تعالت في الآونة الأخيرة الأصوات الداعية إلى الإفراج عن أمين سر حركة «فتح» في الضفة الغربية مروان البرغوثي.. وهو ما يثير مواقف متناقضة بين الأطراف المعنية فالإسرائيليون يرون في تحرير القيادي «الفتحاوي» إنقاذا لحركة «فتح». وتعزيزا لمكانة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) فيما ترى أوساط فلسطينية وأخرى إسرائيلية ضليعة بخبايا الصراعات داخل التنظيمات الفلسطينية أن البرغوثي الطليق سينشئ المعارضة الأقوى لأبومازن. ينظر بعض أعضاء الحكومة الإسرائيلية إلى العفو عن البرغوثي كعلاج سحري سيزيد بطرفة عين شعبية «أبو مازن» وينقذ «فتح» من الانهيار وفعلا في ظروف معينة من شأن تحرير البرغوثي مساعدة أبومازن في الساحة الفلسطينية الداخلية ولكن في ظروف أخرى من شأنه أن يضر به. وترى قيادات السلطة الفلسطينية الأكثر قربا من أبومازن أن البرغوثي يتمتع بتأييد شعبي كبير ما يجعله الخطر الأكبر على الرئيس الفلسطيني ويذكر التاريخ للبرغوثي مشاكسته الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ولن ينسى الحرس القديم في «فتح» كيف نظم البرغوثي عشية الانتفاضة الثانية في أغسطس من العام 2000 مظاهرات حاشدة في الضفة الغربية ضد أي تنازلات قد يخضع لها ابوعمار في كامب ديفيد وأحاط نفسه حينها بمئات المسلحين من «كتائب شهداء الأقصى» التي نفذت بعد ذلك عمليات ضد الاحتلال. ويخشى هؤلاء من أن يسعى البرغوثي إلى التشكيك في شرعية أبومازن كرئيس للشعب الفلسطيني، خاصة أن طرح خلال الانتخابات البرلمانية التي أتت بحركة «حماس» برنامجا شبيها جدا ببرنامج «التغيير والإصلاح» كتلة «حماس»، وتؤكد أوساط «فتح» أن البرغوثي «لن يحرر غزة من حماس»، بل سيعود لمهادنتها ويرى هؤلاء انه إن كانت إسرائيل معنية بتعزيز أبومازن فعليها أن تحرر السجناء القدامى وترفع عشرات الحواجز «ليشعر الجمهور فورا بالانجازات التي جلبها له الرئيس». ومن جهة أخرى يقول المقربون في «فتح» من البرغوثي إن الانتقاد ضده جاء من جانب قدامى الحركة، «الذين يخشون أساسا على وظائفهم في حالة تحرره» ويقولون بسخرية انه «يوجد مؤيدون لتحرير مروان في إسرائيل أكثر مما يوجد في فتح». وحسب أقوالهم فان البرغوثي هو الوحيد الذي يتمتع اليوم بتأييد شعبي واسع وسيكون قادرا على تحقيق اتفاق سلام مع إسرائيل. وأكد وزير البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر هذه النظرية وقال إن البرغوثي «على ما يبدو الشريك ذو الصلة لانطلاقة سياسية على الدرب». لكن مسؤولين إسرائيليين يخشون أن يقود البرغوثي انتفاضة ثالثة إذا ما تعثرت المفاوضات.