أكد الفريق يونس المصرى قائد القوات الجوية أن الشغل الشاغل للقوات المسلحة المصرية فى المرحلة القادمة هو تطوير المعدات والأسلحة التى تستخدمها حتى يتم مواكبة التطور التكنولوجى لمعدات القتال بالعالم وأن القوات الجوية تقوم فى هذا الإطار بتطوير طائراتها حتى يتسنى لها القيام بالمهام التى قد تكلف بها على الإتجاهات الإستراتيجية المختلفة على أكمل وجه, مشيرا إلى أن ذلك الأمر ظهر جليا بالتعاقد على أحدث طائرات الجيل الخامس ومنها الطائرة الفرنسية "الرافال" التى دخلت الدفعة الأولى منها الخدمة بالفعل والدفعة الثانية ستكون قبل نهاية العام الجارى. وقال قائد القوات الجوية, فى مؤتمر صحفى عقده اليوم بمناسبة الاحتفال بعيد القوات الجوية الذى يحل كل عام فى الرابع عشر من أكتوبر, إن تطوير وإحلال الطائرات المتقادمة بالقوات الجوية مثل طائرات (ميج 21 ? الميراج 5) بطائرات قتال حديثة متطورة هو من أهم اهتماماتنا خلال المرحلة القادمة. وعن ما إذا كانت نظم القتال الجوى بالقوات الجوية تكفى لحماية سماء مصر, قال الفريق يونس المصرى "إن القوات الجوية تضع نصب عينيها مهامها دفاعا عن سماء مصر وردعا لأى عدوان على مجالها الجوى أو مياهها الإقليمية, وأن تسليح القوات الجوية يتم وفقا لعدة عوامل منها مسرح العمليات المحتمل والتهديدات المتوقعة والقدرة الاقتصادية للدولة, ويشمل هذا التسليح طائرات القتال بأنواعها وطائرات النقل والهليكوبتر المسلح والخدمة العامة وما يخصص ايضا لإبرار القوات وطائرات المعاونة للقوات البرية والبحرية وطائرات البحث والإنقاذ. وأشار إلى أن القوات الجوية تمتلك أحدث الطائرات المقاتلة وأحدث أجيال طائرات (إف-16) والميراج 2000 والرافال وكذا طائرة الإنذار المبكر إ-2أ وطائرات ومعدات الاستطلاع الجوى الحديثة والآباتشى الهجوميه وأنواعا أخرى مختلفة فى جميع أسلحة الجو للقوات الجوية وذلك بالإضافة إلى المنظومات الأرضية من صيانة وإصلاح وتدريب ومنظومات الحرب الإليكترونية, مشيرا إلى أن التاريخ العسكرى أثبت من خلال الحروب كما فى حرب أكتوبر المجيدة أن كفاءة المعدة من كفاءة المقاتل وليست كفاءة المقاتل من كفاءة المعدة حيث تفوقت الطائرة "ميج 21″ على الطائرات المتقدمة آنذاك مثل الفانتوم والكافير. وأوضح قائد القوات الجوية أن منظومة الدفاع عن سماء مصر ضد أى طائرات معادية تتكون من القوات الجوية وقوات الدفاع الجوى حيث يعملان جنبا إلى جنب فى تعاون وثيق لتنفيذ هذه المهمة. وعن إختيار يوم 14 أكتوبر عيدا للقوات الجوية قال الفريق يونس المصرى " انه خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم , وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب وأستمر طيارونا فى تنفيذ المهام خلال أيام الحرب حتى جاء يوم 14 أكتوبر حيث حاول العدو القيام بتنفيذ هجمة جوية ضد قواعدنا الجوية بمنطقة الدلتا بهدف إضعاف التجميع القتالى لقواتنا الجوية وإفقاد قواتنا القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية فتصدت مقاتلاتنا لهم ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة والتى سميت فيما بعد بمعركة المنصورة , شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين. وقال "أظهر طيارونا فى هذه المعركة مهارات فائقة فى القتال الجوى وجرأة وإقدام حيث استمرت هذه الملحمة أكثر من 53 