حذرت دراسة حديثة من أن مضاعفات ومشاكل الحمل قد تزيد من خطر إصابة المرأة بأمراض القلب في وقت لاحق من حياتها. وقال كبير معد الدراسة، "باربرا كوهن" مدير الدراسات صحة الطفل والتنمية في "معهد الصحة العامة" في بيركلي، كاليفورنيا، أن النساء اللاتي يتعرضن لمشاكل صحية ومضاعفات خلال فترة الحمل، هن الأكثر عرضة للمعاناة من مشاكل صحية خاصة فيما يتعلق بوظائف القلب في مراحل لاحقة من حياتهن. وأضافت كوهن "لقد اكتشفنا وجود بعض مجموعات من مضاعفات الحمل مرتبطة بزيادة بنحو سبعة أضعاف من خطر الموت بأمراض القلب، والأوعية الدموية. وأشار إلى أنه لوحظ أن مخاطر الإصابة بأمراض القلب القاتلة قبل سن الستين، بلغت الضعف أو ثلاثة أمثالها بين النساء اللاتي عانين من تسمم الحمل، وإصابتهم بزيادة مفاجئة في ضغط الدم في وقت متأخر من الحمل. ما في حالة حدوث الولادة قبل الإصابة بتسمم الحمل فقد زاد خطر الإصابة بنحو ست أمثالها. وأثبتت الدراسة، التي نشرت في العدد الأخير من مجلة "جميعة القلب الأمريكية", العلاقة بين مضاعفات الحمل ومشاكل القلب فى وقت لاحق, وليس العلاقة السببية والنتيجة. ويأتي ذلك في الوقت الذي تعد فيه أمراض القلب القاتل الأول بين النساء الأمريكيات, وفقا لجمعية القلب الأمريكية. وفى هذه الدراسة، قام باحثون بتحليل عقود من البيانات التي تم جمعها من حوالي 15 ألف سيدة من الحوامل في كل من "أوكلاند"، "كاليفورنيا" بين عامي 1959 و1967. وقد وجد أن 64 % من الأمهات اللاتي عانين من مشكلات ومضاعفات أثناء الحمل, شهدن مشكلات صحية في القلب نسبة 31% ونحو 5% زيادة حدة هذه المضاعفات. وكانت أكثر المضاعفات شيوعا أثناء الحمل, هي ضغط الدم المرتفع, تليها الولادات المبكرة،ثم انخفاض وزن المولود، فضلا عن انخفاض خضاب الدم ( مشكلة مع خلايا الدم الحمراء). وأوضح الباحثون أنه اعتبارا من عام 2011 ، كان 368 من النساء المشاركات في الدراسة، لاقين حتفهن متأثرات بإصابتهن بأمراض القلب، حيث تم مقارنة التاريخ الصحي لحالة القلب بينهن، ومقارنتها بالتعقيدات والمضاعفات التي واجهنها خلال فترة الحمل , لمعرفة ما إذا كان أى مضاعفات تعد بمثابة تحذير ينبئ عن حدوث مشكلات فى القلب فى المستقبل. وقد توصلت الأبحاث إلى مجموعة خطيرة من النتائج, أبرزها أن النساء اللاتى يعانين من ضغط مرتفع قبل الحمل, هن الأكثر عرضة للولادات المبكرة. كما ذكر الباحثون أيضا نتيجة غير متوقعة، وهي ارتباط الحمل بضغط الدم المرتفع والموت بأمراض القلب, بين الأمريكيات من السود بصفة خاصة. فقد شكلت الأمريكيات ذوى الأصول الإفريقية نسبة 22% من عينة الدراسة, حيث لوحظ أن تعرضهم بنحو 1.7 مرة أكثر للوفاة متأثرات بمشاكل فى القلب، فى حين أن النساء البيض وذوى الأصول الآسيوية والأسبانية لديهن خطرا متزايدا بسبب ضغط الدم المرتفع والحمل. يأتي ذلك فى الوقت الذى حدد فيه الباحثون اثنين من مضاعفات الحمل التى قد تزيد من خطر إصابة المرأة بأمراض القلب والوفاة، وهى ارتباط المستويات المرتفعة من السكر فى بول الحامل مع تضاعف بنحو أربع مرات فى خطر الوفاة بأمراض القلب في وقت لاحق، مقارنة بالنساء اللاتى يعانين من الحمل الطبيعي.
