في مقرها بالقاهرة، استضافت جامعة الدول العربية مؤخراً ندوة تحت عنوان "واقع اللغة العربية في الوطن العربي" نظمتها جمعية لسان العرب- التي تأسست عام 1992 بمصر، إضافة إلى ندوة "لغة الطفل العربي في عصر العولمة" الذي نظمها المجلس العربي للطفولة والتنمية الشهر الماضي بمشاركة باحثين من 19 دولة عربية وسبع دول أجنبية. وفي مقر جامعة الدول العربية أيضا عقدت الأسبوع الماضي ندوة موسعة- بمناسبة احتفال مجمع اللغة العربية بالقاهرة "مجمع الخالدين" بمرور 75 عاما على إنشائه- أشار فيها محمود حافظ رئيس المجمع إلى وجود متربصين قال إنهم يتآمرون على اللغة العربية التي "تتعرض في السنوات الأخيرة لهجمة من أعدائها؛ مما يتطلب منا وقفة صارمة للتصدي لهذا العدوان" من قوى العولمة "الغاشمة". كما حذر حافظ- في ندوة تحت عنوان "العربية في عصر العولمة" التي اختتمت هذا الأسبوع بالمجلس الأعلى للثقافة بمشاركة عرب ومستعربين- من خطورة وجود مئات المدارس التي تدرس فيها العلوم "في غيبة اللغة العربية تماما"، قائلا إن هذا سيؤدي بعد جيل أو جيلين إلى وجود "طبقة مختلفة تمام الاختلاف في انتمائها إلى هذه اللغات وانتمائها إلى بلاد هذه اللغات". ويؤكد الدكتور كمال بشر نائب رئيس مجمع اللغة العربية أن هذه الندوات قد تأتى بأثر محدود و يعتبرها نوعا من العزاء؛ ويضيف بشر وهو أستاذ بارز في علوم اللغة بجامعة القاهرة: "نحن نصرخ منذ سنوات.. نسلي أنفسنا بهذا الصراخ. أنا من الذين يؤمنون بأن شيئا لن يتغير.. فالمجتمع غير مستعد. اللغة استعمال وخبرة وتجارب ومن المستحيل أن تفرض من أعلى...". يذكر أن أحمد جويلي وزير التموين الأسبق كان قد أصدر في تسعينيات القرن الماضي قراراً بكتابة لافتات المحال باللغة العربية، لكن القرار لم ينفذ؛ لتصبح اللغة الانجليزية هي اللغة المستخدمة كتابة أسماء المحال، بل وفي أسماء قرى ومنتجعات سياحية وترفيهية أيضاً. وعلى ذلك الوضع الذي آلت إليه اللغة العربي يعلق الشاعر فاروق شوشة الأمين العام لمجمع اللغة العربية قائلا إن المشلكة ليست في اللغة بل في الإنسان العربي الذي "لم يتعلم العربية تعليما صحيحا، فكيف يتسنى له أن يشعر بالانتماء إليها أو أنها ملمح رئيس لهويته...".