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته خلال معركة واحدة فى مرحلة من مراحل الصراع العربى الإسرائيلى حيث تم إسقاط 18 طائرة (رغم تفوقه النوعى والعددى) مما أجبر باقى الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة ومنذ ذلك التاريخ لم يقدم العدو الجوى على مهاجمة مصرنا الحبيبة وانه من هنا تم اختيار هذا اليوم عيدا للقوات الجوية. وألقى الفريق يونس المصرى الضوء, خلال المؤتمر الصحفى, على كيفية تأهيل الضباط والعاملين بالقوات الجوية فى ضوء المهام الصعبة والمتعددة لوحدات القوات الجوية وما يتطلبه ذلك من قدرات عالية لتحقيق القيادة والسيطرة الحازمة حيث أكد أن الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية فى أداء مهامها هو الفرد المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة وقدرة على الآداء الجيد وإلمام تام بمهامه فى السلم والحرب ولياقة بدنية عالية وقدرة على استخدام أحدث المعدات, موضحا أن تلك الصفات هى التى تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية بأعلى معدلات أداء وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر تحت مختلف الظروف. وأوضح أن قواتنا الجوية تقوم بمسايرة أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل داخل الكلية الجوية بعد تطويرها وتوفير رعاية طبية وبرامج الإعداد البدنى بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية واستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب وتقوم القوات الجوية باختيار العناصر المناسبة للعمل فى المجال الفنى ثم تأهيلهم التأهيل النفسى والبدنى والعسكرى والعلمى اللازم فى مراكز إعداد الفنيين وأنه بعد تخرجهم والتحاقهم بالتشكيلات الجوية تستمر منظومة التأهيل والرعاية من خلال التدريب النظرى والعملى والتوسع فى استخدام مساعدات التدريب المتطورة واكتساب الخبرة بالدراسة وحضور الدورات والفرق بالخارج مع توفير الرعاية الصحية والإجتماعية للضباط والأفراد وعائلاتهم والإهتمام بمستوى المعيشة للصف والجنود. وفيما يتعلق بالحفاظ على الكفاءة الفنية والتأمين الفنى للطائرات والنظم القتالية قال الفريق يونس المصرى إن القوات الجوية تمتلك منظومة عمل فنية تضمن لها المحافظة على التأمين الفنى للمعدات والطائرات القديم منها والحديث وانها تتبع سياسة المحافظة على الكفاءة الفنية والتأمين الفنى للطائرات وتنفيذ العمرات لها والتطوير المستمر لزيادة قدراتها القتالية وتزويدها بالأجهزة الملاحية والرادارية الحديثة لمضاهاة أحدث طائرات القتال. وأشار إلى أن القوات الجوية عملت على ثقل الكوادر الفنية من خلال التأهيل النفسى والبدنى والعسكرى والعلمى بمراكز إعداد الفنيين وبإستخدام مساعدات التدريب المتطورة ومن خلال التدريب النظرى والعملى وعقد الدورات الداخلية والخارجية لإكتساب الخبرات اللازمة لتنفيذ أعمال الصيانة والعمرات لمعظم الطائرات بما يجعل منظومة التأمين الفنى بالقوات الجوية مثالا يحتذى به بشهادة عديد من الدول, ويتمثل كل ذلك فى الحفاظ وبكفاءة عالية على ما لدينا من أسلحة ومعدات تعمل حتى الآن مثل الطائرة ميج21. وتطرق قائد القوات الجوية إلى معهد طب الطيران والفضاء فقال إنه مجهز بأجهزه حديثة للتدريب الفسيولوجى لتدريب طيارى القوات الجوية مثل جهاز الطارد المركزى وغرفة الضغط المنخفض وغرفة الرؤية