فى أحيان كثيرة يخسر الإنسان مالا فى صفقة أو عملية تجارية وقد يخسر بعض سنوات عمره فى رحلة خاسرة وقد يخسر صديقا ولكن الغريب ان خسائر الحب هى اكبر ما يصيب الإنسان.. فى بعض الأحيان نتصور ان الحب شىء عادى ويمكن ان نعيشه أكثر من مرة وهو تجربة تحددها سنوات العمر ومسيرة الزمن ولكن قد يزورنا الحب مرة واحدة ونبقى العمر كله نفتش عنه فى كل الأماكن ولا نجد له اثراً..ولهذا فإن خسائرنا فى الحب لا تعوض، لأن الإنسان الذى احببت نسخة واحدة وقد تبحث عنها عشرات السنين ولا تجدها..من أين تأتى بقلب سكنته يوما ثم كان الفراق والوداع والألم وقد تبحث عنه وتكتشف ان ضيفا جديدا قد سكن فيه وان الأشياء التى تركتها قد غابت وتلاشت وأصبحت أطياف ذكري..قبل ان تهجر قلبا احبك حاول ان تتلكأ قليلا وأنت تغادر المكان..حاول ان تسترجع ذكرياتك فيه.. حاول ان تستعيد تلك اللحظات وتلك الصور وتلك المشاعر التى عشتها يوما..قبل ان تجمع أشياءك وترحل لابد ان تدرك ان ما تتركه الآن وهو بين يديك قد تبحث عنه بعد ذلك سنوات طويلة ولا تجد من أثره شيئا..حين تمضى لابد ان تدرك ان هناك عمراً آخر ينتظرك وان المشاعر التى اشتعلت يمكن ان يخبو بريقها وان القلب الجامح المجنون يمكن ان يستسلم أمام حياة جديدة تأخذ منه أجمل ما كان فيه.. حاول ان تتراجع قليلا فى قرارك، لأن اغتيال الحب اكبر جريمة يرتكبها الإنسان فى حياته لأنه يقتل كائنا بريئا لا يملك الدفاع عن نفسه. سوف تجد أطياف هذا الحب تطاردك ما بقى لك من سنوات العمر، وهنا سوف تقف وحيدا لأن الذى ضاع لا يسترد..وإذا وجدت الحب فكيف تستعيد العمر وكيف تملأ القلب الذى استراح النبض فيه.. أحيانا نتصور أننا قادرون على الحب دائما مادام العمر أمامنا ثم نكتشف ان ما مضى لا يعود واننا قد نملك العمر ولا نملك المشاعر وقد نتصور اننا خسرنا حبيبا وهناك حبيب آخر ينتظرنا..وفجأة نكتشف ان الحديقة الجميلة قد خلت من الأشجار.