"أسعى لإحراز أرقام قياسية جديدة ترفع اسم مصر" "شهادة جينيس مازالت رهينة جودة التسجيلات والصور" "حصلت على رعاية جهات معنية على الورق!" "مستعد لأى مهمة أو مشروع لخدمة بلدى" "صاحبت سمكة "أسد البحر" التى تأكل أكلى حتى الموز" "لم أظفر بدعوة لحضور حفل قناة السويس الجديدة" "اصابتى بانزلاق غضروفى أدخلتنى موسوعة جينيس" "عائلتى من ابطال القوات البحرية لها فضل فى تأهيلى" "أين بطولات السباحة والغطس فى وسائل الاعلام ؟" "المرأة يمكنها أن تصبح غواصة دون عقبات" حوار/د.هند بدارى حاولت الغوص فى أعماق صاحب أطول غطسة فى العالم لعلى أكتشف سر من أسرار البطولة والمغامرة والتحدى وألقى الضوء على المهارات والدرر الكامنة فى شخصية هذا البطل الذى تمكن من الغطس تحت مياه البحر الأحمر لمدة 51 ساعة و24 دقيقة و13 ثانية ، فدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية لأول مرة في أبريل الماضي بفارق 20 دقيقة عن الرقم السابق المسجل بالموسوعة لسباح أمريكى العام الماضى..بل أصبح أول من يغطس تحت مياه قناة السويس الجديدة مصرا على دخول موسوعة جينيس للمرة الثانية بأطول مسافة تصل 25 كيلو مترا تحت الماء تمثل عمق القناة الجديدة على مدى 13ساعة ، قدمها هدية لمصر والمصريين بمناسبة الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة والرد على التشكيك في عمقها بأنها تفريعة، مؤكدا أنها قناة موازية للقناة الرئيسية. ولكنى أثناء حديثى مع القبطان ولاء حافظ الغواص المصرى العالمى ،الذى أسعد ملايين المصريين ورفع اسم مصر عاليا مرتين ،لمحت فى صوته نبرة أسى وجرحا غائرا ربما لا يؤرقه شخصيا لأنه يهوى التحدى ولكنه يفجر قضية مهمة ويقتح ملف رعاية أبطال الرياضات الفردية بمصر وعدم الاكتفاء بتشجيع كرة القدم فقط..ويكفى للتعبير عن احساسه أننى عندما سألته بمنتهى الثقة : كيف استقبلك الجمهور فى حفل افتتاح القناة الجديدة ..صدمنى قائلا: لم يستقبلنى لأننى لم أتمكن أساسا من الحصول على دعوة لحضور الحفل بينما تلقيت مؤخرا دعوة من جمعية المستثمرات العرب لتكريمى بلبنان ؟..فلا تعليق !. *وبعيدا عن موجة الاحباط العابرة،نستنشق بين سطور الحديث نسمات الأمل المنعشة،فإلى نص الحوار : الارادة المصرية تصنع المستحيل *بطل الغطس العالمى ..كابتن ولاء حافظ ..صف لنا احساسك بعد تحقيق رقم قياسى جديد ؟ -طبعا غمرتنى فرحة النجاح ليس بهدف الظهور أو الاحتراف وانما كى أثبت للعالم أن المصريين يمتلكون إرادة فولاذية و قادرون على فعل المستحيل وأقدم هدية لبلدى بمناسب افتتاح قناة السويس الجديدة وادحض الادعاءات بانها غير آمنة مما دفع مراقبى جينيس لعدم الحضور لتسجيل الغطسة رسميا . -والجميل فعلا أن طفلى محمد وعمر شعرا بالفخر والسعادة عندما انهالت عليهما التهانى من زملائهما وأصدقائهما فى المدرسة والنادى وهما يتابعان أخبارى فى وسائل الاعلام وأصبح حلمهما أن يصبحا ضابطين بحريين مثل بابا . *صاحب أطول غطسة بالعالم ، هل صدى هذا الانجاز اقتصر على الدعاية وتنشيط السياحة ؟ -فكرة المبادرة بإحراز رقم قياسى جديد بدأت بعد ثورة 25 يناير لاثبات أن مصر آمنة وتشجيع السياحة وبالفعل سُجلت هدفا جديدا في موسوعة جينيس للأرقام القياسية فى مهرجان البحر الأحمر الدولى للسياحة والغوص بالغردقة ،ثم طلبت من الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، تنفيذ هذه الغطسة الثانية للدعاية للقناة الجديدة وتوجيه رسالة للعالم بأنها آمنة ومهيأة لكل أنواع الرياضة وأنماط السياحة ووجدت منه دعما رغم الصعوبات . -وأعتقد أن تأثيرها إمتد الى نقل صورة مشرفة عن القناة والتنمية بمصر بدليل ما نشر فى وسائل الاعلام بالخارج ..فقد بعثت رسالة بأن المصري قادر علي اي شئ، حتى الوصول الي موسوعة جينيس. *ذكرت أنه صادفتك فى البداية مشاكل فنية وأن انعدام الرؤية منعك من التصوير والغوص لمسافة أعمق..فهل تم توفير الامكانيات ؟ وما تصورك لتدارك ذلك مستقبلا؟ -كاميرات ومعدات الهيئة كانت تعمل بكفاءة ولكن الرؤية والاضاءة تحت الماء كانت خافتة وتعوق التصوير بوضوح فقد فوجئت بانعدام الرؤية في قاع القناة، فكانت أشبه بالشبورة في أول 2 متر، وبالتالى لم يتم استكمال المسافة المحددة لأكثر من 100 كيلومترا لصعوبة تسجيلها وسط الرؤية الضبابية طبقا لشرط المسابقة . وعموما ، فإن توفير الامكانيات وتدعيم هذه الرياضة يحتاج رعاة وتعاون من الجهات المعنية والشركات المتخصصة . *هل لمست إقبالا من الرعاة بعد الانجاز ؟ -الحقيقة تحملت الكثير نتيجة خلافات مع احدى الرعاة فى المرة السابقة وبعد الانجاز حصلت على رعاية وزارة الشباب والسياحة وجهات معنية عديدة لكنها كلها رعاية "على الورق" حتى أن بعض المسئولين لم يكلف نفسه أن يقول لى مبروك . *هل وصلتم الى صيغة توافقية مع حكام موسوعة "جينيس" لتسجيل الرقم القياسى الجديد؟ -طالبت مراقبى موسوعة جينيس بالإشراف على هذه الغطسة إلا أنهم رفضوا تسجيلها بحجة أن المنطقة ذات خطورة عالية بسبب الإرهاب والرؤية الضبابية مع عدم وجود رعاة ولكننى تواصلت معهم بعد نجاح الحدث بالفعل ومرور سفن العالم بقناة السويس الجديدة التى يدعون أنها منطقة خطرة مما يفند مبرراتهم ويجعل الخطأ عندهم ومن هنا أرسلت اليهم ماسجلته بالكاميرات رغم ضبابية الرؤية وفى انتظار ردهم ولدى حلول توافقية لحل أى اشكالية من الناحية العلمية. .-وللعلم دخول موسوعة "جينيس" ليس مربحا لأنها لا تكافئ احد ابدا بالمال بل بشهادة تقديرية فقط، وعلي المتسابق دفع مستحقات الحكام التابعين للموسوعة، لقبول التحكيم. مدرسة للغواصين الأشبال *ما طموحاتكم فيما يتعلق بمستقبل القناة ؟ -أنا حققت انجازا وعلى القيادات والمسئولين طرح الافكار لتوظيفه والاستفادة بى فى أحداث واحتفالات قادمة لرفع اسم مصر وتنشيط السياحة ودفع معدلات التنمية . ورغم احساسى بالاحباط سأواصل تنظيم أحداث واحراز أهداف جديدة لتنشيط السياحة والدعاية للمشروعات الكبرى ببلدى ونشر رياضة الغطس . أما مسألة قيادة مدرسة لتدريب الاشبال على فن الغوص، فهى فكرة جيدة لكنها تحتاج لنفقات وإجراءات وبالتالى لابد من وجود رعاة لها . واستدرك ولاء حافظ ،قائلا: تحملت الكثير من النففات، ففى الغطسة الاولى انفقت نحو 250ألف جنيه منها الانفاق على فريق العمل والاقامة والمعيشة وفى الثانية الهيئة دعمتنى بالمعدات وكاميرات الفبديو والراعى "CIB " دفع 150ألف جنيه وتحملت انا باقى المصاريف . *ما مفاجآت واحتياطات الحياة تحت الماء وماذا تفعل عند أى أزمة ؟ – الحياة لعدة أيام تحت المياه مثلما حدث أول غطسة تحتاج مواصفات خاصة ، لأنى كنت أكل وأشرب وأنام تحت الماء بمنتهي الصعوبة، بل تمرنت على كتم نفسى دقيقتين ثم اخراج المياه من فمى لالتقاط أنفاسى والمشكلة تظهر في الليل لأن درجة الحرارة تنخفض حتى أشعر بالبرودة، مما يصعب عملية البلع حيث يمكننى تناول كل الأطعمة ماعد التى تمتصها المياه ، وفي اخر يوم انخفض معدل السكر بجسمى مما حتم خروجى من الماء بأمر الطبيب ، لكني رفضت، وواصلت البقاء رغم المعاناة لتحطيم الرقم القياسى . -ومرة شعرت أننى على وشك التجمد تحت المياه على عمق كبير عندما تعطل الجهاز المسئول عن التدفئة ومن هنا فكرنا فى تعبئة أكياس بالماء الساخن وانزالها لأعماق كبيرة تحت المياه .وكان زملائى ينزلون على الحبل المربوط بظهرى لاحضار الطعام والشراب . _واستطرد بطل الغوص ،قائلا :اذا حدث ما لا أتوقعه فجأة ..فيمكننى محاولة الصعود مرة ثانية قبل فوات الأوان وعموما هناك وسائل اتصال بينى وبين غرفة منظمى الغطسة تحسبا لأى طارىء . *هل تتذكر مواقف طريفة صادفتك تحت الماء ؟ -نعم هناك سمكة ذات أشواك تسمى "لاين فيش " أو سمكة أسد البحر ، كانت صديقة لى وتأكل أكلى أولا بأول حتى الموز والبلح ولم افكر فى اصطيادها لأنها شرسة وسامة ولا داع مادمنا أصدقاء تحت الماء وعموما علاقتى بالكائنات البحرية تعتمد على الاحترام المتبادل !. وتجدر الاشارة الى أن هذه السمكة تنتشر بكثرة في البحر الأحمر قرب الشعاب المرجانية و تعتبر من الأسماك الجميلة الفائقة الجمال بألوانها الجذابة المتناسقة في شكل خطوط بيضاء وحمراء متبادلة وبعضها زرقاء وبيضاء وتراها متباهية بجمالها ، ودجاجة البحر من الأسماك البطيئة الحركة وهي غير هجومية إلا في حالة انزعاجها أو محاولة مسكها أو اصطيادها. وتمتلك السمكة نحو 18شوكة سامة تستخدمهم للدفاع عن نفسها و يكمن الخطر في السم الذي تحمله الغدة السمية في كل شوكة من الأشواك الثمانية عشر وخصوصا الأشواك التي في الزعنفة الظهرية وكثير من الغواصين تجذبهم ألوانها الجميلة فيقتربون منها لتصويرها وبعضهم يحاول مسكها و تأثير السم يستمر حوالي 72 ساعة. *ماذا تعلمت من تجاربك وبطولتك ؟ -أنه لايأس مع الحياة وأن كل صاحب حلم عليه أن يحدد هدفه جيدا ويتحدى الصعاب ويتحلى بالاصرار والعزيمة حتى يبلغ مراده . *فى رأيكم كيف تهتم مصر بالرياضات الفردية و تدعم المتسابق ليحقق البطولات ؟ -من الضرورى تغيير ثقافة الاهتمام بلعبة كرة القدم فقط فى دولة مثل مصر تواكب التقدم فى كل المجالات وأن تهتم الجهات المعنية برعاية الأبطال فى الرياضات الفردية وتنمية مهاراتهم من خلال التدريبات والبطولات وأن تركز عليهم وسائل الاعلام الضوء لاكتشاف مواهبهم مشيرا الى ان بطولة السباحة بالزعانف لمسافات قصيرة بالاتحاد العام للغوص والانقاذ بالقاهرة لم تنل اهتماما اعلاميا كافيا . -وأضاف أنه لابد من تخصيص بطولة للغطس تعتمد على تسابق غطاسين لاحراز رقم قياسى جديد زمنا وعمقا للنهوض بمهارات الرياضة . *كنت ضابطا بالقوات البحرية ، فلماذا احترفت الغطس وما تأثير بطولتك على عملك كمرشد مستقبلا ؟ -كنت ضابطا بحريا سابقا بالقوات الخاصة وتسببت إصابتى بغضروف الظهرأثناء مشاركتى بعرض عسكرى فى حفل تخرج الكلية البحرية في إحالتى للمعاش المبكر من القوات المسلحة من نحو4 سنوات ، ورغم ذلك تحديت الظروف بشجاعة وأثبت من خلال أطول غطسة أننى قادرا على التفرد بمهام خاصة تخدم القوات البحرية ، وعموما المرشد قبطان بحرى يقود السفن لمسافات داخل المياه وقد خضعت لكل التدريبات حتى تم اختيارى للعمل ضمن 300 مرشد على امتداد قناة السويس ببورسعيد والسويس والإسماعيلية. -وأنا على استعداد لأى عمل يطور مهنتى ويرفع اسم مصر ،فقد رفضت الاحتراف أو العمل بالقطاع الخاص لأنى أريد إحراز بطولات لبلدى . جينات البطولة الوراثية *ما دور عائلتك من أبطال القوات البحرية فى توجيهك مثل جدك ووالدك وعمك ؟ -الفضل يرجع لاصرارى وحرص عائلتى على تأهيلى وتدريبى منذ الصغر ،فأنا من الاسكندرية وحاليا مقيم بالسويس وحفيد اللواء عباس حافظ رئيس أركان حرب إدارة التجنيد بالقوات المسلحة وأول أسير يهرب من معسكر تل أبيب ويصل إلي مصرووالدى القبطان وائل حافظ أحد أبطال الثغرة فى حرب اكتوبر وعمى القبطان وسام حافظ من أبطال أكتوبر أيضا . -ومنذ صغرى كنت ألعب "هاند بوول" ثم حرص والدى على تعليمى السباحة وحضورى التدريبات بانتظام وكنت أحيانا أتعرض لاصابات وأواصل التمرين حتى اكتسبت الكثير من المهارات وتعلمت من عائلتى الانضباط والالتزام . *بعد ظهور أول قبطانة مصرية "مروة السلحدار "..هل تتوقع أن تقتحم المرأة مجال الغوص خاصة بعد فوزكيت ميدلتون دوقة كمبريدج بلقب غطاسة محترفة بالغطس العميق وفقا لمجلة "بيبول" الأمريكية وحصولها على شهادة معتمدة من منظمة PADI المتخصصة في تدريب الغطس..أم ترى ان هناك عقبات خاصة بمصر؟ *فى رأيى ..الباب مفتوح أمام المرأة لدخول مجال الغطس مادامت مؤهلة واجتازت التدرييات ولا توجد أية عقبات. *وأخيرا.. ما هي نصيحتك لكل أسرة لديها أبناء يتدربون على السباحة كى يحققوا انجازات ترفع اسم مصر ؟ -من المهم أن تكون هناك تدريبات منذ الصغر وأن يجد الأطفال قدوة أمامهم يحتذون بها مع اشراكهم فى بطولات الأندية وتشجيعهم على احراز الهدف بحيث لا يكون التدريب مجرد هواية أو نوع من الترفيه . **وأخيرا ..هذه الغطسة العميقة ليست نهاية المطاف وننتظر من القبطان البطل ولاء حافظ المعروف بتحدى الصعاب إحراز أرقام قياسية جديدة فى مرمى البطولات . اقرأ أيضا: بالفيديو ..الغطاس ولاء حافظ لصباح الخير:غطست 13 ساعة بعمق 25 مترًا في قناة السويس الجديدة