الليلية وغرفة الاجهاد البدنى والكرسى القاذف ويتم عقد دورات تدريبية بصورة منتظمة لتدريب الطيارين عليها, ويقدم المعهد دراسات فى طب الطيران والفضاء لتأهيل أطباء القوات الجوية للعمل فى التشكيلات الجوية وذلك من خلال فرق أساسية ومتقدمة والحصول على درجة الماجستير فى طب الطيران وهذه الفرق متاحة أيضا للأطباء العسكريين الوافدين من الدول الشقيقة.. كما يقوم المعهد باختبار الطلبة المتقدمين للكلية الجوية وهو مجهز بغرف للعلاج بالأكسجين تحت ضغط عالى لعلاج العسكريين والمدنيين بما يسهم أيضا فى خدمة القطاع العسكرى والمدنى. وعن التعاون مع القوات الجوية الصديقة والشقيقة فى مجالات التدريب ونقل الخبرات, قال الفريق يونس المصرى إن هناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الصديقة مثل "النجم الساطع" مع الجانب الأمريكى والبريطانى والفرنسى والإيطالى والكثير من الدول الأخرى أوروبية وشرقية والتدريب المشترك كليوباترا وحورس 2015 مع الجانب اليونانى بالإضافة إلى التدريب المشترك فيصل مع الجانب السعودى وعين جالوت مع الجانب الأردنى واليرموك مع الجانب الكويتى مشيرا إلى أنه يتم فى إطار تلك التدريبات الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات ومتابعة ما يتخذه الجانب الأخر من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية المصرية التى كانت دائما محل تقدير الدول المشاركة وظهر ذلك فى رغبة العديد من الدول فى المشاركة فى هذه التدريبات لنقل الخبرات المصريه لها. وعما إذا كان هناك خطط مستقبلية لصناعة طائرات مصرية أو حتى المشاركة مع دول اخرى فى تصنيع الطائرات كشف قائد القوات الجوية أن الكثير لا يعلمون أن مصر فى مطلع ستينات القرن الماضى قامت بتصنيع طائرات مصرية (القاهرة 200 – القاهرة 300) بمصنع الطائرات ونحن الآن نولى أهمية كبرى كى نصل مرة أخرى لإمكانية إنتاج طائرة مصرية بنسبة (100%) مشيرا إلى أن صناعة الطائرات تحتاج إلى صناعات متعددة تقترب حوالى من (400) صناعة إلى جانب الإستثمارات الهائلة الا أننا بدأنا بالفعل فى تجميع طائرة التدريب الصينية (ث – 8) وبتصنيع نسبة كبيرة من أجزائها تصل إلى 80% حتى يتسنى لنا من إكتساب الخبرات اللازمة التى تمكنا فى المستقبل من القدرة على التصميم والتصنيع. وأشار إلى ن القوات الجوية تقوم بإجراء العمرات المختلفة لطرازات الطائرات الموجودة بالقوات الجوية (ميراج 5 – ف16 – سى 130 …) بورش الطائرات مع إجراء التعديلات والتحديثات التى تمكنها من رفع قدراتها القتالية كى تتماشى مع طبيعة المهام التى تنفذها القوات الجوية فى المرحلة القادمة. وعن دور القوات الجوية فى الحرب على الإرهاب قال الفريق يونس المصرى, فى المؤتمر الصحفى, إنه ترتب على قيام ثورة (25 يناير) وثورة (30 يونيو) ظهور متطلبات وإحتياجات جديده لتأمين الدوله داخليا وخارجيا ولدعم إستقرار الحياة اليومية للمواطنين حيث فرضت الأحداث مهاما إضافية للقوات الجوية اشتملت على طلعات لتأمين الحدود واحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الإتجاهات.. كما فرض الوضع الأمنى الداخلى للدوله قيام القوات الجوية بنقل الأموال وامتحانات الطلاب إلى المحافظات وذلك لصعوبة تأمينها على الطرق البرية كما قامت طائرات الإسعاف الطائر بنقل المصابين من جميع أنحاء الجمهورية إلى المستشفيات لسرعة تلقى العلاج.