عقد وزير الخارجية سامح شكري اجتماعا اليوم مع أعضاء لجنة متابعة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية. وصرح الدكتور هيثم مناع عضو لجنة متابعة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية بأنه كان من الضروري للجنة أن تستمع بتفصيل أكبر من الجانب المصري عما جرى في فيينا , مؤكدا على الثقة الكبيرة بالخارجية المصرية ودور مصر في مؤتمر فيينا ودورها في الحل السياسي السوري. وأضاف مناع, أنه كان هناك نقاش عميق حول مجريات فيينا وأيضا استشراف الدور المصري الفاعل في فيينا – 2 في 14 نوفمبر الحالي, وكيف يمكن التفاعل الدائم بين الدور الاقليمي الدولي من جهة والمعارضة الوطنية العلمانية الديمقراطية من جهة ثانية. وردا على سؤال حول اتصالاتهم مع الأطراف الدولية وهل يمكن أن يكونوا نموذجا للمعارضة السورية بدلا من التشاحن الموجود بين قوى المعارضة, قال هيثم مناع, إننا لا نريد أن تكون بديلا لأحد بل نطرح أنفسنا كصوت عقلاني حكيم يسعى إلى ترجمة الحل السياسي على أرض الواقع لأنه تأخر كثيرا ودفعنا كسوريين دما ودمارا كبيرا لايمكن تحمله إضافة للتطرف والارهاب لذلك نتواصل مع كل من يريد تفعيل الحل السياسي ونحرص أن يكون هذا الحل بتوافق دولي ونرفض أن يكون بسياسة محاور فقد دفعنا ثمنا لسياسة المحاور وكنا الملعب الذي يقتل فيه السوري بحروب بالوكالة. وأكد مناع أنه لايوجد مجتمع دفع ما دفعناه كسوريين وبالتالي فليتوقفوا عن الحرب على أرضنا الآن فنحن بحاجة لحل لكل السوريين قادر على وقف هذه الحرب القذرة ووضع أفق يسمح للناس بالأمل لأن سوريا الجديدة يمكن أن تبنى وليست مهمة مستحيلة وبالتوافق بين الأطراف الدولية والاقليمية دون حرماننا من دورنا الأساسي كسوريين في العملية السياسية وكذلك وحدة الاراضي السورية والسيادة السورية وتثبيت مؤسسات الدولة والمناهضة الفعلية لكل القوى الإرهابية . وقال هيثم مناع إننا أجرينا أتصالات مع دول وقوى أوروبية وعربية وهناك أحد عناصر اللجنة أتصل بالطرف الأمريكي وقدم له مخرجات مؤتمر القاهرة, وزرنا موسكو لعرض مخرجات مؤتمر القاهرة. وقال مناع إننا نصر ونعتقد اليوم بأن القراءة التي خرجت في فيينا تأخذ من مخرجات القاهرة روحها الأساسية, وأي تقدم في شروح عملية لمخرجات فيينا بنقاطها التسع والتجسير بين فيينا وجنيف على أساس بيان حنيف 2012 ستأخذ بالضرورة – اذا أرادوا النجاح – من مخرجات مؤتمر القاهرة لأن هذه المخرجات لم تعل الصف ولم تخفضه بحيث تحرم الانسان السوري أن يخرج من هذه المحنة بانتقال لوطن ديمقراطي لكل السوريين. وحول ما اذا تم التطرق لمشاركة ممثلين عن المعارضة السورية في اجتماع فيينا المقبل, قال هيثم مناع إن هناك لجنة من اللجان الثلاث المشكلة دورها موضوع المعارضة – المعارضة وسيتم خلال اللجنة مناقشة من هي الأطراف التي يجب أن تشارك في أي تفاعل سياسي في إطار خطة ديمستورا أو في إطار أي عملية مقترحة أخرى. وحول ما يدور عن وجود انقسام بين أطراف المعارضة, قال مناع, إن هناك مناقشة بيننا كأطراف سورية وإن غياب التنسيق سينعكس علينا جمعيا كمعارضة سورية ومن هنا نسعى لأعلى درجات التنسيق بين أطراف المعارضة حتى تذهب بصوت قوى إلى أي مفاوضات سياسية. وحول ما إذا كانت المعارضة السورية ستتمكن من نبذ الخلافات واختيار شخصيات تمثلها, قال جمال سليمان عضو وفد لجنة متابعة مؤتمر القاهرة للمعارضة السورية, إن هذا ما نسعى إليه وتناقشنا أمس مع وزير الخارجية سامح شكري حول هذا الموضوع وبيننا نقاش داخلي في مجموعة القاهرة, وجرت عده اتصالات مع قوى معارضة ونتمنى أن تنجح هذه الاتصالات في توحيد رؤى المعارضة فلا يخفى على الجميع أن التجاذبات الاقليمية والدولية لها تأثير سلبي على توحيد خطاب المعارضة. وأضاف سليمان, أن الكرة في ملعبنا كقوى معارضة سورية, أن نثبت وطنيتنا بتحقيق أكبر قدر من التفاعل والتواصل وتقارب وجهات النظر ولدينا خطاب نتوجه به إلى الشعب السوري وهو الأهم وأيضا للمجتمع الإقليمي والدولي. وحول الانقسام الدولي حول الرئيس السوري فالبعض