في إطار الاحتفالات بالعيد السنوي الثامن للثورة وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وتحديدا في 21 يوليو سنة 1960 انطلق أول إرسال تليفزيوني مصري ، والذي غطى في بدايته مدينة القاهرة والمناطق المحيطة بها حتى مسافة مائة كيلو متر في جميع الاتجاهات. وتشير الدراسات إلى أن قرار بدء الإرسال للتلفزيون المصري اتخذ في أواسط الخمسينيات إلا أن العدوان الثلاثي على مصر تسبب في تأخير العمل في إنشاء التليفزيون حتى أواخر 1959 حيث وقعت مصر عقدا مع هيئة الإذاعة الأمريكية (RCA) لتزويدها بشبكة للتلفزيون، وقد تم الانتهاء من إنشاء مركز الإذاعة والتلفزيون في 1960، وكان أول بث تلفزيوني مصري في 21 يوليو 1960. وتعود بدايات فكرة إنشاء تليفزيون مصري إلى العام 1947، ولكن أُحبط المشروع وتأجل تنفيذه حتى عام 1951 . وفي هذه الأثناء أجرت الشركة الفرنسية لصناعة الراديو والتليفزيون أول تجربة للإرسال في مصر، وذلك لتصوير المهرجانات التي أقيمت بمناسبة الزواج الثاني للملك فاروق عن طريق محطة إرسال أقيمت بمبنى سنترال باب اللوق وكان لهذه الشركة هدف آخر أن تعرض على الحكومة المصرية آنذاك تشييد محطة تليفزيونية بالقاهرة. وروجت الشركة الفرنسية لمشروعها الإعلامي الجديد بوضع أجهزة الاستقبال التليفزيونية في بعض الأماكن المهمة بالقاهرة وأقيم حفل ساهر بهذه المناسبة دعا إليه كبار الصحفيين وعدد من الوجهاء وظهر لأول مرة نقيب الصحفيين في ذلك الوقت حافظ محمود على شاشة التليفزيون ليوجه التحية إلى أعضاء البعثة الفرنسية التي استخدمت سنترال باب اللوق في فعاليات الحفل الساهر. وفي عام 1954 تقدم الصاغ صلاح سالم بمشروع إلى الرئيس جمال عبد الناصر لإنشاء إذاعة جديدة ومحطة تليفزيونية فوق جبل المقطم ووافق الرئيس عبد الناصر فورا على المشروع وأوكل مسؤوليته إلى المهندس صلاح عامر وكيل الإذاعة للشؤون الهندسية وعليه اعتمدت حكومة الثورة مبلغ 108 ألف جنيه لإقامة مبنى الإذاعة والتليفزيون في مساحة 12 ألف متر بشارع ماسبيرو بكورنيش النيل ببولاق وبدأت الدراسات وأعلن عن استيراد مصر لأجهزة اتصال حديثة خلال عام 1956. وقد جرى العمل في تصميم الاستديوهات ومحطات الإرسال ودراسة وضع نواة للتليفزيون فوق جبل المقطم وتطايرت أنباء رسمية للعالم كله عن بداية البث الإذاعي التليفزيوني في منتصف عام 1957 ولكن سرعان ما تعطل تنفيذ المشروع بسبب العدوان الثلاثي . وفتح باب التقدم بعطاءات لتنفيذ المشروع في يوليو 1959 وتمت الدراسة الفنية لهذه العطاءات في خلال ثلاثة أشهر واختيرت شركة " R.C.A " الأمريكية واستقر الرأي على استخدام النظام الأوروبي 625 خطا و50 مجالا للصورة في الثانية الواحدة، حيث أنه الأكثر ملائمة من الناحية الفنية للتيار الكهربائي المتردد المستخدم في مصر بواقع 50 ذبذبة في الثانية الواحدة حينها. ولم يمر سوى ستة أشهر على بداية المشروع حتى تم الانتهاء منه وبدأ الإرسال في 21 يوليو عام 1960 بعد صدور تعليمات من القيادة السياسية بضرورة الانتهاء من هذا الإنجاز قبل مرور شهر يوليو وإتاحة الفرصة لإجراء البروفات الهندسية الخاصة بالاستوديوهات على مسرح قصر عابدين. وافتتح لأول مرة التليفزيون المصري في تمام الساعة السابعة مساء 21 يوليو 1960 ولمدة خمس ساعات يوميا وبدأ الإرسال بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم إذاعة وقائع حفل افتتاح مجلس الأمة وخطاب الرئيس جمال عبد الناصر ونشيد "وطني الأكبر" ثم نشرة الأخبار ثم الختام بالقرآن الكريم. وفي أعقاب افتتاح المبنى وبداية الإرسال صدر أول قرار من رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة المصرية السيد محمد أمين حماد بإنشاء إدارة عامة للإذاعة المرئية "التليفزيون" تتبع الإذاعة المصرية ليبدأ الإرسال المنتظم لهذا الوافد الجديد، من محطتي الإرسال اللتين أنشئتا فوق المقطم بارتفاع 300 متر فوق سطح البحر. واستهل التليفزيون