قال الدكتور محمد عبد المقصود حرز الله من علماء الازهر الشريف ان العمل هو الفعل واتقانه هو إثباته ليعود بالنفع على الفرد والمجتمع،مشيراً الى ان التقصير فى العمل مخالط للشرع والمسلم مطالب بإتقان عمله. وأوضح د.محمد خلال لقاء لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى الاربعاء ان الإتقان من أهم الأشياء التي يجب على الإنسان والفرد المسلم أن يتحلى بها فهي لا بد وأن تكون سمة أساسية في الفرد المسلم ،وقد طالب رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين وحثهم على إتقان العمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( أن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ) ولعلّ هذ الحديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يختصر المشهد كله إذ يحثّ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس عامة على إتقان العمل وإكماله على أتم وجه وذلك لحب الله عزو وجل لهذا الأمر، فقد قال عز وجل مخاطبا الناس أجمعين في كتابه الكريم " وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون " وفي هذه الآية دليل واضح من الله عز وجل وتحذيرا منه تبارك وتعالى على ضرورة إتقان العمل فالإنسان يعمل بالدنيا والله عز وجل يشاهده ويراه وسوف يرى ذلك العمل الذي يعمله الإنسان يوم القيامة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنون أيضاً. وأضاف ان الإتقان في المفهوم الإسلامي ليس هدفاً سلوكياً فحسب، بل هو ظاهرة حضارية تؤدي إلى رقي الجنس البشري، وعليه تقوم الحضارات، ويعمر الكون، وتثرى الحياة، وتنعش، ثم هو قبل ذلك كله هدف من أهداف الدين يسمو به المسلم ويرقى به في مرضاة الله والإخلاص له لأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً لوجهه، وإخلاص العمل لا يكون إلا بإتقانه. وأشار الى أن من أسباب التخلف في المجتمعات الإسلامية افتقادها خاصية الإتقان كظاهرة سلوكية وعلمية في الأفراد والجماعات، وانتشار الصفات المناقضة للإتقان كالفوضى والتسيب وفقدان النظام وعدم المبالاة بقيمة الوقت واختفاء الإحساس الجمعي والإهمال والغش والخديعة، وهذا منعكس في فقدان المسلمين للثقة في كل شئ ينتج في بلادهم مع ثقتهم في ما ينتج في غير بلاد المسلمين مؤكداً ان دخول المال حياة المسلم قبل الدين يفسد عليه حياته ولابد ان يكون المال وسيلة وليس غاية. وأستكمل ان الشباب المسلم يتعرض للكثير من المخاطر بفقدان هدف الإتقان في المناشط المتعلقة به بينما كان المسلمون الأوائل يحرصون على تعليم الشباب إتقان العمل حتى كان طالب الطب مطالباً بتحسين خطة وإتقانه قبل أن يتعلم مهنة الطب، ليكون الإتقان سمة خلقية سلوكية، وقيمة إنسانية مشيراً الى ان المدرسين لهم مهنة من أعظم المهن التى يحبها الله ورسوله وهى العلم والتعليم والتى تعتبر رسالة الانبياء لتعليم الناس الصحيح من الخطأ ويجب ان يتقوا الله فى عملهم ويخلصوا فيه لانهم سيحاسبوا على كل دقيقة أهملوا فيها فى حق مهنتهم. https://