يقول لا مكان له في الحل والبعض الأخر يتحدث عنه كسلطة انتقالية, قال سليمان إن ذلك هو أحد أوجه الخلاف حول دور الرئيس السوري في مستقبل سوريا وعلى ما يبدو من خلال قراءة مواقف الدول المختلفة, أصبحت هناك قناعة بأنه لن يكون هناك مستقبل للنظام السوري في سوريا القادمة بصرف النظر عن الأشخاص والسبب هو أن هذا النظام قد استنفذ كل ما لديه من أوراق وأدار أمور البلاد بالطريقة التي هي عليها الآن وهذا ليس نابعا من معارضة أو خصومة سياسية وإنما من النظرة الموضوعية للمصالح الوطنية للشعب السوري وهناك اختلاف الآن على طريقة إخراج ذلك على ما يبدو وهناك تباينات في رؤى المعارضة. وأضاف جمال سليمان ردا على سؤال حول الضربات الروسية, إن الحضور الروسى حتى الآن حضور عسكري طاغي على أي رؤية سياسية وهذا هو جوهر الحوار الذي جرى بيننا وبين ميخائيل بوجدانوف عندما زار القاهرة مؤخرا, حيث أشرنا الى أن دخول الروس عسكريا سيزيد من اتساع رقعة وتعقيد الحرب ونحن لا نختلف مع الروس والمجتمع الدولي والاقليمى ومصر بأن محاربة التنظيمات الارهابية المتطرفة فى سوريا هو واجب قانوني وأخلاقي ووطني من أجل الحفاظ على سوريا. وقال سليمان, اننا لانختلف أن الحفاظ على مؤسسات الدولة بما فيها الجيش هو أيضا من المصالح الوطنية السورية ولكن نختلف على طريقة تحقيق ذلك ونعتقد أن محاربة الارهاب والقضاء عليه في سوريا من منظور استراتيجي بعيد المدى لايكون الا بإعادة توحيد المجتمع السورى بين معارضة وموالاة عن طريق تقديم حل سياسي يعطي الضمانات للجميع ولكل الفرقاء بأن سوريا القادمة هى سوريا دولة المواطنة والقانون المستقل للجميع ودولة المؤسسات والقضاة وكل ذلك هو المناخ المستقر والاطار لاعادة توحيد جهود المجتمع السوري. وأكد سليمان أن السوريين هم أبعد الناس عن التطرف والفكر الارهابي والدليل أن في كل السنوات التي مضت لم نسمع بأسماء لامعة من السوريين في قيادة التنظيمات الارهابية المختلفة من القاعدة وأشقاء القاعدة, ولكن طبيعة الحرب التي جرت وجعلت بعض السوريين يقعون فريسة هذه التنظيمات الارهابية, واعتقد كجزء من المعارضة السورية في مؤتمر القاهرة انه اذا كان هناك حرب ولا توجد حلول سياسية وغايات سياسية وراء هذه الحرب وهنا أتحدث أيضا عن التدخل الروسي فأن ذلك سيدفع المزيد من السوريين نحو التطرف. من جانبه, قال فراس الخالدي عضو اللجنة وممثل الشأن الحراك الثوري, إن مؤتمر القاهرة أعلن خطه السياسي وانه صوت الشارع السوري وأعلن رفضه للارهاب والتطرف ولأي تدخل أجنبي في سوريا من أي طرف كان سواء سلبي أو ايجابي واعتباره احتلالا , وإننا نتفهم هذه التباينات الموجودة بين المعارضة حول التدخل الروسي ولكن نأمل أن يتفهم الروس أيضا أن التدخل العسكري فقط هو تدخل سلبي ويجب أن يكون تدخل سياسي أو العمل حقيقة على إيجاد مشروع سياسي برعاية دولية وليست روسية بحتة فى فيينا. وحول رؤيته للدور المصري خاصة في ظل بعض الضغوط الدولية والاقليمية لتقليص حجم هذا الدور, قال إن مصر منذ المؤتمر الأول بالقاهرة تحركت بعملية تيسير للقاءات ولكن ليس كدولة ضاغطة أو فارضة لرؤيتها من أجل تحقيق مطالب الشعب السوري وبقاء وحدة سوريا وأرضها وشعبها وهذا ما جذبنا الى مصر للمشاركة في مؤتمر القاهرة الثاني , وقد ذكر وزير الخارجية سامح شكري أن مطالب الثورة كانت محقة وان تعاطي النظام كان سلبيا مما يعني أن مصر تتعاطى معنا كشعب شقيق لا أكثر ولا أقل وتتحمل ضغوطا كثيرة ولم تتدخل في قراراتنا أو أي شأن لنا وهذا أعطانا مساحة أكبر ليصل صوتنا ونعتبر فيينا صدى لخريطة الطريق التي تم إقرارها في مؤتمر القاهرة والتى تتطرق لبنود كثيرة لحماية الشعب السوري. وحول وجود دور لممثلي مؤتمر القاهرة في اجتماعات فيينا القادمة, قال إننا لم نتطرق الى ما إذا كان سيكون هناك سوريون أو لا في لقاء فيينا القادم لكننا نتطلع الى موضوع اللجان التي سيشكلها ديميستورا المبعوث الدولي وكيف سيكون للصوت السوري حضور فيها, وستبدأ جولة قريبة لمفاوضات السوريون فقط ولم يتم تحديدها بعد.