المصرى إرساله بقناة واحدة، وكان زمن الإرسال محدداً بمعدل ست ساعات يوميا، ثم ارتفع معدل ساعات الإرسال ليصل إلى 13 ساعة يوميا بعد بدء إرسال قناة تليفزيونية ثانية فى 21 يوليو 1961 ، وتم إرسال قناة ثالثة فى أكتوبر 1985 ووصل متوسط ساعات الإرسال على القنوات الثلاث ما بين 25-30 ساعة يوميا. وبالرغم من حداثة عمر التليفزيون المصرى إلا أنه قدم مختلف الفنون والمضامين الإعلامية التى عكست حاجات الناس واهتماماتهم من برامج ثقافية وتعليمية وترفيهية، ومع بداية الثمانينيات شهد التليفزيون المصرى تطورات عديدة فى أكثر من مجال، حيث اتجه التفكير إلى تفعيل مبدأ السيادة الإعلامية من خلال التوسع الهندسي والجغرافي لمجال التغطية التليفزيونية ليصل إرسال التليفزيون المصري إلى كل محافظات الدولة. وفي عام 1970 صدر المرسوم الجديد لاتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري (ERTU)، وتم إنشاء أربعة قطاعات: قطاع الإذاعة، قطاع التليفزيون، قطاع الهندسة، قطاع التمويل، ولكل قطاع رئيس يرأسهم وزير الإعلام. وزراء الاعلام : 23 شخصية تولت تلك الحقيبة الوزارية بداية من فتحي رضوان في عام 1952 ونهاية بالدكتورة درية شرف الدين حيث صدر قرار إلغاء منصب وزارة الإعلام وتشكيل مجلس وطني بالتوازي مع التعديل الوزاري الجديد الذي قام به رئيس مجلس الوزراء ابراهيم محلب. المادة 72 من دستور 2014 تنص على أن "تلتزم الدولة بضمان استقلال المؤسسات الصحفية ووسائل الإعلام المملوكة لها، بما يكفل حيادها، وتعبيرها عن كل الآراء والاتجاهات السياسية والفكرية والمصالح الاجتماعية، ويضمن المساواة وتكافؤ الفرص فى مخاطبة الرأي العام. وأن تدار وسائل الإعلام المرئية والمسموعة المملوكة للدولة المصرية بواسطة الهيئة الوطنية لتنظيم الإعلام وتخضع لإدارة محايدة ومستقلة". وفيما يلي قائمة بأسماء وزراء إعلام مصر: فتحي رضوان (وزير ارشاد قومي) 17 نوفمبر 1952 – 18 ديسمبر 1952. محمد فؤاد جلال (وزير ارشاد قومي) 19 ديسمبر 1952 – 17 يونيو 1953. صلاح سالم (وزير ارشاد قومي) 18 يونيو 1953 – 7 أكتوبر 1958. ثروت عكاشة (وزير الثقافة والارشاد قومي) 8 أكتوبر 1958 – 19 سبتمبر 1960. محمد عبد القادر حاتم (وزير الثقافة والارشاد قومي) 20 سبتمبر 1960 – 30 سبتمبر 1965. أمين حامد هويدى (وزير ارشاد قومي) 1 أكتوبر 1965 – 18 يونيو 1967. محمد محمد فائق (وزير ارشاد قومي) 19 يونيو 1967 – 16 يناير 1972. محمد حسن الزيات (وزير الإعلام) 17 يناير 1972 – 24 ابريل 1974. أحمد كمال أبو المجد (وزير الإعلام) 25 أبريل 1974 – 17 أغسطس 1975. يوسف السباعى (وزير الإعلام) 18 أغسطس 1975 – 27 أكتوبر 1975. محمد سعيد أبو السعود (وزير الإعلام) 28 أكتوبر 1975 – 18 مارس 1976. جمال العطيفي (وزير الإعلام) 19 مارس 1976 – 2 فبراير 1977. عبد المنعم الصاوي (وزير الإعلام) 3 فبراير 1977 – 17 ابريل 1977. على أحمد قنديل (وزير الإعلام) 18 ابريل 1977 – 18 يونيو 1979. منصور حسن (وزير الإعلام) 19 يونيو 1979 – 9 سبتمبر 1981. فؤاد محى الدين (وزير الإعلام) 10 سبتمبر 1981 – 31 يناير 1982. محمد صفوت الشريف (وزير الإعلام) 1 فبراير 1982 – 13 يوليو 2004. ممدوح البلتاجي (وزير الإعلام) 13 يوليو 2004 – 14 فبراير 2005. أنس الفقى (وزير الإعلام) 15 فبراير 2005 – 15 فبراير 2011. أسامة هيكل (وزير الإعلام) 24 يوليو 2011 – 6 ديسمبر 2011. أحمد أنيس (وزير الإعلام) ديسمبر 2011 – أغسطس 2012. صلاح الدين عبد المقصود (وزير الإعلام) 2 أغسطس 2012 – يوليو 2013. درية شرف الدين (وزير الإعلام) 16 يوليو 2013 – 17 يونيو 2014. ونذكر العديد من نجوم التليفزيون الذين تألقوا عبر شاشته، والذين صنعوا مجده وشهرته وأصبحوا رواد وأصحاب برامج سكنت القلوب والعقول عند المشاهدين من بين هؤلاء سلوى حجازى، أمانى ناشد، ليلى رستم، همت مصطفى، ماما سميحة، أحمد سمير وغيرهم كثيرين.