اتهم الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء الدول الغربية بالازدواجية في تعاطيها مع مئات آلاف اللاجئين الذي يسعون للوصول الى اوروبا، في وقت تتحضر فرنسا لتوجيه اولى ضرباتها الجوية ضد تنظيم داعش في سوريا. وبالاضافة الى الكارثة الانسانية التي تشهدها سوريا، حذرت منظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) الاربعاء من عمليات "نهب واسعة النطاق" للآثار في هذا البلد. وتشهد سوريا من اكثر من اربع سنوات حربا دموية سقط ضحيتها اكثر من 240 الف شخص في غياب لاي حل في الافق. وفي ما يتعلق بازمة اللاجئين، وصف الاسد في مقابلة اجراها مع وسائل اعلام روسية بثت الاربعاء، "تعامل الغرب" مع اللاجئين ب"انهم (الغربيون) يبكون على اللاجئين بعين بينما يصوبون عليهم رشاشا بالعين الاخرى، لان اولئك اللاجئين تركوا سوريا في الواقع بشكل اساسي بسبب الارهابيين وبسبب القتل، وثانيا بسبب نتائج الارهاب". واكد الاسد ان "الغرب يبكي عليهم (اللاجئين) بينما هو يدعم الارهابيين منذ بداية الازمة"، مضيفا "الآن يقول (الغرب) ان هناك ارهابا كارهاب (جبهة) النصرة وداعش، ولكن ذلك بسبب الدولة السورية او النظام السوري او الرئيس السوري. وطالما استمروا (الغرب) في اتباع هذا النهج العدائي فانهم سيستقبلون المزيد من اللاجئين".واضاف "اذا كانوا قلقين عليهم (اللاجئين) فليتوقفوا عن دعم الارهابيين". وعبراكثر من 500 الف مهاجر الى الاتحاد الاوروبي بين شهري يناير واغسطس العام الحالي، مقابل 280 الفا طوال العام 2014، وفق وكالة "فرونتكس" لحماية الحدود الخارجية للاتحاد الاوروبي. يذكر ان غالبية المهاجرين الى اوروبا هم من السوريين. وتشهد سوريا نزاعا دمويا بدأ بحركة احتجاجية شعبية سلمية ضد النظام في مارس 2011، ليتحول لاحقا الى حرب اهلية. واعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوجان الاربعاء ان حل الازمة السورية هو بمثابة المخرج الوحيد لوقف تدفق اللاجئين السوريين.وقال في خطاب في انقرة "حل مشكلة اللاجئين لا يمكن ان يكون باغلاق الباب بوجههم او وضع الاسلاك الشائكة على الحدود، انما المسألة الحقيقية هي وقف النزاع في هذا البلد في اقرب وقت ممكن".ودعا اردوجان مجددا الى "اسقاط نظام الطاغية"، في اشارة الى نظام الاسد. وتشهد سوريا، الدولة الغنية بآثار حضارات عدة مرت عليها آلاف السنين، "نهبا واسع النطاق عبر عمليات حفر غير مشروعة"، وفق ما اعلنت المديرة العامة لليونسكو ايرينا بوكوفا الاربعاء خلال مؤتمر صحفي في صوفيا.واتهمت بوكوفا تنظيم داعش بنهب الآثار، مؤكدة على ضرورة مكافحة تهريب قطع فنية تستخدم في تمويل الجهاديين. وانضمت فرنسا الى استراليا التي شنت الاربعاء اول ضربة جوية ضد تنظيم داعش في سوريا دمرت خلالها عربة مدرعة للجهاديين. واعلنت باريس الاربعاء انها ستوجه اولى ضرباتها الجوية ضد هذا التنظيم المتطرف في سوريا "خلال الاسابيع المقبلة". واعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان امس الثلاثاء امام البرلمان عن نية فرنسا ضرب الجهاديين في سوريا. واشار الى "التقدم الكبير جدا" الذي حققه تنظيم داعش في سوريا خلال الفترة الاخيرة، وخصوصا الهجوم "القوي جدا" ضد مارع الواقعة تحت سيطرة فصائل معارضة في شمال حلب. واضاف ان "داعش تقدم بطريقة يهدد فيها الجيش السوري الحر والمقاومة السورية في منطقة حلب وكذلك محور دمشق حمص ولبنان اذا نجح داعش في اختراق هذا الخط". وكانت الضربات الجوية للطيران الفرنسي في اطار التحالف الدولي، الذي تقوده الولاياتالمتحدة، محصورة حتى الان بالعراق.وردا على سؤال لاذاعة فرانس انتر عن موعد تنفيذ المقاتلات الفرنسية التي تقوم منذ الثامن من سبتمبر بطلعات فوق سوريا . وميدانيا، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس "تتواصل المعارك العنيفة في محيط مدينة مارع وخمس قرى محاذية يسيطر عليها منذ الاسبوع الماضي تنظيم داعش الذي لم يحرز اي تقدم جديد حتى الآن.وتتهم المعارضة السورية في الخارج تنظيم داعش بقصف مارع مرتين باسلحة كيميائية. وفي مدينة حمص (وسط)، وقع تفجير بسيارة مفخخة قرب ساحة حي الزهراء الواقع تحت سيطرة النظام اسفر عن وقوع اصابات، وفق ما نقلت الوكالة السورية للانباء (سانا). وبدوره تحدث التلفزيون السوري عن "تفجير عبوة ناسفة بسيارة في حي السبيل" المجاور لحي الزهراء. واوضح محافظ حمص طلال البرازي لوكالة فرانس برس ان التفجير ادى الى "اصابة 13 شخصا بجروح (…) بينهم اربع اصابات خطيرة". وادانت وزارة الخارجية السورية في رسالة وجهتها الى الامين العام للامم المتحدة ورئيس المجلس الدولي "الاعتداءات الارهابية على مدينة حلب". وكان قد قتل 38 شخصا على الاقل واصيب حوالى 150 آخرين الثلاثاء جراء سقوط قذائف للمعارضة على احياء عدة تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب (شمال)، وفق آخر حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان. ومن جهة ثانية، يتوجه رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو الاسبوع المقبل الى روسيا للبحث مع الرئيس فلاديمير بوتين "نشر قوات روسية عسكرية في سوريا"، بحسب ما اعلن مكتبه. جاء في بيان لمكتب نتنياهو ان الاخير "سيستعرض التهديدات التي تواجه اسرائيل نتيجة التعزيزات العسكرية على الساحة السورية وتزويد حزب الله ومن زعم انهم منظمات ارهابية اخرى بالاسلحة". وتتهم وزارة الدفاع الامريكية ومسؤولون روسيا بنشر قطع مدفعية واليات عسكرية في مطار في محافظة اللاذقية (غرب)، كما يتحدثون عن وجود العشرات من مشاة البحرية الروسية ومبان جاهزة لايواء المئات من الاشخاص.