اتم شهر فبراير هذا العام 2016 يومه ال29 الامر الذى يتكرر كل اربع سنوات ويطلق عليه " سنة كبيسة " .. والسنة الكبيسة هى التى تتكون من 366 يوم اما السنة البسيطة فهى 365 يوم .. فمن اين يأتى هذا اليوم الاضافى ؟ والحقيقة أن السنة الميلادية تتكون من 365 يوما و 0.24 اليوم، أي حوالي ربع اليوم. ويتم في العادة احتساب المتبقى من اليوم يوما كاملا بعد أربع سنوات. ولكن الحساب العلمي الدقيق لساعات السنة يسبب مشكلة أمام القائمين على الحسابات الرياضية الدقيقة والتقويم الميلادي. تفسير السنة الكبيسة .. وفي تفسير ذلك، يقول علماء الفلك : تستغرق الأرض ثلاثمائة وخمسة وستين يوماً وربع اليوم للدوران حول الشمس، والربع الإضافي قد لا يبدو كثيراً؛ لكن ست ساعات كل عام سيصبح رقماً كبيراً؛ لذا بتجميع 6 ساعات في 4 أعوام يصبح الناتج يوماً كاملاً كل أربعة أعوام، هو يوم 29 فبراير. التقويم الغريغوري.. وكان قد تم التعامل مع السنة الكبيسة لأول مرة بعد أن أكتشف "فلكيو الفاتيكان"، أن هناك فرقا نحو 10 أيام بين التقويم الميلادي والاستطلاعات الفلكية، ولذلك قرر غريغوريوس الثالث عشر بابا الفاتيكان حذف 10 أيام من التقويم ما بين الخامس و14 من شهر أكتوبر 1582 لمعادلة التقويم الفلكي. وقرر البابا أيضا اعتماد الطريقة الرياضية لاحتساب السنة الكبيسة واعتماد تغييرات كبيرة لإصلاح التقويم، ولذلك يسمى التقويم المعتمد على السنة الكبيسة بالتقويم الغريغوري. لماذا فبراير ؟.. أما عن سبب اختيار شهر فبراير ليحمل اليوم الإضافي في السنة الكبيسة فيعود إلى كون أن السنة التقويمية في روما القديمة كانت تبدأ في شهر مارس من كل عام، واليوم الأخير في شهر فبراير كان هو اليوم الأخير في العام التقويمي. يوليو فى الشتاء ؟ اليوم الإضافي وُضع أول مرة في العام السادس والأربعين قبل الميلاد من قبل جولياس سيزار، وإن لم يكن هناك سنة كبيسة، فإن التقويم سيكون متأخراً يوماً واحداً كل أربع سنوات؛ مما يساوي خمسة وعشرين يوماً كل مائة عام؛ لذا فإن عدم تعديل التقويم سيعني أن شهر يوليو سيكون في منتصف موسم الشتاء. استثناء .. ويعمد الخبراء إلى حل هذه المشكلة عبر احتساب السنة الميلادية التي تقسم على أربع وناتج القسمة يكون رقما صحيحا وجعلها سنة كبيسة. لكن القاعدة هذه لها استثناء أيضا، إذ لا تحسب كل رأس سنة في القرن الميلادي، مثل 1900 كسنة كبيسة، وذلك لمعادلة الفارق الزمني الصغير جدا. والاستثناء هذا له استثناء آخر هو عدم تكراره ولمرة واحدة فقط كل أربعمائة عام، فسنة 2000 كانت سنة كبيسة وسنة 2400 ستكون كذلك كبيسة أيضا. معارضون للسنة الكبيسة .. وكانت عملية معادلة السنة الفلكية بالسنة التقويمية قد لقيت رفضا من قبل بعض الدول غير الكاثوليكية، مثل بريطانيا العظمى والدول الاسكندينافية وهولندا، وبقيت المعارضة حتى القرن الثامن عشر. وعارضت بعض الدول الأرثوذكسية تطبيق التقويم الميلادي الجديد حتى مطلع القرن العشرين. فيما تحتسب الكنائس الشرقية والأرثوذكسية حتى اليوم بعض الأعياد والمناسبات الدينية حسب التقويم القديم (تقويم يوليان)، لذلك يصادف بعض الاختلاف في إعلان عيد الفصح مثلا. تحديد السنة الكبيسة في التقويم الغريغوري.. في 1582 أخبر فلكيو الفاتيكان القس غريغوريوس الثالث عشر أن هناك فرق 10 أيام بين التأريخ الميلادي والاستطلاعات الفلكية. استنتج علماء الفاتيكان من هذا الاكتشاف أن السنة الفلكية أقصر من السنة المعدلة حسب التقويم الميلادي حيث يجب تقليص عدد السنوات الكبيسة. و صدرامر عن بابا الفاتيكان أوصى فيه بحذف 10 أيام ما بين الخامس و14 من أكتوبر 1582، وتغيير قاعدة تحديد السنوات الكبيسة حيث تُستثنى منه السنوات ذات الرقم الذي يقبل القسمة على 100 ولكن لا يقبل القسمة على 400. امثلة للسنة الكبيسة .. مثلا، السنة 2004 كبيسة، وكذلك 2000، وأيضا 2400 أما السنة 2100 فهي ليست كبيسة. كما أن 2008 كبيسة أيضا 2012 و2016 و 2020 سنين كبيسة. الأمر الطريف في ذلك هو أن مواليد يوم 29 فبراير لا يحتفلون بعيد ميلادهم في موعده الأساسي إلا مرة كل أربعة أعوام. وهناك معتقدات في الكثير من دول العالم حول السنة الكبيسة تتعلق بالتفاؤل والتشاؤم فهم يعتبرونها تجلب الحظ السيئ، حسب معتقداتهم ..