمة لتحقيق إنجاز كبير، أولتوسيع آفاق العلم ، ومعايشة أجواء فريدة من الإثارة وتدريب الجسم والنفس على تحدى قوانين الكون والتأقلم مع مختلف الظروف . *كيف التحقت ببرنامج ناسا لرواد الفضاء ؟ -تم اختيارى في 2015 ضمن البرنامج المدعوم من "ناسا" كرائد فضاء وعالم لإجراء تجارب لدراسة الغلاف الجوي على ارتفاع 100 كم, وأنا حاليا أخضع لتدريبات تأهيلية شاقة بجانب تحضيرى الدكتوراه في جامعة ميونخ التقنية . وعندما فتحت وكالة ناسا باب التسابق للالتحاق بالبرنامج تقدم نحو800 متسابق من مختلف الجنسيات، فازمنهم 12 متسابقا فقط كنت المصرى الوحيد بينهم وذلك مثلما قام القائمون على برنامج الفضاء السوفيتي عام 1960بعمليات بحث دقيقة للعثور على الأشخاص المناسبين من أجل تدريبهم وتجهيزهم للمهمة الفضائية المرتقبة . *من يمول هذا البرنامج ؟ -بعض الشركات الخاصة تمول البرنامج لإتاحة الفرصة لكثير من الأفراد ليلتحقوا ببرامج الفضاء والتي كانت وكالات الفضاء تقصرها على أبناء وطنها فقط لأنها تحتاج تمويلا ضخما . *كيف يتم تدريبك بهذا البرنامج فى ألمانيا ؟ -البرنامج يهدف الى تدريب رواد فضاء على ظروف الحياة بالفضاء على التمارين التي تساعد علي تحمل أربعة أضعاف قوة الجاذبية ‘ وأنتظر أن يتم بعد اختتام تدريبات ريادة الفضاء اختيارى للمشاركة باحدي المهمات الفضائية المزمع انطلاقها عام2017. والمعروف أن هناك نحو 40 شخصا تم اختيارهم من جميع أنحاء العالم،ليخضعوا لتدريبات مكثفة استعدادا لرحلة «مارس 1» المتجهة إلى كوكب المريخ بلا عودة، وفقًا لمنظومة تحدي الغذاء والماء والأكسجين والهواء، وتمارين الجسم والعقل والتفاعلات الاجتماعية والدعم الطبي والتحكم في المناخ. *ما مهمتك المكلف بانجازها ؟ -الرحلة تتضمن دراسة الغلاف الجوي على ارتفاع 100 كم *كيف تستفيد من رحلتك فى خدمة العلم ؟ -أتمنى المساهمة فى مواجهة الفيروس الكبدى سي بمصر لأنها تؤرقنى ، ولذلك تقدمت بمشروعى البحثي التخصصى للمشاركة فى هذه المسابقة لإنتاج بلورات لاثنين من بروتينات الفيروس الكبدى سى فى بيئة ذات جاذبية متناهية الصغر لمدة دقائق على ارتفاع 100 كيلومتراً بالفضاء تُختبر فيها العينات وكيفية تفاعلها معها، والوصول للحلول الكفيلة بالتعرف على طبيعة الفيروس بشكل أفضل للتوصل لنقاط ضعفه والقضاء عليه. *ما حجم الدعم الذى حظيت به ؟ – أنا مدعم بكل التشجيع من مصر و ألمانيا *ما تعليقك على رحلات كبار علماء الفضاء للمريخ بلا عودة ؟ -فكرة الذهاب للمريخ بلا عودة لا تستهويني رغم انه فور الإعلان عن هذه الرحلات تم تسجيل نحو 78 ألف طلب للسفر، معظمهم من الشباب الذين يبحثون عن فرصة لحياة أفضل. والمنتظر أن يتم اختيار دفعة أولى للسفر بلا عودة إلى كوكب المريخ، ليقيموا مستعمرة إنسانية هناك عام 2021، بعد ارسال مركبة استكشافية عام 2018 لتحديد أفضل مكان للاقامة على سطح المريخ . *من مثلك الأعلى فى عالم روادالفضاء ؟ رائد الفضاء الروسي يوري جاجارين الذى وقع الاختيار عليه من بين 20 آخرين تم تدريبهم على تحمل الظروف النفسية القاسية لنجاح مهمته في 12 أبريل1961، كأول رائد فضاء يرى الأرض من الفضاء الخارجي على متن "فوستوك 1". *المريخ هو الكوكب الأمثل للعيش في مجرتنا الشمسية، لكن ما التكنولوجيا التى تمكن البشر من الحياة هناك ؟ -مازالت وكالة ناسا تسعى لاستكشاف سطح كوكب المريخ بتجارب محاكاة بالحياة فى منازل قابلة للتعبئة بالهواء كالبالون,كما يدرس علماء بوكالة ناسا الأمريكية إمكانية استعمال الصواريخ ذات الدفع الحراري النووي للوصول أسرع إلى المريخ حيث ستمكن المركبات الفضائية من اختصار طريقها لتستغرق الرحلة من الأرض إلى كوكب المريخ نحو ستة أسابيع فقط. وكان مسبار الفضاء "كيوريوسيتي" التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"قد عثر نهاية 2014 على آثار غاز الميثان في الغلاف الجوي، وهي المادة التي تؤكد إمكانية وجود حياة على الكوكب الأحمر. ماذا عن موقف أسرتك ؟ أنا متزوج و عندي ولد ورغم القلق والصعاب الا أن اسرتى تشجعنى وتحفزنى . ماذا عن دور الجامعة الالمانية باالقاهرة فى تأهيلك للدراسة بألمانيا؟ أتاحت لى فرصة التحصيل والتعرف على طرق واساليب متعددة من التعليم من خلال التعرض لانماط تفكير متنوعة نظرا لاندماجى ضمن طلاب مختلف نظم الشهدات الثانوية الدراسية الملتحقين بالجامعة بالاضافة الى استمرارية التواصل مع الأساتذة والمعيدين . وكان أكرم التحق بكلية الهندسة قسم الاتصالات فى عام 2005ضمن الدفعة الثالثة لخريجى الجامعة حيث تخرج عام 2010 ، وكان عند التحاقه بالجامعة من اوائل الجمهورية فى شهادة الثانوية العامة ولذا فقد اُدرج اسمه ضمن الطلاب الاوائل الذين تُقَدَم لهم الجامعة المنحة المجانية السنوية. وقد سافر الى المانيا عقب تخرجه من الجامعة الالمانية بالقاهرة للدراسة، ثم التحق بمركز" "German Aerospace Center بشتوتجارت التي تدرب المتحمسين لأن يكونوا رواد فضاء، من خلال برامجه التى يقدمها للملتحقين به، ونظرا لتفوقه التدريبى فقد رشحه المركز للالتحاق بفرعه فى ميونخ منذ خمس سنوات. *هل تم تكريمك بمصر ؟ تم تكريمى فى أكثر من جهة ومؤسسة على رأسها الجامعة الألمانية التى اشرف باننى تخرجت منها فى احتفالية بخريجيها من نجوم المجتمع فى مجالات مختلفة وكرمتنى أكاديمية البحث العلمي حيث شاركت فى ندوات علمية ببرنامج جامعة الطفل و ذلك إيماناً بأهمية تنمية الطفل علمياً لأنهم مستقبل مصر. أخيرا ..كلمة تهمس بها فى اذن الشباب اليائس؟ أدعو الشباب الى الاصرار على حلمه بالطموح والعمل والمثابرة فلايوجد حلم بعيد المنال ولكن لابد من المتابعة وتحدى العقبات لتحقيق الطموحات والاحلام ولا يأس مع الحياة ..فالأمل دائما موجود وسباق الانسان لغزو الفضاء لن ينتهى مادام حيا ولكن عليه أن يستكشف ما يمكنه من تعمير الكواكب وخدمة البشرية